إحدى زميلاتي في العمل كانت تشتكي من مديرتها إنها لا تسمح لها بالتفاوض أثناء طلب تنفيذ أي عمل كسياسة (لا أريكم إلا ما أرى)، وكانت زميلتي هذه تعزو ذلك إلى أنانيتها ومركزيتها، مما جعل زميلتي تكره المديرة، ولا تطيقها، وتتحدث دائمًا عنها بالسوء أمام الآخرين. مرت الأيام والشهور، وبعد فترة قابلت زميلتي هذه وسألتها عن مديرتها في العمل، فتفاجأت بأنها امتدحتها، وكيف أنها شخصية رائعة متفاهمة، فسألتها باستغراب عن سبب هذا التغيير لرأيها السابق، فأخبرتني أنها لم تكن تعرفها بما فيه الكفاية، وقدرتها عندما أصبحت مساعدة لها، فقلت لها ما الجديد في إدارتكن فقالت إننا نعاني من مقاومة الموظفات وعدم محبتهن للتغيير فهي واحدة من أكبر المعضلات والعقبات التي تواجه إدارتنا لمواكبة التقدم على الصعيد الداخلي والخارجي، فنحن نعتبر نفسية الموظفة الإيجابية مهمة لمواجهة المواقف والسلوكيات ذات الصلة بالتغيير التنظيمي، لكن لابد لنا من غربلة الموظفات لتجديد الدماء داخل الإدارة ولسد العجز في بعض الأقسام.. فقلت لها هل عذرتكن الموظفات بسبب مرئياتكن الجديدة؟! هنا قالت لي زميلتي: تذكرت كيف اعترض على أي قرار جديد يصدر من إدارتي، وحتى نخرج جميعًا من مقاومة التغيير لدى الموظفات، اقترحت على مديرتي فتح باب الشفافية بينها وبين الموظفات حتى تعي هي شكاوى الموظفات، وهن أيضاً يساعدنها على التخطيط السليم والوصول لبر الأمان الوظيفي المنشود، والثقة في قدراتهن، حتى يراها الجميع أنها مثال القائد الناجح. لذا يقول ألفر قولد سميث «إلقاء الموعظة بالتصرفات أفضل من إلقائها بالمشافهة».. ومن هنا يبرز القائد القدوة الذي يترك فعله يتحدث عنه، ويتجنب محاولة إثبات وجوده بالكلام الذي قد يستنزف وقته وجهده دون جدوى.