رغم إكمال 124 وحدة دراسية، والاجتهاد لسنوات، يصطدم خريجو وخريجات قسم الإعلام في جامعة جازان بغياب فرص التوظيف، وبينما يجد خريجون فرصًا في مجالات أخرى كقبولهم في إحدى الكليات الأمنية، وتنجح خريجات في أن يصبحن معيدات أو إعلاميات في الصحف أو الإذاعة، لا يجد بعضهن بديلًا سوى العمل في المولات كبائعات أو في مجال الدروس الخصوصية والطبخ مع الأسر المنتجة. بينما يؤكد القائمون على القسم، بأنهم يبذلون ما في وسعهم لتأهيل الطلاب علميًا وعمليًا من خلال المنهج الأكاديمي والشراكات مع عدد من الجهات لتوفير التدريب العملي للطلاب. آمال معلقة وتحدث ل «المدينة» عدد من خريجات وخريجي القسم، وقالت الإعلامية سلوى دوكري: «كنت أسعى لإنجاح مستقبلي والمثابرة والاجتهاد للحصول على وظيفة تساعدني على خدمة نفسي وعائلتي ومجتمعي ووطني. وأضافت: تخرجت منذ 4 سنوات لكنني ما زلت أعمل على تطوير نفسي في أعمال تطوعية تابعة لجهات حكومية وجمعيات خيرية، وقد تأثرت بسبب عدم حصولي على وظيفة، ولكن حاولت أن أعمل جاهدة لتطوير ذاتي، حيث حصلت على خبرات في مجالات أخرى وطورت من نفسي، واستفدت علاقات أخرى من جميع الشخصيات. غياب التوظيف وأشارت رباب الدرسي إلى أن عدم منح فرص وظيفية في موقع جدارة تحت مسمى قسم الصحافة والإعلام، وقالت: «نطالب بفتح وظائف متخصصة لقسم الصحافة والإعلام في جميع الدوائر الحكومية، مثل المنسقات الإعلاميات في المدارس والعلاقات العامة بالمصالح والمؤسسات. وأوضحت أن عدم التوظيف يعود نظريًّا لقلة المنشآت الإعلامية في منطقة جازان وعدم القدرة على استيعاب العدد الكبير من الخريجات، في ظل عدم استقبالهن من وزارة التعليم وغيرها من الإدارات الحكومية. المولات والطبخ وقالت نوف الحازمي: «المولات هي المحتضن الأول لخريجي قسم الصحافة والإعلام، حيث تصبح العديد من الخريجات بائعات في مول وتنتهي رحلتها الجامعية إلى مجال آخر، وشعورنا بعد التخرج هو القهر والحسرة، فبعد سنوات من الجد والاجتهاد فرحنا بالتخرج، ولكن فوجئنا بالبطالة، فالكثير من المتخرجات لجأن إلى الدروس الخصوصية والطبخ والعمل مع الأسر المنتجة، وفي العمل التطوعي. وأكدت عفاف زيلعي أن ندرة الأماكن التي تحتضن مهنة الصحافة في المنطقة وقلة الوظائف هي أكبر عائق وقف أمامهن. لا توظيف وأبانت أمل بحاري أن التقصير في توظيف خريجات قسم الصحافة والإعلام في الجهات الحكومية ككل أمر مقلق لمستقبلنا، وقالت: «نجد عبارة واحدة أمامنا بأنه «لا يوجد توظيف»، رغم حرصنا على اكتساب الخبرات وحضور الدورات، وإجادة العلاقات العامة لتوفير فرصة الحصول على وظيفة قيمة. وأضافت: لدي قوة وأمل في تحقيق مستقبل في الإعلام والخروج بصورة أجمل لحياتنا العملية. كما التقت «المدينة» بعدد من خريجي قسم الإعلام الذين أنهوا دراستهم، خلال السنوات الماضية، وقال صالح زيدان ومازن علولي ويعقوب معتبي إنهم تخرجوا في قسم الإعلام، والتحقوا بكلية الملك فهد الأمنية، وهم يعملون ضباطًا في مختلف القطاعات العسكرية واضافوا: استفدنا من دراستنا، وساهم التخصص في قبولنا في الكلية الأمنية. إعداد الكفاءات من جانبه أكد رئيس قسم الإعلام بجامعة جازان علي الصومالي أن القسم يتطلع أن يكون الأفضل من خلال إعداد الكفاءات المتميزة في مجال الاتصال والإعلام والبحث العلمي تلبية احتياجات المجتمع وسوق العمل والإسهام في برامج التحول الوطني، من خلال برنامج متميز. وقال: إن أبرز الأهداف الإستراتيجية للقسم الحصول على التميز والاعتماد الأكاديمي للبرامج العلمية، ورفع مستوى الأداء عن طريق وضع اشتراطات للطلاب المرشحين للقبول، وكذلك رفع مستوى كفاءة أعضاء هيئة التدريس، ووضع معايير للتعاقد مع أعضاء متميزين ولهم إسهام علمي واضح، وتنمية ثقافة التفكير الإبداعي وتنظيم الأفكار والمشروعات عند الطلاب وأعضاء التدريس، وتقديم خدمة أكاديمية وتدريبية تلبي احتياجات المجتمع في مجالات والإعلام، وتخريج كفاءات متخصصة عبر برامج الدراسات العليا لتقود عملية التخطيط الإعلامي المصاحب لبرنامج التحول الوطني، وتنمية مهارات الطالب في أساسيات العمل الإعلامي لخدمة المجتمع، وفتح مجال التدريب والتأهيل الأكاديمي للكوادر العاملة في المؤسسات الإعلامية علي مستوى المجتمع المحلي والوطني، وإعداد إعلامي ملتزم بالقوانين والتشريعات المنظمة للمهنة ومواثيق الشرف الإعلامي. الدراسة والقبول وأوضحت رئيسة قسم الاعلام (بنات) الدكتورة إلهام جادين، أنه يتطلب الحصول على بكالوريوس الصحافة والإعلام تخصص الصحافة والإعلام، إكمال دراسة 124 وحدة دراسية معتمدة بتقدير عام لا يقل عن مقبول (معدل تراكمي لا يقل عن 2 من 5)، 107 ساعات نظري - و17 ساعة عملي، موزعة على النحو التالي: متطلبات الجامعة 15 ساعة موزعة على النحو التالي (14 ساعة نظري - 1 ساعة عملي)، متطلبات الكلية 23 ساعة نظري، متطلبات القسم 86 ساعة (70 ساعة نظري – 16 ساعة عملي). شراكات متعددة ومن ناحيته قال البروفيسور عبدالنبي الطيب النوبي عضو هيئة التدريس بقسم الإعلام بجامعة جازان: نحرص على الجانب العملي وممارسة العمل الصحفي من خلال عقد شراكات مع عدة جهات كإمارة جازان والاذاعة والتلفزيون ووكالة الأنباء السعودية والصحف المحلية (عكاظ والمدينة والجزيرة وأم القرى)، من أجل الممارسة الفعلية للمتدربين وصقل ما تعلموه نظريًا.