استعرض الدكتور عبدالمحسن القحطاني اختلاف الرؤية بين شكيب أرسلان وإبراهيم المازني في نظرتهما لمكةالمكرمة، وأرجع ذلك إلى اختلاف طباع وأسلوب كل منهما، معتبرا أرسلان أديباً جاداً، والمازني أديباً ساخراً. وقال القحطاني وهو يبتدئ أول من أمس في نادي مكةالمكرمة الأدبي ورقته (مكةالمكرمة بين قلمين): إن الزمان يعود إلى ما قبل أكثر من ثمانين عاماً، وأما الكاتبان فهما أديبان بارزان من الأعلام الروّاد للأدب العربي المعاصر .. وأما موضوع الكتابة فهو مكةالمكرمة التي قصدها الكاتبان للحج والعمرة. اهتم أرسلان في رحلته بالمكان، واهتم المازني بالإنسان .. وفي رحلة أرسلان كانت مكةالمكرمة تكتب نصها، في حين كان المازني يكتب نص مكةالمكرمة، والرحلتان بعمومهما وضحتا شؤون البلاد والعباد في تلك الفترة، وهاتان الرحلتان يكمل بعضهما بعضاً. وتابع أن لأرسلان فلسفته الخاصة في كتابته عن مكةالمكرمة، وهو يتكلم بمشاعر فياضة وعاطفة قوية، ويرى أن مكة في أرض جدباء لأنها الفردوس الذي يصل إلى الفردوس الأعلى. أما المازني فقد اهتم بإنسان مكة وتصرفاته، وخاطب ووصف المكيين بلغة أنيقة وبسيطة ورشيقة، دون أن يتخلى عن أسلوبه الساخر حتى وهو يطوف حول الكعبة المشرفة، وكنا نقرأ منولوجاً، ودراما، وقصة، في الحديث عن رحلته.