احتفلت الإذاعات في العالم أمس باليوم العالمي لها، الذي يصادف ال13 من شباط (فبراير) من كل عام. الاحتفالية التي جرت في السعودية أمس، جاءت بقيادة وزارة الثقافة والإعلام، إذ شاركت الإذاعة السعودية نظيراتها في العالم بهذا اليوم. وبث حساب الوزارة على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) مجموعة من التقارير من خلال صور عن نشأة الإذاعة في المملكة. وركز المذيعون في حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي على الاحتفاء بهذا اليوم والتأكيد على أهمية ما يقومون به من أعمال. في ظل ما يشهده الواقع الإعلامي والاتصالي من تحولات عميقة بفعل المدخلات الجديدة في أدواته ومضامينه، بقيت الإذاعة صامدة في وجه هذه التبدلات الكبيرة على ملامح هذا المشهد وواقعه. وإن كانت الإذاعة الوسيلة الأمثل والأقل كلفة للبلدان التي تعاني من شح الموارد وتواضع الإمكانات وضيق ذات اليد، فإنها في البلدان الغنية والمكتفية بمواردها ما تزال تلعب دوراً وتسجل حضوراً، بل أصبحت تنمو بشكل لافت وهي تميل إلى تقديم محتويات أكثر تخصصاً ومحلية، الأمر الذي يؤهلها لتبقى وتؤثر وتثمر. كان أول ما انطلقت الإذاعة السعودية عبر الأثير ضارباً في جذور تاريخها، وجاء ميلادها في عهد مؤسس المملكة وموحدها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن (رحمه الله). أول من فكر بنشأة الإذاعة الملك سعود (رحمه الله)، حين كان ولياً للعهد، عرض الفكرة على والده، الملك عبدالعزيز، فحبذ الفكرة، وكلف وزير المالية حينها الشيخ عبدالله السليمان ليقوم بتنفيذها بإشراف الأمير فيصل بن عبدالعزيز، نائب الملك في الحجاز. وفي يوم الثلثاء 23 رمضان 1368ه الموافق 19 تموز (يوليو) 1949 أصدر الملك عبدالعزيز مرسوماً ملكياً وضع فيه الإطار العام للإذاعة، وأكد ضرورة التزام الصدق والأمانة، والواقعية، والالتزام بالموضوعية، وعدم التعرض لأحد بالشتم أوالتعريض بأحد أو المدح الذي لا محل له، كما أكد ضرورة الاهتمام بالأمور الدينية وإذاعة القرآن الكريم والمواعظ الدينية. بالفعل أنشئت أول محطة إذاعية سعودية في مدينة جدة حيث بدأ إرسالها يوم التاسع من شهر ذي الحجة 1368ه الموافق أول تشرين الأول (أكتوبر) 1949ه وهو يوم الوقوف بعرفة، بكلمة ألقاها الأمير فيصل بن عبدالعزيز تضمنت تهنئة الحجيج بمناسك الحج والترحيب بقدومهم في الأراضي المقدسة، أنجز المشروع على إثر اتفاق مع مؤسسة إنترناشيونال ستاندرد الكترونيك عام 1949، وبلغت كلفة الأجهزة والمعدات حوالي ربع مليون دولار، إضافة إلى 75 ألف دولار للصيانة والتشغيل لمدة ثلاث سنوات، وانطلقت الساعة السابعة مساء من حي النزلة يوم الوقوف بعرفة ليلة عيد الأضحى، افتتحت بآيات من القرآن الكريم وبصوت الشيخ طه الفشني، وكلمة للمشرف عليها عبدالرحمن نصر، وهو من مصر استعانت به المملكة لهذا الغرض. اقتصر البث الإذاعي في المملكة ابتداء على إذاعة جدة حتى بدأ البث الإذاعي من إذاعة الرياض يوم الأحد غرة رمضان عام 1384ه الموافق 3 كانون الثاني (يناير) 1965 وخطت الإذاعة السعودية خطوة جديدة عندما بدأ بث البرنامج العام مستقلاً من إذاعة الرياض والبرنامج الثاني من إذاعة جدة يوم الخميس غرة شوال 1384ه الموافق 23 آب (أغسطس) 1965. ويعجّ أثير الFM في السعودية بالكثير من القنوات الإذاعية الخاصة فضلاً عن الحكومية. إذ منحت وزارة الإعلام في 2010 أربع إذاعات رخصاً للعمل في المملكة، إضافة إلى إذاعتي إم بي سي إف أم وبانوراما. كما تمتلك الدولة إذاعة الرياض، وإذاعة نداء الإسلام، وإذاعة جدة، وأخرى باللغة الإنكليزية، وغيرها.