لا يزال الوافدون يسيطرون على سوق الجوالات في جدة، خاصة في مجال الصيانة وبرمجة الأجهزة الذكية وبيع الإكسسوارات، في تحد واضح لقرار وزارة العمل المتعلق بتوطين هذه السوق، فيما اقتصر عمل السعوديين في بعض المحالّ على البيع والشراء فقط. وكثير من المجمعات داخل جدة مثل منطقة البلد لا يوجد بها سعودي واحد يعمل في مجال بيع الجوالات، رغم تأكيد عدد من الشباب أن العائد من بيع الجوالات مربح للغاية. وكشفت جولة ل»المدينة» في شارع فلسطين والمجمعات التجارية في البلد والحمدانية وأبحر الشمالية وشارع السبعين وشرق جدة عن انتشار كبير لبائعين متجولين يعرضون بضائعهم داخل أكياس سوداء. وبينما أكد عدد من أصحاب المحالّ أن «الأجانب» يكسرون الأسعار بمخالفتهم للنظام، طالب أحد الأكاديميين بالتدرج في «التوطين» حتى يستطيع الشاب السعودي الدخول للسوق بكل قوة دون عوائق. يقول ريان عطية أحد أصحاب محالّ بيع الجوالات: إن العمالة لا تزال توجد بكثرة في المناطق المعروفة ببيع الهواتف الذكية والصيانة، ويقومون بكسر السعر، ويبيعون بأقل من الأسعار المعروضة والمعروفة حتى نخسر نحن أصحاب المحالّ المبتدئين، وكذلك يوجد مندوبون لبيع قطع الصيانة والإكسسورات لا يعرضون لنا إلا البضاعة الرديئة «التقليد» بأسعار عالية، لذلك لا نستطيع المتابعة في هذه السوق إلا زيادة الرقابة على هؤلاء من وزارة العمل. أكاديمي: التدرج في التوطين مطلوب قال رئيس قسم الاقتصاد بجامعة الطائف د. سالم باعجاجة: إنه يجب أن يكون هنالك تدرج في التوطين؛ حتى يستطيع الشاب السعودي الدخول للسوق بكل قوة، ولا يكون هنالك أي عوائق له، وكما أن نقص الخبرة لدى الشباب في مجال الصيانة أحد الأسباب لوجود العمالة، لذلك يجب العمل على زيادة الدورات في الصيانة والبرمجة حتى يستطع الشاب السعودي العمل في سوق الجوالات، ولا يقتصر على بيع وشراء الأجهزة فقط. أكد خالد أبا الخيل المتحدث الإعلامي لوزارة العمل والتنمية الاجتماعية، أن هذا النشاط مقصور على السعوديين والسعوديات، وأن الوزارة تقوم بجولات تفتيشية مكثفة لضبط منشآت العمالة المخالفة ومعاقبتها. وأضاف أنه لا يسمح لأي وافد أن يعمل بالمهن المقصورة على السعوديين والسعوديات، ونحن نعلن عن ضبط المخالفين واتخاذ العقوبات اللازمة بحقهم. محلات مملوكة لأجانب لا تعترف بالسعودة أكد مسؤول مبيعات في إحدى الشركات المتخصصة في الاتصالات أن الشركات التزمت بالتوطين، بينما مازالت المحالّ المملوكة لأجانب تمارس عملها دون توطين، حيث يقومون بفتح محالّهم في الأوقات التي لا توجد فيها لجان التفتيش، مبينًا أنه عند مغادرة الفرق يعود المخالفون إلى محالّهم. زبائن: المحلات خالية من المواطنين ذكر المواطن بندر العميري أنه يتردد على السوق قبل وبعد صدور قرار التوطين، ولم يلحظ أي فرق سوى وجود العمالة الوافدة وسيطرتها على هذا القطاع الحيوي، مبينًا أنه لم يجد شابا سعوديا في تلك المحالّ بجدة. وأوضح صالح القرني أن سوق الجوالات في محافظة جدة يعمل بشكل طبيعي، دون وجود دور ملموس للسعوديين فيه مع سيطرة كاملة للأجانب. وأضاف أن العمالة تقوم بالتواصل مع شباب سعوديين في حال حضور مفتشين من مكاتب العمل لإخفاء حقيقة التوطين. وقال إن العمالة الوافدة تغلق المحالّ صباحا وتفتحها مساء، وأتمنى من وزير العمل أن يرسل لجنة مساء للشوارع الداخلية مثل شارع يونس بن عبد الملك الواقع جنوب شرق جدة، وسيرى عشرات المحالّ يملكها أجانب هربوا من أسواق الاتصالات الرئيسية.