أصبح من لزوم الأفراح ويؤكد الفنان «الجسّيس» المتميز أنس أبو الخير، أن فن «المجسّ» أصبح من لزوم الأفراح وبقوة، وخاصةً في منطقة الحجاز منطقة مكةالمكرمة، وأما بالنسبة لأشهر المجسّات التي تقال في الأفراح، فهي تختلف من جسّيس لآخر ومن مناسبة لأخرى، وبالنسبة لي أنا فأحب أن أبدأ ببسم الله ثم الصلاة على الحبيب صلى الله عليه وسلم. وأول من تأثرت به في مجال أداء لون «المجسّ» هو الجسّيس محمد أمان رحمه الله عندما سمعته يؤدي هذا اللون العريق في مقدمة برنامج بالقناة السعودية اسمه «أفراح وتهاني»، فجذبني صوته وأسلوبه. ولا شك هناك العديد من الفنانين الجسّيسين حاليًّا، أذكر منهم «السيّد هاشم باروم»، والأخوين «بسام وفيصل اللبان» و»محمد زبيري». ويؤكد الفنان أنس أبو الخير في ختام حديثه، أن فن «المجسّ» للأسف ليس مخدومًا إعلاميًّا بالشكل اللائق به كفن تراثي أصيل، وأتمنى من وسائل الإعلام بمختلف مجالاتها، ما يستحق من اهتمام، للمحافظة عليه، وتعريف الأجيال الجديدة به. لا تخلو مناسبات الأفراح والأعراس والزواجات في منطقتي مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة، وبالتحديد في مدن جدةومكة والطائف والمدينة، من وجود الفنان «الجسّيس»، وهو المختص بأداء اللون التراثي الأصيل: «المجس». فهذا عُرف متوارث، وهو فن من فنون الغناء الشعبي السعودي الذي اشتهرت به مدن الحجاز، وتميّزت به منذ قدم التاريخ وحتى عهدنا السعودي الزاهر. و»المجسّ» ابن عم «الموّال»، ولكن يختلف عنه بطريقة أدائه، وفيه تطريب أكثر، ويُحكى قديمًا، أن مطربي منطقة الحجاز الروّاد، كانوا قبل إحياء لياليهم الغنائية، يقومون باستقطاب «الجسّيسة»، الذين بدورهم يبدؤون الليلة بتقديم مجسّاتهم، وذلك ل «جسّ» نبض الجمهور الحاضر، ومعرفة المتذوّقين منهم، ويكون مطرب الليلة متابعًا للجمهور، فيختار منهم من يشعر بأنهم «سمّيعة» ومتذوقي طرب، فيطلب منهم المكوث إلى أن ينتهي «الجسّيس»، وبعد ذلك يُطلب منهم الذهاب إلى غرفة الحفل الفني لتلك الليلة، ويغادر الآخرون، وبذلك يكون المطرب قد انتقى جمهورًا متذوّقًا يقدم لهم طربه الأصيل باستمتاع. حجازي الأصل والولادة والفن الحجازي الأصيل قَدَّم أسماءً كثيرةً من المطربين الذين تميّزوا في أداء «المجسّ»، بمقاماته الموسيقية المعروف، وقصائده الشهيرة، وكان من أبرز «الجسّيسة»، الفنانون الراحلون: «حسن جاوا» الذي كان مطربًا وجسّيسًا، و»سعيد أبوخشبة»، و»حسن لبني»، و»إسماعيل كردوس»، و»عبدالرحمن مؤذن» الشهير ب «الإبلاتين». والجيل الذي تلاهم، ومنهم الراحل «محمد أمان»، والفنان المكاوي «عبدالله شرف»، وفنان المدينةالمنورة «صالح عمر» وغيرهم. كما تميّز كثير من مطربينا الكبار بكونهم مطربين و»جسّيسة» أيضًا، أمثال: «طارق عبدالحكيم»، و»طلال مدّاح»، و»عمر كدرس»، وفن المجسّ هو فن حجازي الأصل والمنشأ والولادة، ظهر ونشأ وترعرع في الحجاز، وهو منسوب له ومنه، ثم انتشر إلى بقية الدول العربية. ويضيف الفنان منير محسن: «للأسف فن المجسّ لم ُيخدم إعلاميًّا بالشكل المطلوب، ولم ُيخدم كبقية الألوان الأخرى في مملكتنا الحبيبة، والعتب ليس على فناني هذا اللون العريق، فكلنا في الساحة وموجودون، والذي سيبحث عنا سيجدنا، لكن أين الإعلام عنا؟؟». للأسف لم يُخدم إعلاميًّا يقول الفنان صاحب الصوت الجميل «الجسّيس» منير محسن: «كانت ولا زالت المجسّات الحجازية من أساسيات حفل عقد القران (الشبكة) أو (المِلكة) والزواجات والمناسبات الأخرى كالأعياد. وفي وقتنا الحاضر ازداد حب وشغف الناس لهذا الفن العريق (المجسّات الحجازية) حتى اصبح ركيزةً مهمةً في حفلات التخرّج والتقاعد. والفنان الذي تأثرت به هو الفنان الراحل السيّد عبدالرحمن مؤذن الملقب ب(الإبلاتين) رحمه الله، ومن أشهر كلمات «المجسّات» في وقتنا الحالي كلمات شاعر الوطن الأستاذ إبراهيم خفاجي يرحمه الله، ومنها قوله: «شع نور يفيض في الأكوان فشدا الورق معلنًا بالأغاني يطرب الحفل بالمسرة رجع سرمدي منوّع الألحان يا عريسًا حظيت بالسعد دومًا أنت فخرالشباب في الأزمان وهنيئًا تبريكًا لآل العريس كلمة الصدق من عميق جنان يا حضور الزفاف طبتم وعشتم أنا عنهم أنوب قيد المعاني وختامًا صلاة ربي تترًا لنبي بحبه قد هداني».