ضعف المستوى الأخلاقي عند الطلاب : إن ما نجده من خلل في سلوكيات البعض من أطفالنا وشبابنا في بعض الأحيان قد يكون مرده إلينا حيث لم يحسن البعض منا دور التربية الحقة القائمة على تقوى الله سبحانه وتعالى ، والأخوة الإسلامية ، والإيثار ، ومراعاة حقوق الجار ، وصلة الرحم ، وآداب الزيارة ، وآداب الأكل ، وآداب السلام 0000إلخ 0 ويشترك عدد من المؤسسات والجهات والأفراد في تدني وضعف المستوى الأخلاقي عند الطلاب ، ولا بد أن نتدارك ذلك قبل فوات الأوان 00إذن من المسؤول عن هذا التردي والضعف والانحلال الأخلاقي يا ترى ؟! هل تتحمل الأسرة وحدها التبعة الكبيرة ؟ والحق أن الأسرة تتحمل نصيبا وافرا من هم التربية وجوانب التنشئة الحقيقية للأفراد منذ طفولتهم المبكرة 00فإشراف الأب ومتابعته لأطفاله ضروري جدا مهما كانت المشاغل والتبعات الوظيفية ، وتساعده في تأدية هذا الواجب الأم في حضوره وغيابه ، وذلك لكونها أكثر التصاقا بالطفل وتقضي معه أكثر وقت ممكن بالإضافة لكونها القدوة الأولى التي يقتدي بها الطفل ، وتكمن في ممارسة العادات والسلوكيات الحسنة وفقا لتعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة قولا وفعلا وعملا في السر قبل العلن ، كما أن على الوالدين القيام بدور التقويم المستمر لعلاقات أبنائهم بهم وبأبناء الجيران بل والحي بأكمله 0غير أننا نجد أن كثيرا من الآباء والأمهات قد انشغل كل واحد منهما بأموره وأعماله وعلاقاته وصداقاته وأهملوا الأبناء ، فلا نجد ذلك الاهتمام الجاد بهم ، وبعضهم ترك المسؤولية للآخر والبعض ترك المسؤولية للخادمة والبعض حملّها المدرسة 00ولا تقويم ولا تعديل للعادات السيئة والسلوكيات غير المرغوبة إلاّ من رحم ربي 00إذن إن إهمال كثير من الأسر وراء تدني المستوى الأخلاقي عند بعض طلابنا 0أمّا المدرسة وهي ذات الوظيفة المزدوجة (( التعليم والتربية )) فمهامها ووظائفها كبيرة ومسؤولياتها ثقيلة وتبعاتها ضخمة ، فدورها واضح في تعليم الأفراد وإكسابهم المعارف والمعلومات والمهارات المناسبة التي تساعدهم في حياتهم العملية والمستقبلية ، بالإضافة إلى ذلك فإن من وظائف المدرسة قيامها بتعديل السلوك الإنساني وصقله وتنميته إيجابيا ، وهي مكملة لرسالة المنزل في التنشئة الخلقية والاجتماعية السليمة 00فعلى المعلم أن يكون قدوة حسنة لطلابه في السلوك الحسن والخلق الحميد ، فالمعلم يهتم بأبناء وطنه ويعطيهم من علمه وخلقه الشيء الكثير ولاشك أن الطالب سيتعلم من أستاذه ويقلده ، فإذا كان المعلم مثالا للأخلاق الحميدة والسلوكيات الإيجابية فطلابه سيقتدون به وإن كان غير ذلك فبالطبع سيتأثر بأخلاقه وسلوكياته الطالب0 وممن يتأثر بهم الطلاب ويكون لهم دور في تدني المستوى الأخلاقي عند بعض الطلاب الأصدقاء والزملاء ، فالصديق والزميل له دور في التأثير على زميله والقرين الصالح والجليس الصالح له تأثير على جليسه وكذلك الجليس والقرين السوء .سيكون له تأثير سلبي على زميله وجليسه 0يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء ، كحامل المسك ونافخ الكير ، فحامل المسك إمّا أن يحذيك ، وإمّا أن تبتاع منه ، وإمّا أن تجد منه ريحا طيبا ، ونافخ الكير إمّا أن يحرق ثيابك وإمّا أن تجد منه ريحا خبيثة )) 0فعلى الآباء مراعاة أبنائهم ومعرفة أصدقائهم 0 ودور المجتمع لا يقل بأي حال من الأحوال عن دور البيت فما يبنيه الوالدان قد تهدمه بعض الشرائح السيئة في البيئة الاجتماعية السيئة التي يندمج فيها الطفل أو الطالب 00 ولوسائل الأعلام وخاصة التلفاز دور مهم في تنمية الأخلاق والسير بها سيرا حسنا ، وربما العكس ، إذا سمحنا للطفل بمشاهدة كل ما يعرضه هذا الجهاز 00خاصة في ظل وجود القنوات الفضائية التي تعرض الكثير مما يهدم الأخلاق ويسير بها نحو الهاوية 0 د0 ضيف الله مهدي