لا تزال الثماني عشرة توصية التي اختتم بها ملتقى المثقفين السعوديين الثاني أعماله العام الماضي، حاضرة في أذهان كثير من المثقفين والمراقبين، خاصة أنها جاءت بمثابة حلم فضفاض لدى قطاع عريض من المثقفين، وكان من أبرزها التأكيد على إنشاء أكاديمية الفنون الوارد ذكرها في الخطة الخمسية السادسة وما يتبعها من معاهد فنية للفنون المسرحية والسينما والتصوير الضوئي والفنون الموسيقية والتشكيلية والأدائية والشعبية والنحت والتطريز والخط العربي. وهو ما كشف وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان عنه، مؤكدا في تصريح إلى "الوطن" أن الوزارة تخطط لإنشاء أول أكاديمية للفنون الجميلة في المملكة بالتعاون مع عدد من الجهات المختصة في التعليم العالي والجامعات، دون أن يفصح عن وقت التنفيذ او المدينة التي ستحتضن الأكاديمية، التي ترجع المطالبة بها إلى سنوات طويلة، تخللتها وعود عدد من المسؤولين قبل تأسيس وزارة الثقافة والإعلام عام 2003. وكانت آخر المطالبات لعدد من الفنانين عبر "الوطن". واعتبر مخرج الدراما التلفزيونية عبدالخالق الغانم أن إنشاء الأكاديمية إذا تحقق يعد خطوة جميلة ويدل على رقي فهم القائمين على الثقافة، لافتا إلى أن الفن بالمملكة يشهد تطوراً وأن الوسط الفني سيكون سعيداً حال إنشاء هذه الأكاديمية، وتابع "نأمل أن تكون هذه الأكاديمية على مستوى فني راق ومتكامل بحيث يستفيد منها شباب الوطن وتكون ملجأ لهم في الثقافة والفن". بينما يأمل زميله المخرج عامر الحمود في أن يكون إنشاء الأكاديمية خطوة لخدمة الفن، وأن تكون جهة فعالة لتأهيل الكوادر العاملة في المجال الفني. مؤكداً جاهزيته للعمل فيها حال وجود رغبة من القائمين عليها. وقال الممثل والمخرج المسرحي سلطان النوة: إن سلاح الإنسان دائماً نحو التقدم والنجاح في الحياة يكون عن طريق العلم والمعرفة وعندما يمتلك موهبة أو دراية بأي مهنة ويصقلها بالدراسة المتخصصة سيعزز ذلك دون أدنى شك من مقدرته ومعرفته مما سوف يسهم في إنتاجه بصورة صحيحة ومميزة، والفن بشكل عام والمسرح بوضع خاص يحتاج في تعلمه إلى التخصص فالموهبة وحدها قد لا تكفي، الدراسة الأكاديمية المتخصصة تجعلها أكثر فاعلية وعطاء، سواء في التمثيل أو التأليف أو الإخراج أو دراسة التقنيات الفنية الأخرى كالإضاءة والصوت وفن الديكور ومن خلاله تتحدد قيمة وأهمية الفن كرسالة، مبيناً أن دور المسرح "أبو الفنون" كان ولا يزال مرآة لواقع المجتمع. خطوة للاحتراف مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بجدة سابقا عبدالله باحطاب قال ل"الوطن": إنشاء أكاديمية للفنون الجميلة أمنية طال انتظارها حتى نتحول في هذه المناشط من هواة إلى محترفين ومتخصصين وفق دراسات أكاديمية تأهيلية من شأنها أن توفر لنا نقادا فنيين مؤهلين وقراءات قائمة على دراسات أكاديمية سترفع المستوى الفني في هذه المناشط. وأشار باحطاب إلى ضرورة استيعاب الخريجين بعد إنشاء الأكاديمية والتركيز على الصفوف الأولى والمراحل العمرية وتابع "أعتقد بهذا ستكون لدينا قاعدة وشريحة فنية بمواهب متعددة في المسرح والتشكيل والتصوير والسينما.. خصوصاً أن هذه المواهب إذا أسست بطريقة صحيحة تعد رافدا وجيلا ذا وعي ثقافي وفني. أبرز توصيات ملتقى المثقفين الثاني • دراسة مقترح استقلال قطاع الثقافة في وزارة مستقلة وإعادة هيكلته بما ينسجم ومتطلبات التنمية الثقافية ومجتمع المعرفة. • النظر في فكرة إنشاء مجلس أعلى للثقافة تمثل فيه جميع الجهات المعنية بالتراث والثقافة وعضوية عدد من أبرز المفكرين والمثقفين والأدباء والفنانين. • وضع برنامج طموح لتعزيز الثقافة الوطنية والتأكيد على أواصر الوحدة واقتراح الآليات المناسبة لذلك. • إقرار إستراتيجية للثقافة قادرة على النهوض الثقافي بالمملكة وتوفير التمويل الحكومي اللازم. • إنشاء صندوق وطني للثقافة تموله الدولة والقطاع الخاص بصفة دائمة لدعم الفعاليات والمبادرات ذات العلاقة بالشأن الثقافي. • التأكيد على إنشاء أكاديمية الفنون الوارد ذكرها في الخطة الخمسية السادسة وما يتبعها من معاهد فنية للفنون المسرحية والسينما والتصوير الضوئي والفنون الموسيقية والتشكيلية والأدائية والشعبية والنحت والتطريز والخط العربي.