صحيح أن ليس كل ما يقال يصدق، ولكن كل ما تراه العين وتسمعه الأذن هو الذي يجب أن يُصَدق. وليس من المستغرب أن يكون الإنسان مميزًا في طريقة تفكيره ونظرته إلى الحياة ليتفاعل معها على أساس من المنطق والرُشد الذي يرجحه العقل ويدعمهُ القلب بقبول ما نواجه في هذه الحياة من أمور يكون اللسان عاجزًا عن وصفها. لكننا رغم ذلك نكابر ونغالط أنفسنا ونحاول أن نلقي اللوم على شماعة الحظ الذي ليس له دور سوى أن القدر هو الذي وضعنا في هذا الموقف او ذاك. في أحيان كثيرة وشبه يومية أقف مع نفسي واستعرض الأحداث التي مرت بي وأثرت في منحى حياتي وغيرت من طريقة عيشي نحو الأفضل بما لم اخطط له مسبقاً او كما يقال (رب ضارةٍ نافعة). عندها فقط أدرك رحمة الله بي إذ كتب لي حياة جميلة حافلة بالنجاح والانجازات التي يدركها الخاصة ممن يعرفونني حق المعرفة. ليس هناك أبشع من أن تتحاور او تتكلم مع شخص ينتقص الطرف الآخر لا لشيء سوى أنه يرى فيكَ عدم الكفاءة في الحديث معه لغروره وقِلة عقله.. وهذا الصنف من البشر هم من يعطلون حركة الحياة ويمنعون نور العلم والمعرفة أن ينتشر بين الناس، ولا اعرف عاقلاً يقر بما يعتقدهُ هؤلاء البشر. لقد انفتح العالم على بعضِه والبشرية تعيش مرحلة انتقال الحضارة لمن يجيد أن يبدع في التعامل معها والاستفادة منها وتطويرها ومشاركة الآخرين بما لديه من علم ومعرفة تضيف إلى الفكر البشري حصيلة تجاربه.. ولعل من المفيد أن نتذكر عندما يحاول بعضهم أن يغتالوا حلمًا جميلًا يراود أحداً منا أنهم يسهمون في قتل ملايين الأفكار بعقول عاشت على الفطرة لم تلوثها أيادي الخبث والجريمة. إن صناع التاريخ وعظماء الابتكار هم ممن قاتلوا لأجل تحقيق أحلامهم وإن دفعوا الثمن غاليًا لأجل ذلك.