الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم .. أما بعد.. فقد كان من عادتي منذ عدة سنوات أن أخلد وأختلي بنفسي في كل يوم خميس للراحة من عناء أسبوع من العمل المضني ، واستعدادا ليوم الجمعة وأقوم في هذه الخلوة الذهنية الروحية إن جازت لي التسمية بمسح ذاكرتي من هموم الأسبوع بالاسترخاء و الإصغاء ، وكنت أقوم باستعراض ما في ذاكرتي والقيام بجرد حساب أعمالي وذاتي مع نفسي ..وفي كل مرة كان قريني يقواني بل ويَصْرَعُنِي فأذعن له مرغما ، ربما لأنني أعتزل وأختلي بنفسي من أجل الأولى " الدنيا " ، ولم يكن للآخرة مساحة متاحة في ذهني .. وفي يوم الخميس الماضي 11/8 / 1434 ه ، وجدت نفسي وقد أقتحم عليها عزلتها شيخنا الجليل القدير الداعي إلى الله على بصيرة إمام هذا العصر الشيخ الدكتور / عايض بن عبد الله القرني عبر إحدى الشاشات التلفازية ، وكان من نتاج هذا الاقتحام أن تغلبت على قريني فصرعته عنوة و انصرفت في إغماءة إيمانية مع الله أفقت منها وقد أبصرت طريقي نحو الحق ، والدار الآخرة ، وقد حفته المخاطر العظيمة انطلاقا من تفسيرات شيخنا عايض القرني أمد الله في عمره أحسست أني لحظتها كنت كمن تعرض لزلزال جسدي مدمر خلخل كيانه ، أو كأنه قد جرفني " تسونامي " عقلي جامح نحو مدارج الردى ، أفقت وكأنني مولودا للتو ولكن برزمة من الملاحظات و الأقوال الخاطئة والخطايا والذنوب والمعاصي الكتابية .. أفقت وكانت دموعي بحجم ذنوبي خوفا من الله ورجوعا إليه وطمعا ورجاء لمغفرته وعفوه ، نظرت في صحيفتي فوجدت فيما وجدت كتابات كثيرة وأسماء كريمة تنظر إليّ .. أول هذه الأسماء جل كتّاب وقراء صحيفة طريب من أسماء صريحة أو مستعارة و أخيرا الدكتور/ شايع بن سعد بن ظبيه ، أ. عبد الله بن فيصل بن جافل ، أ. مسفر بن فلاح آل ملفي الحرملي ، تسألني..تلومني.. تعاتبني ..تعرض عني.. تنظر إلي مرة أخرى ، ركضت إليهم مصافحا بقلبي قبل يدي ، سألتهم الصفح عني على طريقة الكبار مع الكبار و الأخيار فالعفو عند المقدرة من شيم العرب الأخيار .. { فمن عفا و أصلح فأجره على الله } ، ذلك أني أملك من الشجاعة الدينية والاجتماعية و الأدبية ما يجعلني أعتذر لهم جميعا ممن عرفت ومن لم أعرف علنا وعلى رؤوس الأشهاد لأني أراهم أقرب إلى الله مني ظنا ، أرجو أن يكون في محله فأنا لا أُسِيء الظن في نفسي و لا أزكي على الله أحد ، و إنما هو توسم للخير فيهم والخير في أمة محمد باقٍ إلى قيام الساعة ، وأنا حينما أخاطبهم هنا فإنما أخاطب فيهم جميعا سماحة أخوة الدين والدم والقربى و الجوار و كلي بهم وبالشرق شرق عسير كله افتخار .. إن الكتابة قدر لبعض الناس وأنا منهم وقد كتبت كتبا أربعة ومقالات بعدد شعر وجهي ومن يكتب يخطىء وأنا من المؤمنين بالحوار ولي في مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني نموذجا حيا ففيه يتم التحاور بقوة بين الجميع على اختلاف مشاربهم و أفكارهم حتى في الدين والسياسة و المناطقية والحقوق وبصوت مرتفع و ما غضب أحد .. ودعوني هنا أن أقول بصدق وحسب فهمي المتواضع للمعاني أن التعميم في حروف الكتابة هو تعويم للمعنى أي لا يمس أحد بذاته بعكس التحديد الذي هو بالضرورة تشخيصا حتى لو لم يسمي الكاتب شخصا بعينه وأنا لم أكن أعني أحدا بعينه بقدر ما كنت أعني الكتابة كمادة ، ومع كل ما تقدم وبعد كل هذا و أنا أعتذر أقول معاتبا : يمنُّ عليّ قومي في كبري بدع الحروف والإمساك بالقلم وأقول أيضا: يا أعلم الناس بأهل العلم والقدر إني مع الشيب مثل الشمس والقمر بعد كل هذا أطلب وأتمنى من الزملاء الأعزاء في صحيفة طريب وفي موقع " سعورس" أن يتكرموا بمسح وحذف كل حرف كتبته و نشر لديهم باسمي طلبا أرجوه منهم لوجه الله وكبداية توبة إلى الله و استعدادا لرمضان بلغنا الله إياه. وقبل الختام أقول لكم ولي : ( جنة..نار..حسنات..ذنوب..حب..دعاء ) أدخلني الله و إياكم الأولى ، و أبعدنا جميعا عن الثانية ، وملأ موازيننا بالثالثة ، وغفر لنا الرابعة ، ولكم مني الخامسة فلا تبخلون عليّ ، بالسادسة فإن الملائكة تقول و لك. وفي الختام أقول لكم صادقا هذا اعترافي مكتوبا أني قد أخطأت ، وخير الخطائين التوابون ، نعم أسأت التعبير والظن ، أعترف لكم ليس هروبا منكم و إنما هو لجوء إلى الله ..وليس في هذا الاعتراف عيبا و لا منقصة بل أراه سمو خلق ورجوعا محمودا إلى الله .. وبعد ذلك فمن كان في نفسه شيئا فإني على استعداد لأن أشد إليه رحالي ليقتص مني أو أطلبه السماح ، إني أطلب المغفرة من الله ثم منكم ومن كل من يعتقد أنني أسأت إليه كتابة سواء من أهل الشرق أو من غيرهم ، والعفو على زللي وخطئي .. وهنا أرجو الدعاء للشيخ / عايض القرني فقد كان سببا بعد الله في رجوعي للحق واعترافي لكم بأخطائي وزلاتي ، فقد جلا بصري وبصيرتي من غشاوة الدنيا ، فرأيت الآخرة وأنا إليها مقبل ولدنياي مدبر..هذه حروفي رسالة اعتذار وطلب غفران من الله أولا ثم منكم السماح، و أستميح أبا العلاء المعري في العنوان فهو له استعرته لقيمته وتناسبه لي ولكم . نبض : لا إله إلا الله سبحانك إني كنت من الظالمين . أ . محمد بن علي آل كدم القحطاني [email protected]