على رغم مواجهة"الموسيقى السعودية"مصاعب وعقبات، إلا أنها ولدت لتعيش، وعاشت لتجد أمامها طريقاً مليئاً بالأشواك. قضت 25 سنة بين متبن لها ومتبرئ منها. ولم يبق لجراحها عازف يضمدها سوى رئيس جمعية الموسيقى السعودية حسين الأهدل الذي ظل يدندن وحيداً. في حديث الى"الحياة"يجدد الأهدل أسباب ضعف الموسيقى السعودية، ويضع بعض المهدئات التي تساهم في نهوض تلك"اليتيمة"ووضعها في المكان الذي تستحق. 25 سنة مضت من عمر جمعية فنون جدة، وهي لا تملك عازفين سعوديين أكفاء... ما الأسباب؟ - لتأهيل عازفين موسيقيين على مستوى أكاديمي يجيدون قراءة النوتة الموسيقية المعروفة عالمياً وكتابتها وتوزيعها، على المتأهلين إكمال دراسة لا تقل عن خمس سنوات، وسنتين إضافيتين للاحتكاك مع الفرق الموسيقية الأكاديمية. وهذا غير متاح لدينا. نحن مستعدون في القسم الموسيقي في جمعية جدة لتأهيل مجموعة من الشبان الموهوبين في مجال الموسيقى خلال ثلاث سنوات فقط، وتعليمهم قراءة النوتة كي ننشئ فرقة عازفين تكون بمثابة النواة الحقيقية لتكوين فرقة موسيقية باسم الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، يستعان بها في المناسبات الوطنية وفي الأسابيع الثقافية الدولية. وعلى المسؤول في الجمعية العربية السعودية في جدة تكثيف الدورات الموسيقية لتصل إلى أربع خلال السنة على اقل تقدير. أطلقت الجمعية أخيراً عدداً من دورات التعليم الخاصة بالموسيقى. لماذا غيّبت هذه الدورات كل هذا الوقت، وما مصيرها؟ - على العكس، فنحن بصدد الانتهاء من ترتيبات حفلة التخرج من هذه الدورة وتكريم الخريجين في الحفلة الختامية للجمعية. وللتذكير، فإن"فنون جدة"أطلقت هذه الدورات الموسيقية بإشراف مباشر من"الإنشاد الوطني"لأربعة أسابيع فقط، وهي بدأت منتصف العام الماضي والتحق بها 30 متدرباً، وفي نهاية الدورة كان هناك 10 متدربين نعدّهم ليكونوا نواة قوية للفرقة الموسيقية التي نجهزها لتصبح الفرقة الخاصة للجمعية. كيف تصف ما تقدمه جمعية فنون جدة من دعم وتسهيلات لقسم الموسيقى، وهل هذا يكفي ليحقق أهدافه؟ - هناك دعم وتسهيلات، لكنها لا تفي الغرض ولا تساعد القسم في تحقيق أهدافه. ونأمل من المسؤولين في مجلس إدارة الجمعية بدعم أكبر للنشاطات الفنية للقسم. نحن نحتاج تكثيف الدورات التأسيسية والأمسيات الموسيقية والغنائية للوصول إلى مستوى أفضل. وهذا لا يعني أنني أنكر جهود مدير الجمعية عبدالله باحطاب والدعم المادي لتطوير أعمال اللجان كافة وليس قسم الموسيقى وحده. نحتاج الى دعم اكبر نظراً الى الإقبال الكبير على القسم الموسيقي من الشباب السعودي الموهوب، خصوصا مجال الغناء والعزف على الآلات الموسيقية. أين أنت من حفلات محمد عبده، لا سيما انك شاركت فيها سابقاً؟ وكيف علاقته بالجمعية وقسم الموسيقى؟ - محمد عبده مقصّر في علاقته بجمعية فنون جدة، تحديداً قسم الموسيقى، ونلتمس له العذر بحكم انشغاله ووجوده في غالبية الأوقات خارج المملكة. هو فنان قدير، وفي اللقاءات التي تجمعنا في المناسبات الفنية الخاصة يسألني عن أحوال القسم وأخبار الزملاء فيه. مشاركة فنان في حجم محمد عبده في حفلاته، شرف كبير يتمناه كل موسيقي، وحين كنت أشارك معه في العزف على آلة الكمان كنت متفرغاً، ولكن منذ ارتباطي بعملي لم اعد أجد الوقت الكافي في السنوات الأخيرة للمشاركة في حفلاته، والفنان محمد عبده يشكل منظومة تعمل في إطار محترف وتحتاج الى التفرغ التام. ألم تفكر في إنشاء معاهد متخصصة في الموسيقى في السعودية؟ - هناك خطوط حمر لا يمكن تخطيها، هي السبب في عدم وجود معاهد موسيقية متخصصة في السعودية. والدورات التي تقدمها الجمعية ضعيفة جداً وفقيرة فنياً، لكن هذا هو المتاح، والجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون في جدة لم تدخر جهداً في تنظيم هذه الدورات التأسيسية التي تعتبر من باب التثقيف الموسيقي، لا أكثر، وهي تنظم دورتين في السنة كل منهما لأربعة أسابيع، بحسب الإمكانات المتاحة. نشر في العدد: 16775 ت.م: 09-03-2009 ص: 35 ط: الرياض عنوان: الاحتفال ب "القيروان عاصمة ثقافية إسلامية". عرض عن اسطورة العاصمة الروحية للمغرب العربي