محافظ الجبيل يستقبل المهنئين بالعيد ويزور المرضى المنومين    أكثر من 122 مليون قاصدٍ للحرمين الشريفين في شهر رمضان للعام 1446    أسعار النفط تتراجع وتتجه نحو أول خسارة فصلية منذ فصلين    الذهب يسجل رقمًا قياسيًا جديدًا بدعم من الطلب المتزايد والمخاوف الاقتصادية    نمو الناتج الصناعي لليابان بنسبة 2,5 % خلال الشهر الماضي    وسائل إعلام: ترامب يعتزم زيارة السعودية في منتصف مايو    ترامب: لا أمزح بشأن سعيي لفترة رئاسية ثالثة    أمطار رعدية مصحوبة بزخات من البرد على معظم مناطق المملكة    ما أصل "العيديّة"، وكيف تغيّر اسمها عبر العصور؟    أمير منطقة تبوك يستقبل المهنئين بعيد الفطر المبارك    المعالم الأثرية بالأحساء تجذب الأهالي والمقيمين في عيد الفطر    بطابع الموروث والتقاليد.. أهالي حائل يحتفون بالعيد    فعالية تراثية في نجران احتفاء بعيد الفطر    فعاليات عيد الطائف تجذب 200 ألف زائر    المملكة ترحب بتشكيل الحكومة السورية    قائد الجيش السوداني: لا سلام مع «الدعم السريع» إلا بإلقاء السلاح    خالد بن سلمان يستقبل قادة وزارة الدفاع وكبار مسؤوليها    إطلالة على اليوم العالمي للمسرح    فيصل بن مشعل يرعى حفل أهالي القصيم بعيد الفطر المبارك    ولي العهد يؤدي صلاة العيد في المسجد الحرام.. ويبحث المستجدات مع سلام    خادم الحرمين: أدام الله على بلادنا أمنها واستقرارها وازدهارها    «سلمان للإغاثة» يوزّع 644 سلة غذائية في محلية بورتسودان بولاية البحر الأحمر في السودان    انقطاع الكهرباء عن مئات الألوف في شرق كندا بسبب عاصفة جليدية    رابطة الأندية المصرية تلغي عقوبة خصم 3 نقاط من الأهلي بعد انسحابه أمام الزمالك    إنجاز إيماني فريد    الأمانة والدواء البديل.. رأي أم مخالفة؟!    «الإذاعة والتلفزيون» تميزت في محتوى رمضان    جولة مسرحية لتعزيز الحراك الثقافي بالمملكة    ولي العهد يؤدي صلاة العيد في المسجد الحرام ويستقبل المهنئين    «سلمان للإغاثة» يوزّع 869 سلة غذائية في البقاع الأوسط وطرابلس    بنهاية شهر رمضان.. تبرعات إحسان تتجاوز 1.8 مليار ريال    نتج عنه وفاتها.. الأمن العام يباشر حادثة اعتداء مقيم على زوجته في مكة    سر تأخر إعلان الهلال عن تمديد عقد البليهي    عيد الدرب.. مبادرات للفرح وورود وزيارات للمرضىع    بين الجبال الشامخة.. أبطال الحد الجنوبي يعايدون المملكة    جوارديولا غاضب بسبب موسم مانشستر سيتي    أمير منطقة جازان يعايد العامري والشيخ معافا    ولي العهد وسلام في صلاة العيد.. لقطة تعكس ثقة السعودية في القيادة اللبنانية    أكثر من 49 ألف مستفيد من الخدمات الطبية بجوار المسجد النبوي خلال شهر رمضان    خادم الحرمين: أهنئكم بعيد الفطر بعد صيام شهر رمضان وقيامه    توقعات بهطول أمطار غزيرة على 7 مناطق    كاميرات المراقبة تفضح اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية    ثنائية مبابي تهدي ريال مدريد الفوز على ليجانيس    ارتفاع حصيلة قتلى زلزال ميانمار إلى أكثر من 1000    العيد انطلاقة لا ختام    896.551 شحنة بريدية تم تسليمها يوميا برمضان    1320 حالة ضبط بالمنافذ الجمركية    أمير القصيم يشكر خادم الحرمين على تسمية مستشفى شمال بريدة مستشفى الملك سلمان    بلدية وادي الدواسر تُكمل استعداداتها لعيد الفطر بتجهيز الميادين والحدائق    ولي العهد يتلقى اتصالاً هاتفيًا من رئيس دولة الإمارات    ولي العهد يوجه بتوفير أراض مخططة ومطورة للمواطنين في الرياض    خلال أسبوع.. ضبط 25 ألف مخالف للأنظمة    وزارة الداخلية.. منظومة متكاملة لخدمة وسلامة وأمن ضيوف الرحمن    تجمع الرياض الصحي الأول يحقق أرقاماً قياسية في ختام حملة "صم بصحة"    أبشر بالفطور تختتم أعمالها بتغطية محافظات الشرقية و توزيع ٥٠ الف وجبة    تجمع الرياض الصحي الأول يُطلق حملة «عيدك يزهو بصحتك» بمناسبة عيد الفطر المبارك 1446ه    أكثر من 70 ألف مستفيد من برامج جمعية الدعوة بأجياد في رمضان    حليب الإبل إرث الأجداد وخيار الصائمين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انتحار المواهب الموسيقية السعودية.. الفضاء الإلكتروني لم يعد كافياً!
وسط إهمال وزارة الثقافة وجمعيات الفنون
نشر في الرياض يوم 27 - 09 - 2012

لماذا ابتعدت أو محيت كثير من التجارب والمواهب الموسيقية المحلية؟. ولماذا أصبح قدر كثير من الواهب الموسيقية الشابة من عازفين وملحنين؛ إما الموت أو اللجوء للعوالم الافتراضية، كاليوتيوب وغيره.. هل حقاً واقعنا كما يراه البعض.. مدفناً للفن والفنانين؟. وهل البلد الذي قدم للعالم موسيقى طلال مداح وغيره من الأسماء الموسيقية المؤثرة، غير قادر على خلق بيئة فنية حاضنة للأسماء المبدعة؟. الموسيقى هي المنبع الأول للفن، إن كان لحناً أو غناءً وهي الأساس الأول في بناء الذائقة الجمالية للإنسان والمجتمع؛ إلا أن الواقع الفني والموسقي السعودي، ينحدر بالذائقة الفنية والموسيقية وسط هذا الموت البطيء والمتتالي للتجارب الموسيقية المحلية، بدل استثمارها لتقدم إلى العالم، في ظل عدم اعتراف حقيقي بهوية الموسيقى. في هذا التحقيق إذن، نبحثُ عن سببَ انتحار المواهب الموسيقية وهي في أوج ظهورها وبدايتها وعن سر عزوف كثير من الأسماء والتجارب الموسيقية وتغيبها وانزوائها بعيداً عن الساحة الفنية التي لا تزال تسيطر عليها الموجات الغنائية الهزيلة.
ابتعاث.. موسيقي
بداية، يرى الناقد الفني يحيى مفرح زريقان، أن المؤسسات المعنية بالعمل الإبداعي بعيدة تماماً عن أداء دورها الذي أسست من أجله، فمثل هذه المواهب التي تتوقف عن الفن، رغم كمية الموهبة العالية لديها، كان حري بوزارة الثقافة والإعلام وجمعيات الثقافة والفنون بأن تتبناها وتدعمها بإتاحة الفرصة لها في الدراسة في معاهد موسيقية متطورة في العالم ومن ثم تقديمها في المناشط والفعاليات المحلية كسوق عكاظ أو الجنادرية. مضيفاً: "يفترض بنا كمجتمع إن كان على مستوى فردي أو مؤسساتي أن نفتخر وننهض بهذه المواهب ونصدرها لقنوات الاتصال والنشر، لأن هؤلاء هم من سينهض بالذوق العام في المجتمع السعودي". ويؤكد الناقد السعودي أن عدم وجود آليات عمل داخل المؤسسات الثقافية، هو الذي دفع بالمواهب والطاقات الشابة إلى الاحباط والتوقف.
البيئة الاجتماعية.. سبب
ويرى زريقان أن البيئة الاجتماعية المحيطة أيضاً سببٌ في إحباط وتوقف المواهب الموسيقية، موضحاً: "لو كان المجتمع محفزاً وإيجابياً في تعاطيه مع الشأن الموسيقي لكان سهلاً على الموهبة الشابة أن تترجم إبداعها على شكل قطع موسيقية أو غيرها؛ لا أن تصل لمرحلة التوقف". وينبه الكاتب يحيى زريقان إلى أن علينا أن لا نظلم المجتمع، "لأن مجتمعنا في الغالب لديه قبول واستعداد لتقبل الفن، وإنما هنالك شريحة واحدة هي التي سيطرت على المجتمع والشارع وأصبح رأيها هو الذي يصدر وكأنه قرار وهم ليسوا مخولين أصلاً لذلك".
الموسيقى عمل.. تنموي
ويعتقد الناقد زريقان، أن الموسيقى والفن عمل تنموي شأنه شأن أي مجال تنموي آخر، داعياً وزارة التربية والتعليم إلى أن تعيد النظر في المناهج، لتتضمن مادة التذوق الجمالي والفني والموسيقي حتى ينشأ لدينا جيل لديه القدرة على فرز الجيد (الجميل) من السيىء (القبيح) في المستقبل.
مؤسسات الإنتاج
أما عن دور مؤسسات الإنتاج الفني هذه الأيام فيعلق زريقان: "ليس لديها الوعي الفني، إلا ما رحم ربي". مضيفاً: "عندما كانت تصدر لنا اسطوانات خالد برزنجي في التسعينيات (مؤسسة الخيول)، كان من يمسك بتلك المؤسسة رجل يحترم ويقدر ويفهم ما هو الفن وما هي الموسيقى وأهميتها في الحياة، أما اليوم فنرى أن أحداً من المنتجين لم يجرؤ على تقديم أسطوانة موسيقى خالصة في التأليف أو التوزيع الموسيقي لأن هذا المنتِج يجهل ما هي الموسيقى والتأليف الموسيقي أصلاً".
تجارب غير مستثمرة
ويشير الناقد زريقان إلى وجود مجموعة من الموسيقيين السعوديين الذين سافروا ودرسوا في الخارج وتعلموا الموسيقى وحصلوا على درجات علمية ورجعوا إلى البلاد ولكنهم لم يستثمروا حتى الآن وهم موجودون في أغلب مناطق المملكة. ويتفق الزريقان مع الطرح القائل بضرورة وجود كيان موسيقي يجمع هؤلاء الأساتذة الموسيقيين مع المواهب الشابة، مقترحاً أن يكون ذلك في إنشاء قطاع خاص بالموسيقى خاص به، يستقبل أنشطته ومواهبة ويعكف على تطويرها لأن المسألة في نهاية المطاف مسألة تنموية تمس ذوق المجتمع، جمالياً.
زريقان: يجب تضمين المناهج مادة التذوق الجمالي والفني
عادل الزهراني
العازف السعودي ومدرس الجيتار عادل الزهراني، يؤكد بداية على التفريق بين الموسيقي والمطرب لأن "المطربين آخذين حقوقهم وزيادة" بل ويقدمون في كل محفل ومدعومون من كل الأطراف ومنهم رجال المال؛ ولكن الموسيقى محاربة، لأنها لا توجد بل وممنوع أن تنشئ معهداً موسيقياً أو تدرس الموسيقى بالمدارس ولا حتى معاهد خاصة على مستوى جيد، "فالمطرب من الممكن أن يظهر بمجهود شخصي ويتعلم العزف على العود بطريقة بسيطة ويقلد الفنانين حتى يصبح مشهوراً ويمارس حياته الفنية دون الحاجة للمعاهد، لكن من المستحيل أن تجد موسيقياً دون دراسة وأنا هنا اقصد موسيقياً حقيقياً يقرأ ويكتب ويؤلف موسيقى بل ويؤلف مناهج ومقطوعات ولا أقصد ملحن الأغاني لأنه ملحق بالمطرب".
سبب الإحباط
ويرى الزهراني أن غياب المعاهد والمدارس الموسيقية هو الذي يحول دون تحقيق طموح الموسيقي الذي يريد أن يعزف على آلة معينة مثل العود أو الكمان أو الجيتار والبيانو بطريقة علمية راقية مدروسة تتيح له عزف مقطوعات متقدمة مثل موسيقى باخ وبيتهوفن ويقدم حفلات للعزف المنفرد أو الجماعي على آلته الموسيقية التي يعشقها؛ الأمر الذي يجعل ذلك الموسيقي الحقيقي الموهوب إما أن يحبط ويدمر من داخله لأنه يعرف أنه يستطيع أن يعزف ويؤلف مثل الموسيقيين الموجودين بالعالم العربي والغربي من حوله لكنه لا يملك العلم الكافي ولا الموجه الكفء. أو أن يتجه للطرب والغناء ومشاركة المطربين "فنخسره كموهبة أيضاً ويصبح عدداً زائداً يضاف لاعداد المطربين ومن يرافقهم من أشباه الموسيقيين". ورغم هذه الظروف، يضيف الزهراني، "وجد بيننا موسيقيين قلة يعدون على أصابع اليد الواحدة، تعلموا وشقوا طريقهم بأنفسهم ومجهودهم واعتمدوا على الموهبة لوحدها مثل الأستاذ خالد برزنجي وعلي البوري وكتجربتي التي تعرف ولكن هؤلاء حالات نادرة ولا يستطيع أي فنان أن يعلم نفسه بنفسه".
ويذكر الزهراني بتلك الحالات التي درست الموسيقى في مصر تحديداً أمثال الأستاذ سراج عمر والأستاذ غازي علي وعبدالرب إدريس الذين درسوا على حسابهم الخاص لأن الدولة لا تبتعث موسيقيين؛ "لكن توجه هؤلاء كان أيضاً للأغنية عند عودتهم وبالتالي أصبحوا مثلهم مثل أي ملحن غنائي آخر لأن الاتجاه والتوجه العام هو للأغنية فقط لعدم وجود المعهد والأستاذ الموجه الذي يقود هؤلاء الموهبين في الموسيقى". ويشير الزهراني إلى أن الموقف المتشدد من الموسيقى ساهم أيضاً في تراجع حضورها في الحياة الاجتماعية، وذلك لوجود بعض الفتاوى التي ترى الحرمة في الموسيقى "علماً أن هناك من يرى بالحل من العلماء وعلى رأسهم ابن حزم".
علي منصور: متفائل بولادة مؤلفين سعوديين شباب
التوجه لليتوتيوب
ويرى الفنان عادل الزهراني أن سبب توجه الفنانين والموسيقيين لليوتيوب جاء كحل "لأن هذا الموقع تحول بالنسبة إلينا كعازفين ليس لنا من ملاذ؛ تحول كالمسكن وكحل مؤقت لا يجدي على المدى الطويل". ويؤكد الزهراني على ضرورة أن تجد الدولة حلاً لهذه المشكلة. مضيفاً: "ومن هنا يبرز دور مهم لرجال الأعمال والمثقفين من أجل أخذ هذا الدور والمبادرة بنشر وتعليم الشباب الموسيقى كما يجب أن تعلم وأن يتبنوا هؤلاء بعد ذلك وينتجوا لهم ألبوماتهم ويرتبوا لهم حفلاتهم وهو دور مهم وممكن، وقد قام به أصحاب السمو الأمراء أمثال محمد العبدالله الفيصل وخالد الفيصل وغيرهم بدعمهم للمطربين وللأغنية السعودية؛ ولكننا نتكلم هنا عن الموسيقى والعازفين والمؤلفين الموسيقيين؛ لذا أتمنى أن يأخذ أصحاب السمو ورجال الأعمال نفس الدور من أجل تقديم موسيقى وعازفين ومؤلفين موسيقيين سعوديين حقيقيين".
الابتعاد عن الأصالة
الملحن السعودي الغائب عن الساحة، علي منصور، طالب بداية بتحديد من هو الفنان؟ لأن هنالك كثيرين ظهروا واختفوا ولم يترك غيابهم أثراً، لأنهم ليسوا فنانين بالأساس. مؤكداً أن ثمة أكثر من سبب لوجود هذه الظاهرة وأولها: "أننا مع الزمن ابتعدنا عن الأصالة في الفن الخليجي والعربي، والسبب الآخر أن الموسيقى والفن والأغنية كل عشر سنوات تغير جلدها، وتأتي موجة جديدة كما فعلنا في التسعينيات، أما الآن فإن هوية أغنية هذه الحقبة الحالية، تأخرت ولم تتكشف حتى الآن وهو الأمر الذي سينعكس على الملحنين والموسيقيين لأن كل فنان سينظر ماذا سيقدم للآخر"؛ مضيفاً أن الانترنت هو سبب آخر لموت التجارب الموسيقية، "لأن الانترنت قاتل روح الفن وشركات الانتاج لن تربح ولن تعطي حقوقا للفنان كي يسجل هذه القطعة الموسيقية التي أبدعها". معلقا: "الانترنت دهورت صحة الحركة الفنية الطبيعية".
المآسي المحيطة
ويرى منصور صاحب لحن (أنت غير الناس عندي) أن من أسباب غياب وابتعاد الفنان الحقيقي عن الساحة هو الإنسان الذي يتأثر بالظروف المحيطة، من حروب وقتل ودماء لاشك أن مثل هذه الصور في الشاشات التلفزيونية في العالم العربي ستؤثر على جودة إنتاج الفنان. مضيفاً: "أن الحالة المادية في الفن، تطورت لأن تصل إلى عدم تقدير الموسيقي صاحب اللحن ومخرج العمل الفني، إذ إن بعض المطربين أصبح يبخس حقوق هؤلاء ولا يعطيهم أجورهم التي يستحقون، بحجة الانترنت التي تبقى من أهم مشاكل العصر مع الموسيقى".
الفن مسكين
وردا على سؤال هل ثمة اعتراف حقيقي بالفن: يعلق علي منصور، مجيبا: "الفن لدينا مسكين، منذ البدايات ولازلنا في طور الاجتهادات". مضيفاً: "الفن أساسٌ تقاس به أيضا رفعة الأمم".. إلا أن علي منصور لا ينهي حديثه متشائما بل بالعكس، متوقعا ولادة أسماء موسيقية سعودية وخليجية جديدة في مجال التأليف الموسيقي، على غرار عمر خيرت في مصر، معلقا: "هنالك طاقات فذة، بدأت تظهر لا تحتاج شركات إنتاج لا تزال "نائمة في العسل" مع المطربين؛ حيث بدأ الشباب بتدشين أستوديوهات منزلية، ومن ثم نشر المؤلفات الموسيقية في اليوتيوب المتابع أكثر مما تقدمه شركات الإنتاج".
تشكيل فرق
الملحن والموسيقي صلاح الهملان، من جهته، دعا المواهب الموسيقية إلى الاهتمام بنفسها أكثر والقيام بتشكيل فرق موسيقية وعدم اليأس، مشيراً إلى تجربته مع فرقة (الجاز) بداية الثمانينيات عندما أسس ورفاقه الموسيقيين فرقة غربية وبدأوا بإحياء حفلات في جمعية الثقافة والفنون (الدمام) التي وجه لها العتاب لعدم دعوتها وتقديرها للموسيقيين القريبين منها والذين كان لهم دور في تأسيس فرع الجمعية، وذلك من أجل استثمار خبراتهم لدعم الشباب والمواهب الموسيقية الناشئة. داعياً فروع جمعية الثقافة إلى المزيد من احتضان المواهب الموسيقية وتقديمهم وهو لا يحدث دون وجود آلية حقيقة لتقديم الموهبة الموسيقية إلى الجمهور. متأسفاً على توقف عازف البيانو السعودي الشاب على البوري عن العزف، ومعلقا: "مثل هذه الموهبة كان من اللازم أن تتدخل جمعية الثقافة والفنون وتهتم به وبغيره، وتهتم بالمواهب وتكافح من أجل تقديم شيء". مضيفا: "لو أن هذا الفنان الشاب ورفاقه كونوا فرقة فنية، وتعاضدوا لما توقف، ولكان في طور التطور". مؤكداً أن جمعية الثقافة لن تبخل عليهم بغرفة، لكي يجتمعوا معا ويكونوا الفرقة التي ستحمي الفرد الفنان من العزلة والتوقف. غابطاً الجيل الحالي على ما توفرت له من فرص انتشار لم تكن متوفرة "في زماننا". وأكد الهملان أن المسألة تحتاج إلى وقت وتحدٍ واصرار من أجل التطور؛ عارضاً دعمه ومشورته للمواهب الموسيقية المحلية، من أجل تقديم موسيقى ترفع بالذائقة وتخرج عن ما هو سائد.
مناخ إنتاجي لا يساعد
الفنان خالد برزنجي صاحب تجربة سعودية فريدة في إصدار ثلاث أسطوانات موسيقية في التسعينيات، يتحدث من صميم تجربته قائلاً: "إن تراجع أصحاب المواهب عن التواجد في الساحة الفنية واكتفائهم بدور المشاهد أمر ليس بالجديد ولا ينطبق فقط على المواهب الجديدة، التي انسحبت بل ينطبق على أصحاب المواهب الكبيرة والأمثلة على ذلك كثيرة وبعض الأسماء التي تنسحت جانباً والتي تعيش بيننا الآن شكلت في السابق تاريخ الأغنية في الوطن العربي في الزمن الجميل مثل الموسيقار غازي علي والموسيقار سراج عمر والموسيقار الراحل سامي إحسان رحمه الله ولأن المناخ الحالي لا يساهم ولا يشجع في استمرار هذه المواهب مع وجود شركات إنتاج تساهم وبقوة في فرض شكل معين للفن "إما أن يكون كما نريد أو لن يسمعك أحد!".
تعطيل الفن الراقي
ولا يستغرب برزنجي عندما يسمع نبأ انسحاب فنان جديد من الساحة لنفس الأسباب، مضيفاً: "لأننا عندما نتحدث عن الفن فنحن نتحدث عن طرفين الأول مرسل (الفنان) والآخر مستقبل (الجمهور) وإذا كان المرسل لديه ما لديه من موهبة مهما بلغت من تطور وإبداع فإنه لن يستمر إذا لم يجد من يسمعه في الطرف الثاني".
ويرى برزنجي أن المستقبل محاط بتهميش الذائقة الفنية وتعطيل الفن الراقي الذي يلامس الروح من خلال ما تفرضه شركات الإنتاج الكبيرة من شكل يجبر المستمع على تقبله بقوة الاحتكار "وعندما أطلع على ما يقدم حالياً في الساحة لا أجد تنوعاً في أي إنتاج حديث بقدر ما يوجد تنوع في شكل التوزيع الموسيقي لأنه في الغالب متشابه ولا يلامس الوجدان أما الإنتاج القديم فهو مليء بالتنوع في اللحن والتجديد المستمر في زمن لم تكن شركات الإنتاج هي المسيطر على تشكيل هوية الفن".
المعاهد الموسيقية.. حلاً
ويرى برزنجي أن الحل يكمن في وجود معاهد لتدريس علم الموسيقى بكل مستوياته وفروعه وتخصصاته، "لأن وعي الجمهور هو الذي سيفشل كل محاولات شركات الإنتاج التي تساهم في تشويه صورة الفن التي وصل إليها حتى الآن".
تجربة برزنجي
وعن تجربته الموسيقية يتحدث برزنجي، معلقاً: "لقد مررت بمراحل نجاح لم أكن أتوقعه بالرغم من أن ما قدمته هو عبارة عن موسيقى فقط، لكني قدمت فيها كل ما أملك من أحاسيس ومشاعر وهذا ساهم في قبول الجمهور لكل ما قدمت وهذا النجاح لم يكتب له الاستمرار لنفس الأسباب السابقة ووجدت أن اليوتيوب وسيلة للتعبير عن بعض ما يجول في خاطري من ألحان وأفكار موسيقية ولكن هل يكفي اليوتيوب؟ فكثيرة هي المواهب التي لم يدعمها الإعلام ولم تدعمها شركات الإنتاج توجهت إلى اليوتيوب وحققت نجاحات كبيرة ولكن يظل نجاحاً محدوداً لا يوازي وسائل الإعلام المعروفة، ولهذا فإن وجود مجتمعات للهوايات الفنية مثل الموسيقى والتي تتواجد من خلال المعاهد التي يجتمع فيها الموسيقيون لدراسة هذا الفن الجميل إنما هو من أهم وسائل تطوير الذوق العام لأن ما يدرسه الهاوي سيبثه إلى المجتمع في صورة فن راق ويأتي هنا السؤال هل سيتقبل مجتمعنا هذا الأمر بعد أن رأى الموسيقى والفن وهما في أسوأ أحوالهما؟؛ حيث أصبح للمجتمع المبرر لتحريمها والوقوف ضدها وهنا لا ألوم المجتمع لأنه رأى ما لا يسر في المناخ العام للفن من سلبيات أساءت في المقام الأول للفن، وللأسف انتقل هذا الاتجاه نحو كل ما له علاقة بالموسيقى والغناء وإن كان أعلام الفن لدينا تنحو جانباً فما هو مصير المواهب القادمة التي تتمسك بمبادئ الفن ولا تقدم تنازلات على حساب الذوق، حتماً ستتنحى هذه المواهب إن لم يكن هناك دعم حقيقي".
يحيى مفرح زريقان
عادل الزهراني
خالد برزنجي
صلاح الهملان
علي منصور


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.