أتفق مع أحد القراء الكرام بأننا نفتقر كثيراً لثقافة الاعتذار.. بل وأضيف ان بعضنا يصر على التمادي في ممارسة الخطأ حتى لا يضطر للاعتراف بخطئه ومن ثم الاعتذار.. والاخطر من ذلك ايضاً اننا لم نتعلم منذ الصغر ثقافة قبول الإحباط مما يجعل بعضنا يخطئ ويكابر في التمادي حتى لا يضطر للاعتراف ومن ثم اعلان الفشل.. قد لا تكون ثقافة الاعتذار متلازمة مع التعايش مع الفشل بكل ثقة ولكن حين يتعلم الصغير أن الخطأ افضل رحم للنجاح فإنه لن يخشى اعلان الفشل لينجح دون ان يهزمه الاحباط وينتف الكثير من ريشه.. تؤكد الحكمة ان ظاهر العتاب خير من باطن الحقد.. والانسان كلما زادت ثقته في نفسه زادت قدرته على الاعتراف بالخطأ والاعتذار دون تردد.. الغريب ان بعضنا حين يخطئ لا يكتفي بعدم الاعتذار بل انه يرفض عتبك عليه ويعتبر ذلك إساءة له وإقلالاً من شأنه.. الموظف في مجال عمله معرض للخطأ وكذلك الأم والأب والاستاذ الجامعي بل وإمام المسجد .. جميعنا بشر وبالتالي جميعنا معرضون للخطأ من هنا نحتاج أن نتعلم فعلاً ثقافة الاعتذار لمن نخطئ بحقه وان كان اقل شأناً أو أصغر عمراً.. بعض الازواج يخطئ ويرفض الاعتراف بل ويصر على التمادي ايضاً .. بعض الزوجات تفعل ذلك بل واحياناً اكبر من ذلك تلجأ لاسرتها للدفاع عنها مؤكدة صوابها.. واحد الابوين يخطئ في حق الابناء ولا يفكر باعتذار ليجد هذا الصغير نفسه معرضاً لخطأ آخر من معلمه الذي ايضاً يرفض مجرد التفكير بالاعتذار والمعلم يتعرض للخطأ من مديره والمستحيل هنا أن يتم الاعتذار.. وتستمر قافلة الاخطاء ورفض الاعتذار لنصل حتى للاستاذ الجامعي الذي يؤسس لغير ثقافة ويرفض الاعتذار ايضاً.. وتستمر سلسلة الاخطاء ونرفض ان نفكر بالاعتذار لأنها ثقافة غائبة عن المشهد الاجتماعي بل إن بعضنا يفسرها بالضعف عند الآخر حيث يعتقد ان إصراره على موقفه قوة.. ثقافة الاعتذار مطلوب منا العمل على تعلمها والعمل بها وفق منهجنا الإسلامي (كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون) منهج إسلامي متكامل يعلمنا كل شيء ولكن للأسف نتأخر كثيراً في استيعاب ثقافة التعامل الانساني في اطارها الإسلامي.. نفتقر كثيراً لثقافة الاعتذار لأننا للاسف نحترم المركز الوظيفي أو الاجتماعي اكثر من احترامنا انسانية الانسان.. يبدو أن سرعة التغيير الاجتماعي في مجتمعنا قوية حيث كشفت حاجتنا للكثير من الثقافة العامة قد لا تكون ثقافة الاعتذار على رأسها ولكنها ثقافة مطلوبة في مجتمع يريد الإصلاح على كافة المستويات.