من أقدس وأهم المسؤوليات التي على عواتقنا وكواهلنا بعد مسؤولية الدين هي مسؤوليتنا نحو أبنائنا وبناتنا بصفة خاصة والأسرة بصفة عامة.. قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا....). وقال صلى الله عليه وسلم: (كلكم راع وكل مسؤول عن رعيته). من أسوأ الظواهر الاجتماعية التي تفشت في المجتمع كتفشي النار في الهشيم ظاهرة انحراف الأبناء والبنات عن الجادة والطريق المستقيم وأصبحت مصدر قلق وتعاسة ولا شك أن الوالدين هما من يتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية لعدم متابعة ومراقبة أبنائهم وبناتهم كما يجب. وحيث هناك شريحة من الآباء تجده كريمًا سخيًا على أسرته في كل ما يحتاجونه من الغذاء والدواء والكساء والمسكن المريح والمدارس الخاصة والمركبات الفارهة ولا شك أنهم يشكرون ويؤجرون.. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل فعلاً قام الوالد بمسؤوليته كاملة نحو أبنائه؟ هذا هو مربط الفرس وبيت القصد، وهو متابعة الأبناء والسؤال عن أحوالهم.. هل يؤدون الصلاة؟ أين يذهبون؟ من يصاحبون؟ ماذا يشاهدون؟ ماذا يقرأون؟ هل هم صالحون أم لا؟ للأسف إن بعض اهتمام الآباء ينصب على نتائج الأبناء في المدرسة أو الجامعة ويتألم ويحزن إذا أصاب أبناءه مرض أشد من حزنه على عدم محافظتهم على الصلوات الخمس، والصحبة وما أدراك ما الصحبة؟ قال صلى الله عليه وسلم: (إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد ريحاً خبيثة). فكثير من الشباب أصبحوا خطراً على أنفسهم وعلى المجتمع لسرعة الغضب والحدة لأتفه الأسباب ولهذا أصبحت مركباتهم مستودعاً للأسلحة البيضاء والهراوات استعداداً لأي خلاف مع الآخرين حتى وصلت بعض الحالات إلى القتل والعياذ بالله. ولذا أصبح لزاماً على الآباء التنبه الشديد لأبنائهم ومتابعتهم ونصحهم وإرشادهم لكي تقر عينه بهم مستقبلاً.