كما يعلم الجميع أن لدينا في كل منطقة عدداً من الجامعات والتي يقوم على ادارتها وتشغيلها إداريًا وفنيًا كوادر بشرية مؤهلة تأهيلا عالياً في كافة المجالات الأدبية والعلمية كما يوجد عدد من القيادات الإدارية التربوية والعسكرية الذين اكملوا خدمتهم وأحيلوا إلى التقاعد ولازالوا يتمتعون بنشاطهم البدني والعلمي ولكنهم يقبعون في منازلهم إلا ما ندر. وهنا يقودني الحديث عن الاستفادة من هؤلاء القيادات ونقل خبراتهم وأفكارهم وسيرهم الذاتية التي أوصلتهم إلى المراكز القيادية ويتم الاستفادة منهم من خلال مجموعة من القنوات وفي مقدمتها الإعلام الذي يشهد انفتاحاً وتأثيراً غير مسبوق على الناس وعلى وجه الخصوص فئة الشباب فالإعلام المرئي أصبح مُشاهداً على مدار الساعة على شاشات الهواتف عطفًا على شاشات التلفاز سابقاً فلو يتم تخصيص حلقات يومية على تلك الشاشات للاستفادة من تجارب وخبرات هؤلاء المتقاعدين وما سوف يقدمونه من نصائح للشباب تنور وتوجه حاضرهم ومستقبلهم.. وينسحب هذا الدور المهم على قناة لا تقل أهمية ولها جمهورها وأثرها وهي الأندية الأدبية فيتم استضافة أحد هؤلاء القيادات بشكل أسبوعي ويتم وضع الإعلانات والدعوة إلى الاستفادة من تجارب الضيوف.. كما ينسحب الدور على جمعيات الثقافة والفنون ومراكز الأحياء. إن مثل هذا الإجراء سيتيح فرصة لتلاقح الأفكار والنقاش المثمر فمن النقاش ينبثق النور.. لا أحد يستطيع أن ينكر ما سوف ينتج عن تلك اللقاءات من فوائد قيمة للمجتمع ولفئاته المختلفة وخصوصًا الشباب فيستنيرون بما يسمعون من خبرات وتجارب مثمرة ثم إن مثل هذا الإجراء سيكون له ردة فعل نفسي على المدعو لإحياء مثل هذه اللقاءات وانه محل الاعتبار وأن تجربته محل التقدير من الجهات الإعلامية والأدبية والثقافية.