لا عجب ان يكون خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز اليوم (رحَّالة السلام) و(فارس السلام) ، ليؤكد ان أمته العربية والاسلامية لم تكن في جهادها ونضالها الطويل عبر القرون الا أمة سلام وأمن وحضارة للبشرية جمعاء. تلك هي رسالة الاسلام الحقيقية منذ بزوغ فجره على هذه الارض المقدسة الى اليوم. فلم يشن الاسلام حرباً في يوم من الايام الا من أجل السلام، وكانت الحرب في الاسلام آخر العلاج اذا استعصت كافة الوسائل ذلك لان مبدأ هذا الدين الحنيف قوله تعالى: {ادع إلى" سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن } [النحل: 125]. فوضعت هذه الآية أساساً لا للعمل الدعوي فحسب بل للعمل السياسي والدبلوماسي وللحياة كلها في الإسلام. وعملا بهذا المبدأ الرباني رأى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والده الملك عبدالعزيز يؤسس هذا الوطن ويحقق الوحدة والسلام والوئام في ربوعه وبين شتات أهله، فيصنع من تلك الربوع دولة واحدة ومن ذلك الشتات شعبا واحدا. عاش خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز صباه وفتوته وشبابه يرى والده الحكيم لا يبدأ عدوه بحرب الا اذا اعتدى عليه او غدر به فيعمل بقوله تعالى: {فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم} [البقرة: 194]. ولهذا كانت حروب الملك عبدالعزيز كلها (كرهاً لا رغباً). ومع ذلك رأى الملك المفدى عبدالله بن عبدالعزيز واخوته الميامين والدهم العظيم أول من يمد يده بالسلام لكل الذين حاربوه او كادوا له او بادروه بالعداء. فلم يدخل الملك عبدالعزيز حرباً الا اضطراراً فكانت حروب التوحيد والتأسيس جميعا حروبا من أجل السلام والامن والاستقرا ر. وقد حقق الله على يديه وأيدي اولاده الملوك الميامين اكبر خدمة في تاريخ الاسلام للحرمين الشريفين. كان عام فتح الحجاز عاما مباركا في تاريخ هذا الوطن، وفي تاريخ مسيرة مؤسسه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله إذ في هذا العام 1343/ 1344ه رزق بولديه الميمونين على التوالي (فهد بن عبدالعزيز) ( طيب الله ثراه ) و(عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله . وأحرى بالتاريخ ان يطلق على هذا العام (عام السلام) اذ أطلق فيه الملك عبدالعزيز كلمته المعروفة (جلبنا السلام للبلاد، ونشرنا العدل في ربوعها، وللعالم الاسلامي ان يحكم على أعمالنا في الماضي وبما سنقوم به في المستقبل بإذن الله). عاش عبدالله بن عبدالعزيز في كنف والده مؤسس الدولة السعودية الثالثة الملك عبدالعزيز تلقى في مجالسه العلم الشرعي وسمع عن تقلبات السياسة وغدر القادة وتلاعب أعداء الأمة الاسلامية بمصيرها إبان الحربين العالميتين، وتعلم من خلق الملك عبدالعزيز الأب والانسان والقائد الرباني الرحمة والاباء والعزة والصدق والنخوة وكان أكبر ما تعلمه من أبيه الفروسية والصدق والشجاعة الادبية والجرأة في قول الحق، والبعد عن التدليس والمناورة والخداع. على الفطرة السليمة وكان طبيعياً ان يكون خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بسيطاً بفطرته، فهو ابن الصحراء بيئةً وابن عبدالعزيز تربية، فلم يعرف الكبر أو التعالي إلى قلبه طريقاً، طاهر النفس، ومتسام مع مكارم الأخلاق، يتعامل مع الآخرين بكل رحابة صدر، وينصت لمحدثه بكل هدوء فيوحى له بالاطمئنان، إن تحدث أوجز، وان قال فعل، فهو مع احقاق الحق ومناجزة الباطل، رافقت طفولته وصباه الصفات العربية، فليس غريباً أن يحمل في أعماق نفسه تلك المزايا والتي من أهمها: الشجاعة وقوة الإرادة، والنبل وطهارة النفس، والحلم، وحدة الذكاء، والإيمان العميق بالقيم المثلى إلى درجة التضحية، وكانت ثقافته الدينية والإيمان الصافي نتاجاً طبيعياً للبيئة التي أحاطت به من خلال أسرته ومعلميه ومجتمعه فنشأ صافي العقيدة، وكان للانضباط الديني والنفسي والأخلاقي دوره في تكوين شخصيته حضوراً وتأثيراً وتفاعلاً. في ظلال هذه الفطرة السليمة نشأ وشب عبدالله بن عبدالعزيز، وعلى الخطوط المستقيمة تربيةً وعلماً وديناً وخلقاً وثقافة سار عبدالله بن عبدالعزيز بتوجيهات والده الملك المؤسس وفي مدرسته الكبرى، وفي رعاية إخوته الملوك الميامين من بعده حتى أصبح عبدالله بن عبدالعزيز من الشخصيات النادرة والمميزة في وطننا العربي التي تتعامل مع الأحداث بكل الصراحة والوضوح، والحكمة والاعتدال، والشجاعة في مواجهة المواقف، كلماته تخرج حاسمة من نفس مؤمنة بما تقول وتعتقد. يحترم الأمير عبدالله من يتعامل مع بلاده بالندية، فكرامة بلده ووطنه ينبغي ألا تمس، فالعالم وجد ليتعاون، والمهم أن يكون التعاون متكافئاً، ومجلس سموه الذي يعقده مرتين في كل أسبوع لمعالجة قضايا المواطنين يشهد على سياسة (الباب المفتوح) التي أصبحت سمة للحكم السعودي. هذا هو عبدالله بن عبدالعزيز تلميذ مدرسة الدروس الكبرى تتجسد في شخصيته الثوابت الإسلامية التي اقام عليها الملك المؤسس دعائم هذا الوطن وسياسته، وحقق بها وحدته وأمنه واستقراره. عرك عبدالله بن عبدالعزيز ميادين السياسة وعاش الى جوار مركز اتخاذ القرار الحكيم والنهج السليم والادارة الحازمة، والتواضع الحليم، وتلقى تعليمه ملازماً لكبار العلماء والمفكرين الذين عملوا على تنمية قدراته بالتوجيه والتعليم أيام صغره، ومن هنا نشأ سموه حريصاً على التقاء العلماء حفياً بأهل الحل والعقد، محباً للثقافة. الاختيار الموفق كان لتربية المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز تأثير واضح على مسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حيث عرك ميادين السياسة وعرفها وعرفته منذ عهد الملك عبدالعزيز، وعندما تولى جلالة المغفور له بإذن الله الملك فيصل بن عبدالعزيز الحكم كان سموه واحداً من الهيئة العليا المناط بها دراسة شؤون الدولة الاقتصادية والسياسية والعسكرية، حيث كانوا خمسة أعضاء إبان حياة الملك فيصل وهم: (عمه مساعد بن عبدالرحمن، والملك خالد رحمه الله ، والملك فهد يرحمة الله ، خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ، وولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ). وقد صدقت فيه فراسة الفيصل رحمه الله الذي لمس في الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الشخصية الفروسية التي جمعت بين الشجاعة والحكمة والجرأة والتروي فاختاره قائداً للحرس الوطني قبل واحد واربعين عاما، سنة 1382ه ، حيث وجد الملك فيصل بن عبدالعزيز انه يستطيع ان يقود هذا الكيان العسكري، الذي يضم أبناء المجاهدين الأوائل وأهل الجهاد، الذين خاض آباؤهم تحت قيادة المغفور له باذن الله الملك عبدالعزيز مؤسس هذه المملكة معارك توحيد الجزيرة والقضاء على الفوضى فيها وقد توسم الفيصل فيه بثاقب نظره هذه الصفات، فضلاً عن مقدرته على التطوير والتحديث في إطار القيم الدينية والعادات العربية الأصيلة، فاختاره الفيصل رئيسا للحرس الوطني عام 1382ه ، وقد أثبت سموه صدق فراسة الفيصل، حيث تعتبر تجربته في قيادة الحرس الوطني تجربة فريدة من نوعها، فهو يطمئن على الجميع ويتابع شؤونهم في التدريب والعمل والحياة بروح القائد وبضمير الأب. مهيئا للجميع الاستقرار، مخلّصا إياهم من كل ما يعكر صفوهم أو يشغل بالهم، ليتفرغوا لمهمتهم الأولى، وهي الذود عن حياض الوطن وعن الأمة العربية والإسلامية. وقد استطاع الملك المفدى وعلى مدى أربعة عقود من الزمان، أن يقود الحرس الوطني، ويحوّله من قوات مشاة تقليدية إلى قوات مشاة آلية، تأخذ بمبدأ المعركة الحديثة وهي معركة الأسلحة المشتركة، حيث تتوافر لوحدات الحرس الوطني المتطورة بجانب أسلحتها الرئيسية أسلحة الدعم المختلفة، مما يمكّنها بإذن الله من حسم المعركة لصالحها ذلك لان الحرس الوطني أصبح بقيادة عبدالله بن عبدالعزيز وسيلة هامة لاعداد اجيال من العسكريين المحترفين والمؤهلين اكاديمياً وفنياً والمدربين تدريباً عالياً. والحقيقة أن تعيين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آنذاك قائداً للحرس الوطني جاء منسجما مع خبرته الواسعة بشؤون البوادي والقبائل، ومع طبيعته الفروسية المرتبطة منذ الصغر بكل موروث الحياة الاصيلة في الجزيرة العربية وصحرائها، ولهذا استطاع سموه ان يعبّر عن مواهبه الاصيلة وشجاعته في القيادة. فالحرس الوطني من أبناء البوادي الذين توارثوا الروح العسكرية أباً عن جد، بحكم طبيعة حياتهم التي تضرب جذورها في أعماق تاريخ شبه الجزيرة العربية. فالحرس الوطني فصيل قوي من فصائل حماية الأمة إلى جانب غيره من القوات المسلحة والقوات الأمنية، فقوة الدولة في وحدتها وتراص صفوفها وجمع شملها، فلا غرابة أن يكون الحرس الوطني إضافة حقيقية للحفاظ على أمن البلاد وصون وحدتها، فلا تهاون في أمن البلاد، فالحرس الوطني عين ساهرة تساهم في حماية الوطن، والدفاع عن مقدساته وكرامته وأمنه. فلا غرابة أن يهتم الملك المفدى بالفروسية فهي تذكره بالتاريخ المشرق والمجد العربي التليد، وجاء حبه مصداقاً لقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة) ولما تمثّله الفروسية من أحياء للتراث العربي وصفات الفارس العربي، أوليست الفروسية إحدى الرياضات والمهارات التي أوصى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بتعليمها للأبناء حين قال: (علّموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل). ولاهتمامه بأمر الفروسية ابتعث سموه عدداً من السعوديين إلى كثير من العواصم للاطلاع على تنظيم وإدارة نوادي الفروسية وذلك قبل تأسيس سموه لنادي الفروسية بالرياض، فلقد كان حريصاً أن يكون النادي قائماً على أرقى وأحدث النظم والأساليب المتبعة في العالم. ورغم مشاغله العديدة في إدارة شؤون الدولة وأجهزة الحكم بحكم منصبه كولي للعهد ونائب لرئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني، إلا أنه أسس في مدينة الرياض العريقة نادي الفروسية (بحي الملز)، ومنذ تأسيسه، وحتى اليوم، والنادي يقوم بدور فريد في تعزيز مكانة هذه الرياضة العربية الأصيلة في نفوس أبناء الوطن، وتشهد حلبته الواسعة العديد من السباقات لعدد من الخيول العربية الأصيلة من الاصطبلات العديدة الموجودة في المملكة. هذا إلى جانب المناشط الرياضية الأخرى كالسباحة، وكرة السلة، والتنس، وكرة المضرب، أو التمرينات الرياضية المختلفة، ويضم النادي صالات فسيحة تقام فيها كثير من المناسبات الرسمية الكبرى. ويقوم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز برعاية السباقات التي ينظمها نادي الفروسية، وغالبا ما تكون أرض النادي ميداناً لاستعراضات فرقة فرسان الحرس الوطني وتمارينها، والعابها، وهذه الفرقة تحظى برعاية سموه واعتزازه فهي توحي بالعزة والكرامة، وتلهب الحماس، وتذكّر بأمجاد عزيزة ومحببة في قلبه الكبير إن رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للفروسية قد أصّلتها في نفوس الشباب وذكّرتهم بالعديد من صور البطولة التاريخية الناصعة، وزرعت في نفوسهم الطموح وحب التضحية. ولا غرابة أن يضم الحرس الوطني فرقة سلاح الفرسان التي تتولى الحفاظ على التراث العربي الأصيل المتمثل في بث روح الفروسية، وصون الخيول العربية الأصيلة، وتتجلى معالم ذلك في مشاركة سلاح الفرسان في إحياء المهرجانات والمناسبات، والاحتفالات الرسمية، والاشتراك في استقبال الضيوف من كبار رجالات العالم وزعمائه. الوفاء بالوفاء وبصمات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لم تقتصر على الحرس الوطني، بل على كافة انجازات النهضة الشاملة التي شهدتها المملكة خلال العقود الماضية في التنمية وفي الأمن والاستقرار وفي السياسة الخارجية، ومن زياراته للدول العربية الشقيقة والدول الاسلامية والدول الاجنبية، ومساعيه المشهودة كشريك أساسي في الحكم، ونهض بمسؤولياته في تصريف شؤون الدولة بكل حكمة وحنكة بحكم موقعه آنذاك نائباً ثانيا لرئيس مجلس الوزراء الذي تقلَّده في 17/ 3/ 1395ه (29/ 3/ 1975 م)، فكان له حضور مميز ومشاركات فاعلة في كل القضايا الداخلية والخارجية، فقد كان قريباً من الأحداث فهو واحد من الهيئة العليا لإدارة شؤون الدولة الاقتصادية والسياسية والعسكرية، واتسمت خطواته في العمل العام بالاتزان والحكمة وبعد النظر، فضلاً عن اهتمامه الواسع بالقضايا العربية والإسلامية. وتسلّم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز المسؤوليات في مراحل مهمة من تاريخ التطور الحضاري والسياسي للمملكة العربية السعودية الذي دخلت به المملكة عهود النماء والتطور والازدهار، واكتملت فيها البنيات الأساسية، وشهدت القطاعات الإنتاجية المختلفة طفرات من الاصلاحات والتحديث، والتنمية بكل أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وقد تعددت المسؤوليات التي قام بها الملك المفدى في النطاقين الداخلي والخارجي الأمر الذي أكسبه خبرات عميقة ودقيقة بكل ما يتعلق بشؤون السياسة والحكم والإدارة، مما انعكس دائماً على إنجازاته ومساهماته، وفي مختلف مراحل حياته العامة وهو له مشاركات مؤثرة وعديدة، قاد خلالها وفود المملكة لحضور المؤتمرات الإقليمية والدولية ، وفي كل الحالات فان الملك المفدى يسعى في تلك اللقاءات إلى تأكيد مواقف المملكة، وسياساتها الواضحة في دعم القضايا العربية، ولم الشمل العربي، ودفع مسيرة العمل العربي المشترك، فيأتي التشاور بين الزعماء العرب كخطوات جادة لتضافر الجهود، وتنقية الأجواء بين الدول العربية، ورأب الصدع العربي، فعالمنا العربي مترابط عقيدة وحضارة، وتاريخاً وثقافة، ومصيراً مشتركاً، وليس هنالك من سبيل لدخول القرن الحادي والعشرين إلا بإدراك تلك الحقائق. خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يدرك ذلك كله وأكثر، وهو ينبّه إلى المخاطر والتحديات بقوله: (إن شعبنا وأمتنا العربية والإسلامية يواجهان اليوم تحدي الشر، وشراسة العدوان، وقد عودنا إسلامنا وعروبتنا، أن نستجيب لكل تحد، وأن ننتصر عليه، فقوة الحق قوة سرمدية، وحق القوة حق ظرفي، إن تبدى اليوم فهو مندثر غداً، لذلك آن لإسرائيل أن تفهم أن غطرسة القوة، أعجز من أن تبيد شعباً عربياً كالشعب الفلسطيني العزيز، وقوة الغطرسة أضعف من أن تقتلع جذور لبنان الشقيق من تربة العروبة، فشجرة السلام لا تسقى بالدم، وسلام القوة سلام جهيض). الحرب من أجل السلام وهكذا استوعب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في صباه وفتوته وشبابه المتقد الفكر دبلوماسية الملك المؤسس في السلام مما عرفه وعاشه بنفسه من أحداث فقد رأى والده ينتصر بالسلام على كل الذين بادروه العداء من دول الجوار وهو القادر على الانتصار بالحرب، فبادر بالسلام الملك فيصل بن الحسين في العراق، والملك عبدالله بن الحسين في الاردن، والملك فاروق في مصر، وبهذا بدأ تاريخاً جديداً للأخوة والمحبة وحسن الجوار في سماء العلاقات العربية.