أشاع رحيل الصحفي عبدالله خياط مساء أمس الأول، حالة من الحزن وسط جموع المثقفين والأدباء، معتبرين أن الساحة الفكرية والصحفية تفقد برحيله، قلمًا رفيعًا، أثرى الساحة الإعلامية بآرائه الباذخة التي كان يطرحها في عموده «مع الفجر»، مشيرين إلى عصاميته التي تجلت في اشتغاله على نفسه بالقراءة والاطلاع، حتى وصل إلى منصب رئيس التحرير، ذاكرين جهوده المقدرة في مجال الطباعة، والمغامرة بدخول هذا المجال ضمن قلة، وحرصه على الجودة وتقديم الأميز في الساحة، منوهين كذلك بما تركه من إرث أدبي وفكري.. جملة هذه الشهادات في سياق هذا الاستطلاع حول رحيل الصحفي الرائد «الخياط».. منّاع : اشتغل على نفسه بالقراءة والاطلاع في البداية تحدث الدكتور عبدالله منّاع بقوله: رحم الله الصحفي الأستاذ عبدالله خياط وأسكنه فسيح جناته، فقد اشتغل على نفسه بالقراءة والاطلاع؛ حيث كان تعليمه محدودًا؛ ولكن عوّض ذلك، وأصبح من الصحفيين المميزين، حتى وصل لرئاسة تحرير عكاظ خلفًا للأستاذ محمود عارف، وظل في ذلك المنصب عدة سنوات، حتى تولى الدفة رضا وارس خلفًا له. ويختم منّاع حديثه بالتأكيد على أن «خياط كان يعمل لنفسه، ويهتم باسمه كثيرًا، وحقق نجاحات طيبة من خلال مقالاته في صحيفة عكاظ». دحلان: قلمه رفيع ومطبوعاته تميزت بالجودة العالية ويعدّد الدكتور عبدالله صادق دحلان مناقب الراحل، وما أسهم به في مجال الحرف والكلمة الرصينة، قائلاً: ودعت الصحافة السعودية أحد رموزها، وأحد رجالاتها الأوائل؛ الذين كان لهم السبق في مجال الصحافة، وفي رئاسة تحرير صحيفة عكاظ.. انتقل إلى رحمة الله بعد أن أمتعنا لأكثر من نصف قرن بمقالات تهم المجتمع والعالم الإسلامي والمسلمين. ويضيف دحلان: كان خياط أحد الرموز التي أبدعت على مدى خمسين عامًا، كان صاحب فكر وبعد في المجال الإعلامي، وكان أحد رجال الأعمال الذين غامروا في طباعة الكتاب، ودخلوا في مجال الطباعة؛ حيث استطاع أن يقدم لسوق الطباعة جودة عالية، واستطاع تغطية احتياجات السوق في مجال الطباعة، وكان رائدا من رواد الطباعة بالمملكة. ويذيّل دحلان حديثه بقوله: عرفته قبل أكثر من خمسين عامًا، وأشهد أنه كان صاحب بصمات في كل موقع وجد فيه، وصاحب قلم رفيع أمين، ولن ننسى دوره في مجال الطباعة من خلال ما قدمه.. فتعازينا لعائلته وأبنائه وبناته وكل من زامله ولقرائه ولمنسوبي صحيفة عكاظ. القحطاني: من القلائل الذين حافظوا على وقار الكلمة وعلى ذات النسق المؤبن للخياط والمشيد بما قدم، يشارك الدكتور عبدالمحسن القحطاني، مبتدرًا بالقول: عبدالله خياط - رحمه الله - كاتب دؤوب ومؤدب، يركز على الإيجابيات أكثر من السلبيات، كتاباته هادئة، وبيانه واضح قل أن توجد في كاتب يومي؛ فمقالاته تزخر بمعلومات جديدة وأفكار علمية. كان خياط - رحمه الله - من الكتّاب القلائل الذين حافظوا على قيمة الكلمة ووقارها، له مجموعة مميزة من الكتب. ويختم القحطاني مضيفًا: لقد فقدنا مثقفًا ثابتًا ينمو رئسيا ويزداد كل يوم إضافة، وله في كل يوم إضافة، أعزي نفسي وكل المثقفين وأهله وذويه. رحمه الله رحمة واسعة. وإنا لله وأنا إليه راجعون. قدس: أثري تجربتي بتوجيهاته وأدين له بالكثير ويقول القاص محمد علي قدس: رحم الله الأستاذ الصحفي الكبير عبدالله خياط، أحد أبرز الصحفيين الذين كانوا روادًا لصحافة السعودية الحديثة، ومن رموز صحافة المؤسسات التي شهدت منذ انطلاقتها انطلاقة الصحافة المؤسساتية المميزة. وللأستاذ الخياط خبرته الصحفية التي بدأت منذ عدة عقود، بدءًا من صحيفة البلاد السعودية في مكةالمكرمة، وانتهى مشواره الطويل في صحيفة عكاظ، التي أمضى فيها جل خبرته في مجال الصحافة والإعلام رئيسًا لتحريرها.. ويضيف قدس: كان لي شرف العمل معه ومع الأستاذ عبدالله الجفري والأستاذ سباعي عثمان رحمهما الله عام 1394ه في القسم الثقافي بالجريدة، وفي أرشيف الجريدة الكثير من المقالات والأعمال التي شاركت فيها، وكان لتوجيهات الأستاذ الخياط ما أثرى تجربتي الصحفية وأفاد كثيرًا، وأدين له بالكثير بأن كنت من أوائل الصحفيين الذين رشحت للالتحاق بدورة الصحافة في جامعة الملك عبدالعزيز، وحصلت على دبلوم الجدارة الصحفية، وقد رشح لنفس الدورة من جريدة عكاظ الأستاذ عبدالله الداري - رحمه الله -، وكان مديرًا للتحرير. رحم الله أبا زهير، وإن كنت اختلفت معه في انتقاداته للنادي، وكنت أمينًا لسره؛ ولكن الاختلاف معه كان لا ينتهي بخصومة؛ وإنما لترابط أكثر، خاصة أنني أعتز بآرائه، وأنا من الذين تتلمذوا على عموده الصحفي الشهير «مع الفجر». وللأستاذ الخياط الكثير من المؤلفات التي تعد من المراجع في تاريخ الصحافة السعودية والتجربة الصحفية الفريدة للصحفيين السعوديين الأكثر عصامية وجهادًا.