يختلف النوم لدى المرأة -بشكلٍ عام - عن الرجل، نظراً لاختلافات حيوية وظيفية واجتماعية تميّزها عنه، ويصلُ معدّل عدد ساعات نوم المرأة متوسطة العمر إلى أقل من (7) ساعات يومياً خلال أيام الأسبوع، نتيجة عدد من التغيرات الحيوية والهرمونية والتقلّبات المزاجية خلال مراحل العمر المُختلفة، كالدورة الشهرية والحمل والولادة والنفاس ومرحلة ما قبل وبعد انقطاع الطمث، حيث يتميّز نومها خلال مرحلة الدورة الشهرية بالأرق ورداءة الجودة وقلة التعرّض لمرحلة النوم العميق، إلا أن بعض النساء يشعرن بكثرة النعاس وينمْنَ بشكلٍ مُفرط. أما فترة الحمْل، فتُعتبر من المراحل المؤثرة على النوم بصورةٍ كبيرة، حيث يشتكي ما يقرب من ثلاثة أرباع النساء الحوامل من اضطرابات في النوم بسبب عدة عوامل أهمها: الشخير، ومُتلازمة تململ الساقين، وارتجاع عصارة المعدة، وحركة وضغط الجنين، كما تزداد نسبة الإصابة بانقطاع التنفس أثناء النوم عند النساء مع التقدّم في العمر وزيادة الوزن، وبعد انقطاع الطمث مما يتسبب في اختلال طبيعة النوم وفرط النعاس أثناء النهار. وبالحديث عن الأرق، فإن النساء أكثر عرضة للأرق الحاد والمزمن مقارنة بالرجال لأسباب عضوية ونفسية كثيرة خاصة لدى كبار العمر، فنسبة الأرق تصل إلى (31 %) من النساء أثناء فترة الدورة الشهرية، وترتفع إلى أكثر من ذلك بعد مرحلة انقطاع الطمث. فالسلوك غير الصحي المرتبط بالنوم والاستيقاظ، وزيادة حالات الاكتئاب والقلق النفسي، إضافة إلى تناول المنبهات وزيادة نسبة التدخين، فضلاً عن الآلام المزمنة للعضلات والمفاصل، تُعد كُلها من أهم أسباب الأرق عند النساء ، كما تتعرض النساء إلى الإصابة باضطراب الأرق المُزمن السلوكي المُكتسَب المرتبط بالخوف من عدم القدرة على النوم السليم، وفرط التوتر والتفكير المُصاحب لمرحلة النوم. وتُعد اضطرابات النوم من أهم المُشكلات الصحية لدى النساء وأكثرها انتشاراً، والتي تستدعي اهتماماً وتشخيصاً وعلاجاً دون إبطاء، نظراً لتسببها في مُضاعفات نفسية وسلوكية وعضوية، وتأثيرها السّلبي على علاقة المرأة بعائلتها ومُجتمعها، وبخاصة المرأة العاملة التي تتعرض لضغوطات مسؤولياتٍ وظيفيةٍ تحتاج منها تحمّلاً بدَنياً ونفسياً غير اعتيادي.