العقل البشري له قدرات عظيمة وهو الأكثر تعقيدًا على وجه الأرض وكثير من الأبحاث العلمية تؤكد على أننا لم نستهلك أكثر من 10% من قدراتنا العقلية وإن كانت هذه النظريات لم تؤكد بشكل نهائي وعلمي ولكن لابد أن نؤمن بأن التحديات التي نواجهها في الحياة تجعلنا أكثر قوة وأكثر تحكمًا في أفكارنا وبلوغ طموحاتنا. تحدي هاكثون الحج الذي أطلقه الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والدرونز بقيادة معالي الأستاذ سعود القحطاني رئيس الاتحاد والمستشار بالديوان الملكي جعل العالم يوجه بوصلته نحو المملكة في أكبر هاكثون في المنطقة من أجل كتابة التاريخ الحديث بلغة تقنية سعودية احترافية قادرة على التحدي وإثبات التميز والقدرة الفائقة على التغير ولتكون المملكة نبراسًا يحتذى به في بوابة التقنية الصاعدة بكل الإمكانات المتاحة وبإرادة سياسية طموحة حالمة لا تقبل إلا التنافس العالمي ومواقع الصدارة اللائقة بنا. حفل التدشين للهاكثون استقطب رموزًا عالمية في مجال التقنية ومتحدثين للشباب المشاركين في الهاكثون المبرمجين والمصممين دعمًا لهم، فهذا مؤسس موقع الوكيبيديا والآخر شريك مؤسس لشركة أبل كلاهما يتحدث، وأقرأ في عيني كل منهما انبهارًا بما يراه من طموح شبابنا وهمتهم العالية في تبادل الأفكار وطرح المشاريع الابتكارية خدمة لضيوف الرحمن. فكرة الهاكثون في حد ذاتها فكرة رائدة يستحق عليها الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز كل التقدير والاشادة من أجل تقديم حلول تقنية وتحسين تجربة حجاج بيت الله الحرام، ويحق لنا أن نفخر بهذه الأفكار الريادية العالمية التي تحقق رؤية وطن يسابق بنا الزمان ويتحدى حدود المكان وكلنا معه مؤمنون بقيادتنا الحكيمة التي تترجم كل ما تخطط له بمشاريع ريادية ومنجزات حقيقية تسجل في تاريخ البشرية. أجواء مليئة بالحماس ومشاركات أكثر من 100 جنسية وتجاوز عدد المسجلين في الهاكثون أكثر من 20 ألف شخص، هذا الحدث الذي يجتمع فيه مبرمجو الكمبيوتر وغيرهم لتطوير البرمجيات ومصممو الجرافيك ومصممو الواجهات ومديرو المشاريع فيتشاركون بشكل مكثف في تطوير مشاريع برمجية في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات بالانسجام مع دورها الرائد كشركة وطنية تملك 15% من البنية التحتية للاتصالات، فضلاً عن دورها في التحول الرقمي وفق رؤية 2030. وحرصًا على دعم الشباب والشابات في مجال التقنية وتشجيع المناخ الابتكاري بما يضمن رفع كفاءة الخدمات المقدمة للحجاج والجهات المشاركة في الحج. هنا السعودية قائدها خادم الحرمين الشريفين وهنا يتم توفير الحلول التقنية المبتكرة سنويًا لخدمة حجاج بيت الله الحرام ولن يضاهينا أحد في هذا الشرف العظيم. في رحاب البيت العتيق تقنيات انترنت، الأشياء ترصد عن بعد، الظروف البيئية ودرجات الحرارة والغازات ومستويات التلوث وخدمات تعزيز السلامة وأجهزة الاستشعار عن بعد الخاصة بتحديد أماكن الحرائق واستخدام البيانات لإيصال الإنذار المبكر للرقم 911 والذي خصصته الداخلية لتلقي كافة البلاغات. هنا السعودية التي لا تقبل إلا التميز في الأداء وفق مؤشرات علمية محكمة تلتزم بالجودة والاتقان. الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز يشكل قيمة مضافة لكل هذه الخدمات ويرصد جوائز لهذه المنافسة الشبابية التقنية ما يصل لمليوني ريال وستقسم الجوائز على ثلاثة مراكز كما تشارك المرأة السعودية في هاكثون الحج تأكيدًا على دورها المتميز وقدرتها على المساهمة في خدمة وطنها والعالم وإيمانًا من قيادة الوطن بأهمية دورها في كل المجالات الحيوية ودفع عجلة التنمية في الوطن. هذه السعودية الرائدة في كل المجالات وهذه قيادتها الحكيمة وهذا شبابها وفتياتها القادرون على خوض سباق التحدي واستثمار قدراتهم العقلية من أجل سبر أغوار المنافسات العالمية والتقنية، ونحن بإذن الله قادرون على تحقيق أعلى درجات التميز والإبداع.