أكد فنانون ومثقفون ومتخصصون في المجالات الفنية والثقافية، أهمية إنشاء أكاديميات فنية، في ظل تنامي الحراك الفني والثقافي في المملكة بشكل لافت، وبوجود مجالات فنية حديثة لم تكن موجودة في السابق. وقالوا في تصريحات خاصة ل «المدينة»: إن المملكة مقبلة على مرحلة جديدة من الحراك الفني، ومن هنا يجب تهيئة الشباب السعودي وتنميتهم وصقل مواهبهم، وهذا لن يتأتى إلا من خلال إنشاء أكاديميات فنية متخصصة، لتجهيز شباب وطني قادر على تحقيق الأهداف، وفي مقدمتها رؤية 2013 التي ترتكز على دور الشباب وإسهاماتهم بشكل فاعل. فمع تطور الحركة الفنية في المملكة، والانفتاح الثقافي الذي أصبحنا نعيشه، وبلادنا تزخر بالمواهب في كل المجالات الفنية والإبداعية، ما يجعل من الأهمية البدء في تأسيس أكاديمية فنية، تشمل الدراسات المتخصصة في مختلف المجالات: الغناء، الموسيقى وتعليم العزف، التمثيل، السينما، الرسم والفنون التشكيلية، الكتابة والتأليف، السيناريو والحوار.. غازي: اتمنى ان تنشأ في التعليم بداية يقول الموسيقار الفنان غازي علي: الحركة الفنية والثقافية في المملكة تعيش أزهى أوقاتها هذه الأيام -، فنحن الآن في نهضة إبداعية زاهية، مثلهما مثل كل المجالات الأخرى في بلادنا الغالية، وهذا ما يجعلنا نتفاءل بأن نشهد ما كنا نطالب به منذ سنوات طويلة، وهو إنشاء أكاديمية فنية في المملكة تحتضن المواهب والشباب وتصقل إبداعاتهم، ونحن لدينا شباب موهوب في مختلف المجالات الفنية يحتاجون معهدًا فنيًّا ودراسة أكاديمية متخصّصة تنمّي مواهبهم، وأنا أعتبر أن إنشاء معهد فني أكاديمي هو «السلاح الناعم»، لما يمثله الفن من أسلوب حياة عصرية، وفعلا أتمنى أكاديمية للفنون، تكون نشأتها في رأيي عن طريق وزارة التعليم. برهان: أكاديمية يعني جيلا واعيًا وذا ثقافة عالية المطرب النجم الشاب «برهان»، قال: أنا من المؤيدين لإنشاء أكاديمية علمية فنية متخصّصة؛ لأنها ستسهم في الاهتمام والتطوير في ثقافة المجتمع وبكل ما يتعلق بالفن، وهذه الأكاديمية يجب إنشاؤها عن طريق جهة رسمية تكون هي المسؤولة عنها، ويكون هنالك معلمون أكاديميون على مستوى عال جدًا، وأعتقد أن الهيئة العامة للثقافة هي الجهة المعنية بهذا الموضوع. ويرى «برهان» أن أبرز الإيجابيات التي سنخرج بها من إنشاء أكاديمية فنية متخصصة هو أننا سنخرج بجيل واع فنيًا ذو ثقافة عالية في هذا المجال، بالإضافة لموسيقيين أكاديميين سعوديين. محمد بخش: أحلم بوضع صفاتنا الفنية في هوياتنا الوطنية ويطالب الفنان محمد بخش بإنشاء معاهد أكاديمية فنية، معتبرًا أن هذا الأمر يجب أن يأتي من الهيئة العامة للثقافة بصفتها الجهة المسؤولة، وقال: الآن أصبح لدينا في المملكة توجّه جديد ورؤية مستقبلية جديدة متمثلة برؤية 2030، ومن هذا المنطلق أصبح إنشاء أكاديميات فنية مطلب مُلح وضروري لنواكب التطورات، وهذه الأكاديميات من المهم أن تشمل كافة أنواع الفنون، ويمكن أن يكون لرجال الأعمال دور في إنشائها والاستثمار بها، وأنا أتمنى مثلا أن يكون لدينا «المعهد العالي للفنون المسرحية» لنخرّج جيلا من الشباب الواعي المدرك لأبعاد الفن المسرحي وأهدافه وإيجابياته، وأتمنى أيضًا غرفة لصناعة السينما، فالسينما السعودية اليوم أصبح لها مكانة ومشاركة في كافة المهرجانات العالمية، ولابد أن نهيئ شبابنا من ممثلين ومخرجين ومؤلفين وفنيين، وأتمنى أيضًا إنشاء مدن إعلامية في كل مناطق مملكتنا، وأتمنى تفريغ الفنانين للقيام بأعمالهم الفنية بالشكل المطلوب. غدير حافظ: المجتمع الذي يمارس الفن تتحسن سلوكياته الفنانة التشكيلية غدير حافظ، قالت: طبعًا أؤيد فكرة إقامة أكاديمية فنية، فالمجتمع الذي يمارس الفن تتحسن سلوكياته عن المجتمعات التي لا تهتم بها، وفي رأيي أن تأسيس هذه الأكاديمية والنواة الأولى لإنشائها، يجب أن يكون بخطة مدروسة بشكل جيد، فمثلا في البداية يجب اختيار أعضاء أكاديميين ذو خبرة في هذا المجال من أبناء الوطن، فإن توفر الأكاديمي وليس له خبرة يجب الاستعانة بمن لهم خبرة في هذا المجال حتى لو من دول أخرى ولو لفترة مؤقتة، ثم يتم تحديد الأقسام المراد العمل بها وتجهيز مبنى يتسع لتلك الأنشطة بمساحة جيدة تتسع للطلاب واحتياجاتهم، وأن ُيجهز المبنى بكافة الاحتياجات لكل قسم، فمثلًا حسب تخصّصي بالفنون التشكيلية وبحكم خبرتي في معهدي الشخصي (إبداع الغدير للفنون) أجد أنه يجب توفر الورش الفنية المجهزة للنحت والرسم والمعادن والخزف بمساحات مناسبة. سحر بحراوي: سترفع المستوى الثقافي والذوق العام وتبدي الكاتبة والمنتجة والمؤلفة «سحر بحراوي»، تأييدها الكامل لإنشاء أكاديمية فنية، لأنها ترى أن الموهبة وحدها لا تكفي، والعلم بالمجال يعطي الفنان تقنيات تجعله يقدم العمل بمستوى مختلف وبجهد ومال أقل. وعن كيفية تأسيس هذه الأكاديمية، وما هي النواة الأولى لإنشائها، قالت سحر: أعتقد أن نقل نموذج أكاديمية عالية المستوى وتطبيقه كما هو طريقة جيدة أوفر وأكثر تأثيرًا، والنواة الأساسية هي تسهيل منتجات الفن من مسرح وسينما من أجل خلق الوظائف وجعل الأكاديمية مرغوبة، وفي رأيي أن الجهة التي ستتبع لها الأكاديمية يجب أن تكون وزارة الثقافة، وأيضًا من الممكن إنشاء معاهد للفن داخل الجامعات الخاصة. عبدالرب إدريس يضع اللبنة الأولى لأول أكاديمية موسيقية سعودية وضع الموسيقار الدكتور عبدالرب إدريس، اللبنة الأولى لإنشاء أكاديمية للموسيقى عبر تكوين فرقة وطنية موسيقية تتألف من موسيقيين موهوبين سعوديين، هدفها هو المشاركة في كل الفعاليات والمهرجانات المحلية والوطنية. وقال الدكتور إدريس ل «المدينة»: الأكاديمية مشروع يجري دراسته وهو ليس بالسهل وعند اكتمال كافة عناصره فسوف يكون تحت مظلة وزارة الثقافة. وقد دشنت الفرقة الموسيقية السعودية أولى نشاطاتها على مسرح سوق عكاظ في دورته الأخيرة، و وتم تكوين الفرقة من حوالي 25 عازفًا في مختلف الآلات الموسيقية والكورال، وأضاف الدكتور عبدالرب: نحن الآن نبدأ مع الفرقة من مرحلة الصفر، ونواصل التدريبات اللازمة لكي تكون الفرقة جاهزة ومتكاملة من ناحية عناصرها وأفرادها الموسيقيين وأما موضوع الأكاديمية فهو كما قلت مشروع كبير ولازال قيد الدراسة، وهذه الفرقة الموسيقية الوطنية الجديدة وما ستحققه من نتائج إيجابية سوف تكون دافعًا لإنشاء هذه الأكاديمية.