لأن الأمن هو القيمة الحقيقة للحياة، والحياة هي إنسان ومكان فإن الأمن بالنسبة لنا هو الحياة ..!! (1) .. و( أمن الدولة ) هو أمن وطن بكل قدراته ومقدراته، وهوحياة إنسان بكل معايشه ومصالحه ..!! (2) .. ( أمن الدولة ) وقفت كثيراً أمام هذا المسمى ليلة إقراره . القضية ليست في المصطلح ولكن في مدلولاته.. وذهبت غير بعيد أقلب بعض أوراق التاريخ..!! (3) .. استوقفني الأمير شكيب أرسلان وهو يروي لنا حكاية سقوط عباءته الحساوية السوداء على قارعة الطريق بين مكة والطائف . وكيف كانت القوافل تتجافى عنها ولم يمد أحد يده عليها ..؟!! (4) .. واستوقفتني عصا إبراهيم المازني حين سقطت منه في أبرق الرغامة وهو في طريقه من جدة الى مكة ولم يقربها أحد ..!! (5) .. اندهاش ( أرسلان ) جعله يطلق ( الأمن الشامل ) على الأمن السعودي في حجّه عام 1348 ه و( المازني ) وصفه بأمن الظلال الوارفة عام 1350ه ..!! (6) .. ياه .. قبل أكثر من 90 عاماً بدأ ( أمن الدولة )، وقبل أكثر من 90 عاماً كان على هذا النحو من إحكام القبضة ..؟ إبهار يثير كل منصف يقرأ التاريخ ..!! (7) .. إبهار يثير الأسئلة عن أسرار هذا التحول الكبير في المجال الأمني ما بين عهد الفوضى والانفلات وهذا العهد الذي تحدث عنه أرسلان والمازني وغيرهم ..؟ (8) .. شئ مذهل في التحول وسرعته . فالفارق الزمني هومسافة ظل رجل والمتغير الأمني هو كل هذه الفوارق ما بين (الأمن ) واللا ( أمن )..!! (9) .. الملك عبدالعزيز الذي قاد هذه التحولات ، وضع خارطة طريق للأمن في وطن لازال يستنشق أنفاس بدايات البناء والتوحيد . جعل ( الأمن الفكري ) هو القوام الأصيل وأحاطه بمقومات الأمن الحياتي العام . (10) .. استقام العقل والوجدان فاستقامت الأيدي والأبدان . إنها نظرية ( التكامل الأمني ) (11) .. ما أشبه الليلة بالبارحة في لجة البدايات يتجه الملك عبدالعزيز إلى (الأمن الفكري ) مباشرة، وله خطابات شهيرة في ذلك عام 1339ه. وفي عمق المتغيرات يتجه الملك سلمان ذات التوجه . إنها الحكمة الأمنية التي يستند إليها الأمن السعودي عبر تاريخه الطويل ،وما الأمر الملكي بتأسيس (أمن الدولة) إلا إعادة صياغة للمنظومة لتحقيق تلك الحكمة وفق المرحلة والمعطيات. ..!!.