ما أعظم هذا الدين، الذي جعل العمل مقرونًا بالنية حتى لا يدخله الرياء ولا السمعة، وجعل العامل على نفسه بصيرة تراقبه وتصوب عمله، ويكون شهيدًا على نفسه، وإذا سمت هذه الروح وتخلصت من مراقبة البشر إلى مراقبة رب البشر فإن عملها سيكون مجودًا نافعًا، وإنجازها سيكون مرئيًا للجميع، وأن عمل المؤمن يصير عبادة إذا نوى بها طاعة الله وإفادة غيره، مصداقا لقوله تعالى «قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمي». هذا ما حدث إبان حج هذا العام إذ اخلص شباب الكشافة ورجال الأمن والمتطوعون الذين يأتون زرافات ووحدانا ليخدموا الحجيج ابتغاء الأجر والمثوبة من الله. ما قام به هؤلاء الشباب من تفانٍ في عملهم شهده الحجاج وأعجبوا به خاصة كبار السن من الرجال والنساء وأصحاب الاحتياجات الخاصة وكل من احتاج إلى معونة، وذلك أن سخر الله لهم من اختصهم بقضاء حوائج الناس، وألسنة هؤلاء الحجاج تلهج بالثناء والشكر لقادة هذه البلاد وشبابها العاملين في موسم الحج لما قدموه لهم من مساعدة وعون هم أحوج إليه انعكس ذلك قبلات مودة ومحبة من العاملين ودعوات صادقات من حجاج بيت الله الحرام. ومن مقاصد الحج «ليشهدوا منافع لهم ويذكروا الله في أيام معلومات» ومن المنافع التي يخرج بها الحجاج ومن تابع أعمال الحج، الإخلاص في العمل المشهود ممن بذلوا وقتهم وجهدهم وأخلصوا في خدمة الحجيج من الكشافة ورجال الأمن والمتطوعين والقائمين على أمر الحج وخدمة الحرمين الشريفين، وهذه رسالة لمن أراد أن ينتفع بهذه المنافع من الحجاج، ومن شاهد أعمال الحج عبر التلفزة وقنوات التواصل الاجتماعي من سائر بلاد المسلمين أن ينقل هذه الصورة البهية لبلده ولمكان عمله وإن يروج لهذه التجارة الرابحة حتى تكون سنة ماضية في دولنا العربية والإسلامية حتى نقضي على الاتكالية وهدر الزمن والمحسوبية وتعطيل مصالح الناس من المراجعين، الذين يعانون مر المعاناة من تعنت الموظفين الذين يعملون تحت قبة الخدمة العامة وبدلا أن يكونوا خدامًا لمن استرعوهم على هذه الأمانة، التي حملوها جهلا بعد أن أبت أن تحملها راسيات الجبال، وأن نعلو من شأن قيمنا وديننا في الإخلاص والتفاني في العمل بدلا من الانبهار مما نشاهده من الإخلاص في العمل من أهل الغرب غير المسلمين ونتمنى أن ننقله إلى بلادنا والحج قد رسخ لهذا الجمال هلا استفدنا منه.