لم يسلم قطاع الموسيقى من «الغزو التكنولوجي»، حيث بات من المألوف في السنوات الأخيرة، الاعتماد على قطعة تقنية واحدة، تختزن في داخلها ما تقوم به الآلات الموسيقية مجتمعة، لاغية بذلك الإبداع والموهبة البشرية المحضة، ومؤكدة على هيمنة وسيطرة التقنية الحديثة على جميع الأنشطة البشرية. هذا الوضع الجديد جعل مشهد الأوركسترا التقليدي يكاد يكون جزءًا من الماضي، وصار العازفون على وشك وداع أماكنهم خلف الآلات التي بقوا متحكمين في أوتارها، ونغماتها لقرون طويلة. وفي الوقت الذي لم يستطع فيه الإنسان حل لغز الموهبة داخله، واكتشاف الأسباب وراء ظهورها لدى البعض، دون الآخرين، كما لم يتمكن، من فهم آلية ميلاد الجمل اللحنية داخل عقل شخص ما ربما لم يكن يومًا دارسًا للموسيقى، فإن التقنيات الحديثة أوشكت أن تحتل صدارة المشهد على مقاعد العازفين، الأمر الذي أحدث انقسامًا كبيرًا بين محترفي الموسيقى، ففريق معارض يرى التجربة جافة، وولدت فاشلة؛ لأنها ستخلو من شخصية العازف، وروحه، وفريق يراها فكرة ناجحة، ستمنح البشرية ألوانا من الألحان الموسيقية غير المسبوقة، فضلا عن دقة باهرة في العزف. •آلات إيقاعية تصدر الصوت عن طريق الطرق أو الضرب مثل: الطبل والدف • آلات وترية تصدر الصوت عن طريق اهتزاز أوتارها مثل: العود والكمان •آلات نفخ تصدر الصوت عن طريق النفخ فيها مثل: الفلوت والبوق • آلات المفاتيح تصدر الصوت عن طريق الضغط أو الطرق على لوحة مفاتيح لكل منها صوت مثل: البيانو والأورج • الدفوف والطبل أقدم الآلات الموسيقية وتعود ل4000 آلاف عام • القيثارة هي أول مراحل العود وظهرت في القرن ال13 الميلادي • الكمان ظهر في القرن ال16 الميلادي بأوروبا صراع الأصابع والأزرار في إضاءته حول هذا التحول يشير عمر ناجي، وكيل معهد الموسيقى العربية، إلى أن صناعة الألحان اختلفت بين الماضي والحاضر، ومظهر ذلك في أن العازفين كانوا يستخدمون آلات عدة، يتم صناعتها يدويًا، من الخشب، والجلد، مثل: الطبل، وأن رواد الموسيقى الأوائل لم يستطيعوا تسجيل نغماتهم في الماضي، فيما صار الأمر شديد اليسر حاليًا، بفضل التقنيات الحديثة. طفولة الموسيقى ويستعيد «ناجي» علاقة الإنسان بالآلات الموسيقية بالإشارة إلى أنها بدأت باستخدامه المواد الموجودة في الطبيعة، محوّلا إياها لأدوات تولد الأصوات الموسيقية، قبل أن يبدأ تطويرها شيئًا فشيئًا، حتى صنع الطبول والدفوف والصنوج على اختلاف أنواعها وأشكالها. وأوضح أنه بعد تلك المرحلة، اهتدى الإنسان إلى آلات النفخ، وكان أقدمها القصب والعظام المجوفة والقواقع المائية، كما اهتدى إلى استخدام اليدين والقدمين، ثم أصبحت الآلات الهوائية تصنع من النحاس، والخشب، ثم آلات المفاتيح، بوصفها آخر ما وصل إليه الإنسان.الموسيقى في الحاضرويقول أحمد محمود، أستاذ الموسيقى بالمعهد،: إن التكنولوجيا ساعدت كثيرًا في تقدم الموسيقى العربية، مرجعا الفضل في هذا إلى الملحن محمد عبدالوهاب، لأنه أول من فكر في تطوير الموسيقى الشرقية، فقد أدخل الإيقاعات الغربية، والجيتار الإلكتروني، والأورج.وأضاف: وامتد ليطال طرق تسجيل الأغاني، والألحان، لافتًا إلى انقراض طريقة اجتماع الفرقة الموسيقية لتسجيل المكتوب بالنوتة، وتم استبدالها بنظام تسجيل صوت كل آلة على حدة، وأشار إلى أن التكنولوجيا دخلت في صناعة اللحن نفسه، دون آلات موسيقية، وأدت تلك التقنية إلى صناعة أصوات شبه حقيقية.ولفت إلى أشهر ما وصل إليه العلم في تطوير البرامج الموسيقية، وهو برنامج «بروتولز»، الذي يتمتع بالقدرة على كتابة النوتة الموسيقية، وعزفها، وتسجيلها، ليتم إضافة صوت المطرب فقط فيما بعد.