المعارك الأخيرة التي أخذت تُحاصر الحوثيين في الحديدة وصعدة تُنبئ عن حضور عسكري قوي للجيش اليمني الحكومي المدعوم من التحالف العربي، والذي يستهدف الحوثيين المُجنَّدين ضد الشعب اليمني، ولأن إيران هي الساعي الحقيقي الداعم للحوثيين من خلال تزويدهم بالسلاح والدعم العسكري، ومن خلال إرسال ميليشيات طائفية من عدة دول تدين لها بالولاء، خاصة من لبنان والعراق وأفغانستان، ساعية ما أمكن لتثبيت جذور الحوثي وبسط الهيمنة الايرانية في اليمن، الأمر الذي بدا جلياً في الفترة الأخيرة، بما تقدَّمت به ميلشيات عراقية لدعمه مثل ميليشيات الحشد، وميليشيات عصائب الحق، ومن قِبَل ميليشيات حزب الله اللبناني، الخاتم الطائفي في الإصبع الإيراني المجوسي، الذي يعيث بالمنطقة فساداً. إن مواجهة إيران اليوم كدولة، ليست شيعية، وإنما كِسرَويَّة استحواذية ذات مطامع استراتيجية، واجب يُمليه الدين، وتفرضه العقيدة والعروبة، ويحتاجه العالم، سواء من الدول التي تتعارض مصالحهم مع العرب أو تتوافق، فلمواجهة إيران بُعد سياسي وعسكري واقتصادي، يحمي العالم والمنطقة من تدميرها، سياسياً وعسكرياً واقتصادياً وبشرياً، لأن عقول الملالي فارغة من كل بُعد إنساني أو تفاهم؛ لا يمكن أن تبلغ معها قرارات تنفع الأوطان، أو تحمي الإنسان، كما أوضح ذلك الأمير محمد بن سلمان مِن قَبْل، بأن ليس هناك في إيران مَن تستطيع أن تتفاهم معه، أو تصل معه إلى اتفاق، واليوم هي في اليمن تشق على الشعب اليمني، وتذيقه المر، ومر المر، بتدمير اقتصاده وتجويع أهله، وإغراقه في الدماء من خلال هذه المليشيات التي تُرسلها، وتُحرِّض على إرسالها من دولٍ موالية لها. إنها بعملها هذا إنما تخوض معركة خاسرة مائة بالمائة، كون أن جبال اليمن وطبيعتها الجغرافية وتركيبتها السكانية ورجولة أهلها من القبائل، لا يمكن أن توصلها إلى أي نتائج إيجابية تريدها، سوى مزيد من الدمار. ولعلَّ مِن حُسن الطالع أن أفراداً وجماعات من الحوثيين أنفسهم، بدأوا يُدركون أن ما تسير فيه إيران إنما هو إلى الهاوية، فأخرجوا أنفسهم وأهليهم من هذا النفق المظلم، وتمرَّدوا على الحوثي الإيراني عبدالملك وجماعته الموالية لإيران، الذي بإذن الله سيُقاد قريباً هو ومَن معه من حوثيي اليمن وميليشيات حزب الله والحشد وعصائب الحق قتلى إلى مزبلة التاريخ، جزاءً وفاقاً لما كسبت أيديهم من بيع لأوطانهم وأهليهم ودينهم لإيران، فهذه الخيانة العظمى؛ لم يحظوا منها إلا برضا الملالي، وتبريكات صناديد مدينة قم الإيرانية.