لاشك بأن الرجوع للحق فضيلة والتمادي في ممارسة الباطل فساد ورذيلة، فالوقوع في الخطأ من كل فرد منا أمر وارد فنحن بشر نصيب ونخطئ ولسنا بمعصومين من الأخطاء ولكن كما قال صلى الله عليه وسلم (خير الخطائين التوابون )، ولعل ذلك ما فعله الشيخ عايض القرني وأعلنه على الملأ في لقاء تلفزيوني ثم أتبع هذا الإعلان باعتذار للمجتمع السعودي، ودون شك أن هذا الاعتذار وهذا التحول الفكري الذي يحدث في مرحلة التحول التي تعيشها بلادنا الحبيبة ضمن خطتنا الطموحة 2030 وحتماً أن هذا الاعتراف وهذا الاعتذار سيكون لهما الكثير من النواتج الإيجابية ذات العلاقة ببعض المخالفات الشرعية التي مورست من قبل البعض خلال مرحلة (الصحوة) التي لا نعلم من أطلق عليها هذا المسمى الذي أراه في غير محله، فالصحوة تكون بعد النوم والإسلام لم ينم ولن ينام وسيبقى قائماً محفوظاً ما بقي كتاب الله يُتلى وتعاليمه تطبق هذه الصحوة التي لا تمس مبادئ الدين التي أراها ثابتة لم تتغير ولن تتغير لكن الأهداف والمصالح السياسية كانت غالبة عليها، وقد اتضح ذلك في الفترة السابقة إبان تلك المسماة الصحوة. وماذا بعد ذلك الاعتراف من قبل أحد أهم العناصر الداعمة لتلك الصحوة إبان جذوة حراكها، حتماً سيتبعه الكثير من النواتج المتوقع حدوثها سيكون في مقدمتها خلخلة الكثير من المفاهيم والأفكار التي كانت تعد مسلمات شرعية حينها والتي كان يحملها البعض من المنتمين الى ذلك الفكر وخلخلة بعض التنظيمات التي كانت تدعم ذلك الفكر وتتبنى مساره، كما ستبرز بعض المعارضات التي ستمس شخص الشيخ عايض وفقه الله وعليه أن يتحمل تبعاتها وتستمر مقاومته لها بالحجج والبراهين وخاصة أن ذلك الفكر الذي كانت تحمله تلك الفئة ترتب عليه الكثير من النواتج السلبية التي أفرزت ممارسات القتل والتفجير والتشريد لبعض شباب هذا الوطن، لذا نتوقع من شيخنا الفاضل الدكتور عايض القرني أن يكون في هذه المرحلة يداً بناءة تعيد ما تم هدمه وتضييعه خلال تلك المرحلة السوداوية وهذا ما أتوقعه شخصياً وفق الله شيخنا الفاضل على شجاعته وحكمته، وكم أتمنى أن ينحو نحوه البقية من شيوخ الصحوة التي أنامت حراكنا التنموي والفكري فترة من الزمن ليست بقليلة. والله من وراء القصد.