مع بدء نادي الطائف الأدبي نشاطه المنبري قدم الدكتور يوسف العارف محاضرة عن أمير البيان في رباه المثناه وقدم المحاضرة الدكتور سليمان المالكي . في مقدمة محاضرته قال الدكتور العارف: انه وهو يعد لكتابة بحث عن أدب الحج في المشرق العربي كان يطالع كتاب ( الارتسامات اللطاف في خاطر الحاج إلى اقدس مطاف ) لأمير البيان ونادرة الزمان شكيب ارسلان، فوجدت فيه حديثاً شيقاً عن الطائف، وكلاما جميلا موثقا عن هذا القطر الحجازي وما فيه من مآثر ومواقع، وما سجل حوله من تواريخ وأحداث وشخصيات وأماكن، فوجدت فيها ضالتي كموضوع أتحدث فيه لهذا الجمهور الكريم، بعد إلحاح من الصديق المؤرخ والكاتب الأديب الأستاذ مناحي القثامي . وعرف بعد ذلك المحاضر ( أمير البيان ) بأنه هو الأديب السياسي المؤرخ الشاعر الكاتب : شكيب بن حمود بن حسن بن يونس ارسلان، لبناني من منطقة الشويفات ولد عام 1286ه / 1869م، تعلم في مدارس لبنان، وأقام مدة بمصر وشغل من المناصب القيادية على عهد الدولة العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى هاجر إلى جنيف وعاش بها خمسة وعشرين عاماً، عاد بعدها إلى لبنان وتوفي في بيروت عام 1946م / 1366ه ودفن بمسقط رأسه الشويفات . ويعتبر شكيب ارسلان أحد المفكرين العرب الذين رسموا الطريق الفكري للنهضة العربية، واحد الزعماء السياسيين الذين قاوموا الاستعمار فرد عليه المستعمرون بالتهجير، والنفي عن وطنه . كما يعد شكيب ارسلان أحد المنادين بالوحدة العربية، والمؤمن بهذا المستقبل المأمول وانشأ لهذا الهدف مجلته الشهيرة (الأمة العربية) في جنيف عام 1930م . له العديد من المقالات المنشورة في مجلات المؤيد والمقتطف والمقتبس والأهرام والمنار ومجموعة من الكتب المطبوعة وأهمها : الحلل السندسية في الرحلة الأندلسية ولماذا تأخر المسلمون و (شوقي صداقة أربعين سنة ) ورشيد رضا أو اخاء أربعين سنة وديوان شكيب ارسلان وتعليق على كاتب حاضر العالم الإسلامي . وأطلق عليه لقب أمير البيان أسوة بأحمد شوقي أمير الشعراء وهو لقب متحول عن ( أمام المترسلين ) الذي نعته إياه الشاعر المهجري خليل مطران. وقدم المحاضر تعريفاً لكتاب ( الارتسامات اللطاف في خاطر الحاج إلى أقدس مطاف ) فهو عبارة عن توثيق لرحلة الحج التي قام بها المؤلف شكيب ارسلان عام 1348ه وسماها ( الارتسامات اللطاف ) أي ما ارتسم في مخيلته من مشاهد الحج والمواقع التي مر بها . وتناول بعد ذلك زيارته للطائف مركزا على أسباب سفره فيتضح انه غادر مكةالمكرمة يوم 13/12/1348ه حيث يقول ( ثم أفضنا مع الحجاج الكرام عائدين إلى منى حيث بتنا ليلتين لقضاء المناسك، فما رجعت إلى مكة وقضيت المناسك إلا وكنت مريضاً جد مريض ) إذا المرض والرغبة في الاستشفاء هو الذي دفع أمير البيان للسفر إلى الطائف ولولا معرفة سابقة بالطائف وهوائه وبرودته واعتدال مناخه لما اختار هذا المكان، ويؤكد ذلك انه زار الطائف في صيف عام 1347ه كما يقول في موضع آخر من هذا الكتاب . واختتم الدكتور العارف محاضرته باستعراض أهم السمات التي تميز أسلوب الكاتب أمير البيان إثناء زيارته للطائف المأنوس ووقوفه عند ربا المتناه وذرى جبل غزوان وذلك فيما يلي: موسوعته وإلمامه الثقافي الواضح وذلك من خلال الاستطرادات الكثيرة والكبيرة التي يضيفها إلى الموضوع الذي يتحدث فيه . العلمية والموضوعية فهو يوثق كل ما يقوله من خلال مرجعيات معتبرة ويدل على ذلك انه عندما عزم على الكتابة عن الطائف استعان بالعالم الفاضل أحمد تيمور باشا صاحب المكتبة التيمورية بمصر يطلب منه بعض المراجع عن الطائف فأرسل إليه كتاب إهداء للطائف من أخبار الطائف للشيخ حسن بن علي العجيمي المكي الحنفي وكتاب تحفة اللطائف في فضل وج والطائف للشيخ محمد جار الله بن عبدالعزيز بن عمر الشهير بابن فهد، وكتاب نشر اللطائف في قطرالطائف لابن عراق نور الدين علي بن محمد، وكتاب رسالة في فضائل سيدنا ابن عباس والطائف للشيخ محمد عبدالكريم. إضافة إلى ذلك اعتماده على كتاب الزركلي ( ما رأيت وما سمعت ) وغيره من المراجع . * عروبته وقوميته واعتزازه بالأمة العربية ومراهنته على وحدتها وإنها الأمل المتوقع ولو بعد مائة سنة أو اكثر. اهتماماته الأثرية فقد وقف على العديد من الآثار والكتابات والنقوش ونسخ بعضها ليتسنى له قراءتها وتوثيقها ومن ذلك ما وجد في جبل السكارى واستعانته بالمختصين في علم الآثار وقراءة الخطوط القديمة مثل المستشرق الألماني مورتيز . عدم تصوير المواقع والمشاهد التي تحدث عنها ووقف عليها اثناء الزيارة وهو الأمر الذي يضيف بعدا توثيقيا رائعا مثل الرحالة الأجانب الذين كانوا يجوبون الجزيرة العربية ويصورون كل ما تقع عليه أعينهم ويجدر الكتابة عنه . عدم ذكر التواريخ والأيام اثناء زيارته فلم نجد في سياق زيارته للطائف متى بدأ الزيارة وفي أي يوم ولا مدة إقامته فيها ولم يؤرخ لمراحل زيارته مما يضيف إلى بعده التوثيقي أمرا مهما .