(مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ. وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ. وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ).. حديث نبويٌّ شريف، يجب أن يتقيَّد به الإعلاميُّون والمهتمُّون بالشأن العام، الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي في عالمينا العربي والإسلامي لإيصال الرسالة وتأكيد وحدة الصف وتضامن أطياف المجتمع كافَّة، وللحفاظ على تماسك النسيج الوطني الذي يتعرَّض اليوم لهجمات ممَّن تبنُوا في سياساتهم قاعدة «فرِّق تسد» لتحقيق حلم دولتهم العنصريَّة، حيث إن حدودها الجغرافية المزعومة تتمثَّل في قاعدة شمعدان داوود «شعارهم الديني»، ويحلمون بقيام دولتهم الهجينة الممتدة من النيل إلى الفرات، ومن أجل ذلك يعملون -ومَن وظَّفوهم أبواقًا لهم- على تلفيق الأخبار المثيرة للضغينة والمحفِّزة على الفوضى التي غلَّفوها بمسمَّى «الربيع العربي»! تلك الفوضى التي عمَّت عددًا من البلدان العربيَّة، فعاث فيها الفساد والقتل والتهجير.. ومازالوا يحاولون نشر ربيعهم المدمِّر على مزيد من الدول العربية، بأخبارٍ مُلفَّقة لا صحَّة لها. ينشرونها تحت غطاء وكالات أخبار غربيَّة وأمريكيَّة، يعتقد الكثيرون من بني يعرب أنَّها الأكثر مصداقيَّة من غيرها! وبهذا يغرقون بسموم حملتهم الشرسة عقول غالبيَّة من لا يزالون يُصدِّقون بأمانة تلك الوكالات العالميَّة ونزاهتها. لذا يجب أن يلتزم إعلامنا العربي والإسلامي بميثاق الشرف الذي أقرَّته جامعة الدول العربيَّة بمبادئه وأهدافه.. ومنه: «التعامل الواعي مع قضايا العصر في ضوء المتغيِّرات الدوليَّة، والتقدُّم التقني المتسارع في مجالات الإعلام والاتِّصال والمعلومات، وظواهر العولمة بما يُؤكِّد دور الإعلام العربي في حماية الهويَّة العربيَّة وإبراز الصورة الصحيحة للأمَّة العربيَّة وحضارتها وقضاياها الجوهريَّة على الرأي العام الدولي، ودعم قدرة الأمَّة العربيَّة على الإسهام المتكافئ في حوار الحضارات والثقافات». هذا الالتزام بميثاق الشرف الإعلامي، إضافةً إلى الامتثال إلى الحديث النبويِّ الشريف، يملي عليهم تقديم الجانب الإيجابي في كلِّ ما ينقلونه من أخبار.. فكلمتهم قد تُصلح مجتمعًا، وقد تُنقذ أمَّةً، وقد تسعد البشريَّة كلَّها. لكن هذه الكلمة كما أنَّها يمكن أن تكون سبب سعادة، يمكن أن تكون سبب شقاء أيضًا، مصداقًا لقوله تعالى: «وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَار».. وقد صدق مَن قال: (الإعلام سلاح ذو حدَّين).