انتهت حصانة بشار الأسد وعائلته التي حكمت سوريا بقبضة حديدية منذ عام 1970.أدرك الأسد، بعد الهجوم بصواريخ توماهوك الأمريكية، أنَّ حياته قد تكون مهددة بالخطر من قبل الأمريكيين، وكان الأسد يشعر بالأمان في حربه، تحت حماية موسكو وطهران و»حزب الله». ثم جاءت ضربة الرئيس ترامب، التي لم تكن مجرد عقاب وإنما جاءت تحذيرًا للأسد من أنَّ أية هجمة قادمة باستخدام الأسلحة الكيميائية سوف تجرُّ عليه مزيدًا من التبعات. ترامب يفكر في تغيير النظام ترامب بحسب المحللين يفكر الآن في تغيير النظام في دمشق، واستخدام الاغتيال لتحقيق مثل هذا التغيير المرجو أمر مطروح، وهو الأمر الذي لم يفكر فيه الرئيس أوباما قط. لذا، فسوف تتغير حياة الأسد من الآن فصاعدًا، للمرة الأولى بعد ست سنين من الصراع، لأنَّ مستشاريه سوف ينصحونه أن يعيش في مخبأ. القرار اتخذ في غرفة آمنة في غرفة آمنة في منتجعه مار-إيه-لاجو بفلوريدا عرض كبار المستشارين العسكريين للرئيس الأمريكي دونالد ترامب عليه ثلاثة خيارات لعقاب رئيس النظام في سوريا بشار الأسد على هجوم بغاز سام أودى بحياة عشرات المدنيين، ومن بينها استهداف قصره الرئاسي. كان ذلك عصر الخميس (بتوقيت أمريكا) قبل ساعات قليلة فقط من انهمار 59 من صواريخ كروز الأمريكية على قاعدة الشعيرات الجوية العسكرية التابعة للنظام، ردًا على ما وصفته واشنطن بأنه «عار على الإنسانية». القصف: قواعد جوية أو الشعيرات تواجد ترامب في منتجعه بفلوريدا لعقد أول قمة له مع نظيره الصيني شي جين بينغ. لكن مسؤولًا أبلغ الصحافة بأن القمة نحيت جانبًا لإفادة بالغة السرية من مستشار الأمن القومي الأمريكي إتش.آر ماكماستر ووزير الدفاع جيم ماتيس. وقال المسؤول إن ماكماستر وماتيس عرضا على ترامب ثلاثة خيارات سرعان ما تقلصت إلى اثنين: قصف قواعد جوية عديدة أو قاعدة الشعيرات القريبة من مدينة حمص، حيث انطلقت الطائرة العسكرية التي نفذت الهجوم بالغاز السام، فحسب. رد الأسد يحدد التصرف الأمريكى التالى قال مسؤول آخر مطلع على المناقشات إن الإدارة لديها خطط طوارئ لضربات إضافية محتملة اعتمادًا على كيفية رد الأسد على الهجوم الأول. وأضاف هذا المسؤول: «الرئيس من يحدد ما إذا كان ذلك (الضربات الجوية) انتهى. لدينا خيارات إضافية جاهزة للتنفيذ». الاعتماد على العسكريين في اتخاذ القرار قال ثلاثة مسؤولين شاركوا في المناقشات إن ترامب اعتمد في مواجهة أول أزمة له في مجال السياسة الخارجية إلى حد بعيد على ضباط عسكريين متمرسين: ماتيس، الجنرال السابق بمشاة البحرية الأمريكية، وماكماستر، وهو لفتنانت جنرال بالجيش الأمريكي، وليس على المسؤولين السياسيين الذين هيمنوا على قراراته السياسية في الأسابيع الأولى لرئاسته. الخيارات.. عقوبات وضربات قال مسؤولان كبيران شاركا في هذه الاجتماعات إنه فور ورود أنباء عن الهجوم بالغاز يوم الثلاثاء طلب ترامب قائمة خيارات لمعاقبة الأسد. وتحدث المسؤولون جميعًا شريطة عدم الكشف عن هويتهم. وقال كبار مسؤولي الإدارة إنهم التقوا بترامب مساء الثلاثاء وقدموا خيارات منها عقوبات وضغوط دبلوماسية وخطط لمجموعة متنوعة من الضربات العسكرية على سوريا، وجميعها كانت معدة قبل أن يتولى السلطة. عملية جز الرأس قال أحد المسؤولين إن أكثر الخيارات قوة يسمى بضربة «قطع الرأس» أو جز الرأس «على قصر الأسد الرئاسي الذي يقبع منفردًا على قمة تل إلى الغرب من وسط دمشق. وذكر مسؤول «كان لديه (ترامب) كثير من الأسئلة وقال إنه أراد أن يفكر بشأنها لكنه كان لديه أيضًا بعض الملاحظات. التركيز على الطائرات العسكرية صباح الأربعاء قام ترامب «بتنقية الخيارات.»وقال مسؤولو المخابرات ومستشارو ترامب العسكريون إنهم تأكدوا من أن القاعدة الجوية لنظام الأسد استخدمت لشن الهجوم الكيماوي وأنهم رصدوا طائرة سوخوي-22 المقاتلة التي نفذته. وأبلغهم ترامب بالتركيز على الطائرات العسكرية. ترامب للصحفيين: »سترون» عصر الأربعاء ظهر ترامب في حديقة الورود بالبيت الأبيض وقال إن الهجوم «الذي يتعذر وصفه» ضد «حتى الأطفال الرضع» غيَّر موقفه من الأسد. وسئل عما إذا كان بصدد صياغة سياسة جديدة بشأن سوريا فرد ترامب بالقول «سترون». الساعة 3:45 من عصر الثلاثاء بالتوقيت المحلي دعا الجنرال جوزيف دانفورد، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، إلى اجتماع طارئ لقادة أفرع القوات المسلحة في البنتاغون لوضع اللمسات الأخيرة على خطة الضربات العسكرية. وقال البيت الأبيض إن ترامب وقَّع بعد قليل من الرابعة مساء على أمر بشن الهجمات الصاروخية. الساعة 8:40 أطلقت السفينتان الحربيتان بورتر وروس 59 صاروخ كروز من شرق البحر المتوسط على القاعدة الجوية المستهدفة. وبدأت السقوط في نحو الساعة (00:40 بتوقيت غرينتش) قبل أن يكمل الرئيسان عشاءهما.