تعد الجبّة إحدى أهم الملابس التقليدية التي كان يلبسها أهالي الباحة قديمًا والتي أعادت بزوار الجنادرية إلى ذاكرة الزمن القديم لما يتصف به الرجل العربي آنذاك من اهتمام بالملبس وتنوع ثقافي جعل من الجزيرة العربية إحدى أهم الثقافات في العالم كونها تتسم بتنوع ثقافي أثرى الجانب التاريخي. هذه الجبة ولابسها الذي يشاهده زوار بيت الباحة التراثية في الجنادرية 33، ساعة دخولهم للاستمتاع بتراث المنطقة والعروض المقدمة فيها، كانت تمثل أحد العروض المنفذة في بيت الباحة هذا العام، وهو العارض الذي لاقى اهتمامًا من الزائرين، لاسيما من المهتمين والباحثين في الشأن الثقافي، لما في ذلك اللباس الذي اشتهرت به المنطقة، وكان محطّ إعجاب الكثير من زوار المهرجان الوطني للتراث والثقافة. ويلبس أحد العارضين جبّةً ذات اللباس التقليدي والتي يعود جذور هذا اللباس إلى ما قبل العصر الجاهلي، وهو عبارة عن رداء خارجي فضفاض يغطي كامل الجسم، ويُصنع من الحرير أو من صوف الغنم الأبيض بعد غزله يدويًا، كما أنها قد تكون ذات كمين طويلين ومفتوحة من الأمام وتحتوي على أشرطة تُزين حاشية الجبة من الأسفل إلى الأعلى، وكذلك الأكمام ذات الألوان الذهبية مزخرفة من خطوط رفيعة وممزوجة باللون الأحمر، حيث تعطي من يرتديها رونقًا جاذبًا يُزاهي في ذلك الماركات الحديثة، ولكن إنسان الباحة ومع مواكبة التطور العصري والمتغيرات التي أحدثها تطور الزمن في طريقة إنتقاء أزياء الموضة فقد تلاشى تمامًا لبس الجُبة ولم تُستخدم إلا على نطاق ضيق في بعض مناسبات الزواج عند المشاركة في الفرق الشعبية التي تؤدي العرضة الجنوبية حتى أصبح ارتباطها وثيقًا بهذا الموروث الشعبي الأصيل.