يتسم نوم كثير من الناس بالأرق ورداءة النوم خلال الليل، وقد يرجع بعضهم ذلك إلى حالاتهم النفسية السيئة أو فرط الضغط العصبي، أو حتى إصابتهم بالعين أو الحسد.. إلا أن أسباب اضطرابات النوم المعروفة، تعود إلى عوامل عضوية وسلوكية، إضافة إلى بعض الاضطرابات النفسية. فعلى سبيل المثال، يعاني معظم المصابين بالشخير وانقطاع التنفس أثناء النوم - وهو مرض عضوي - من رداءة النوم، وفرط الإعياء أثناء النهار لسنوات عدة، يلوم خلالها المريض ضغط العمل، وقلة نشاطه البدني وتقدمه في العمر على هذه الأعراض. ويصاب عدد غير قليل من مرضى متلازمة الساقين غير المستقرة، وارتجاع حموضة المعدة، واضطرابات الغدة الدرقية، وأمراض الجهاز التنفسي كالربو الشعبي، وأمراض المفاصل والعضلات، بالأرق والتململ أثناء النوم، بوصفها أمراضا عضوية تؤدي لمشكلات النوم. أما النساء، فيتعرضن لاضطرابات عضوية ونفسية، وتغيرات هرمونية، تسبب معاناة (31%) منهن من الأرق أثناء فترة الدورة الشهرية، وترتفع هذه النسبة إلى أكثر من ذلك بعد مرحلة انقطاع الطمث. وإضافة إلى الأسباب العضوية، تجتمع بعض السلوكيات كالتدخين، والإفراط في تناول المنبهات، وسوء العادات الغذائية، ومتابعة الوقت أثناء الاستلقاء للنوم، إضافة إلى الحرمان الطوعي من النوم (السهر المتعمد)، واختلال الساعة الحيوية للنوم والاستيقاظ كما هو الحال لدى بعض عاملي الورديات، لتكوّن مجموعة أسباب أخرى. ولاشك في أن الاكتئاب واضطرابات المزاج من أسباب اضطرابات النوم، حيث يعاني المريض من الأرق، وتقطع النوم، والاستيقاظ في وقت مبكر غير اعتيادي، بوصفها أعراضا تساعد على تشخيص الاكتئاب، وتكون نفسها أحد أهداف العلاج. ومن الضروري التنبه إلى أن اضطرابات النوم العضوية أو السلوكية يمكن - بحد ذاتها - أن تؤدي إلى أزمات نفسية، نتيجة للحرمان المزمن من النوم الجيّد، مما يدخل المريض في حلقة مفرغة، يصعب معها التشخيص والعلاج في بعض الأحيان. وخلاصة القول: إن الشكوى من اضطرابات النوم المختلفة، تعود إلى مشكلات عضوية وسلوكية كثيرة يمكن تشخيصها وعلاجها، وألا يلقى باللائمة على الأمراض النفسية فحسب. * استشاري أمراض الصدر واضطرابات النوم.