* أُنْشِئَت أول محطة إذاعية سعودية في مدينة جدّة وكانت ثمرة اتفاق مع «مؤسسة إنترناشيونال ستاندرد الكترونيك» عام 1949، وبلغت كلفة الأجهزة والمعدات حوالى ربع مليون دولار، إضافة إلى 75 ألف دولار للصيانة والتشغيل لمدة ثلاث سنوات. * هذا وقد بدأ إرسال «الإذاعة» الساعة السابعة مساء من «حَيّ النُّزلة»، وذلك يوم عرفة، التاسع من شهر ذي الحجة 1368ه، الموافق الأول من أكتوبر 1949ه، وكانت البداية بعد القرآن الكريم بكلمة ألقاها حينها الأمير فيصل بن عبدالعزيز -رحمه الله-، تضمنت تهنئة الحجيج بمناسك الحج، والترحيب بقدومهم في الأراضي المقدسة. * وقد اقتصر البَثّ الإذاعي في المملكة على إذاعة جدة حتى بدأ مِن الرياض يوم الأحد غرة رمضان عام 1384ه، الموافق ال3 من يناير 1965م، تلك المعلومات أنقلها من الموقع الإلكتروني لهيئة الإذاعة والتلفزيون. * طبعًا بعد ذلك تطورت الإذاعة السعودية، وتعددت محطاتها المتخصصة ك(القرآن الكريم، ونداء الإسلام، والبرنامج الأوروبي)، وأصبحت -ولله الحمد- قادرة على الوصول لبقية دول العالم، باستخدامها لأحدث تقنيات البَثّ، أما على المستوى البرامجي فكان لها حضورها الإعلامي والثقافي والمعرفي والترفيهي؛ للجهود الكبيرة التي يبذلها منسوبوها، يعضدهم المتعاونون في الإعداد والتقديم من المثقفين والأكاديميين الذين كان لتنوع أطيافهم ومرجعياتهم الثقافية وخبراتهم الدّور الأبرز في إثراء محتوى البرامج وتنوع أطروحاتها. * ولكن ورغم أهمية «الإذاعة» اليوم باعتبارها الوسيلة الإعلامية الأكثر متابعة في العالم؛ لقربها من المستمعين وسهولة وصولهم لها أنَّى كانوا -فللأسف الشديد- هَبّ على الإذاعة السعودية قبل أشهر (عَاصُوف تغيير) رأى في إيقاف التعاون من خارجها تطورًا؛ مما أضعف حضورها -ليس تقليلًا من كفاءة الزملاء العاملين فيها- ولكن لمحدودية عددهم وتخصصاتهم، التي لا يمكن لها أبدًا أن تغطي ساعات البثّ الطويلة، وحاجتها لمحتوى جاذب، يناسب اختلاف أذواق المستمعين! * ولذا أرجو من معالي وزير الإعلام الدكتور عواد العواد أن يعيد النظر في ذلك القرار، الذي أراه متسرعًا، وسيحُدّ قوة الصّوت الإذاعي لوطننا، في وقت ننشد اتساع أَثِيْرَه وتأثيره، ليصل للعالم الخارجي حاملًا تاريخنا وثقافتنا، وما تشهد بلادنا من تطور وتنمية في شتى المجالات، كما آمل قبل ذاك من معاليه دعم منسوبي الإذاعة كافة بالحوافز التشجيعية التي ترفع من عطاءاتهم، وتجعلهم يقتربون مما يحصل عليه زملاؤهم في الإذاعات الخاصة. * أخيرًا من تعاونوا مع الإذاعة السعودية قبل قرار إيقاف التعاون الخارجي لهم حقوق ومستحقات مالية؛ نظير ما قدموه من عطاءات وبرامج؛ ورغم قلة تلك المستحقات مازالت مفقودة، فلعل معالي الدكتور العواد يلتفت لها، ويأمر مشكورًا بصرفها، فواجب الإذاعة السعودية شُكر أولئك المتعاونين، وليس نسيان حقوقهم.