شكا عدد من سكان حي الفيحاء بجدة، من انتشار الروائح المنبعثة من محطة الصرف الصحي، التي تتوسط الحي، الأمر الذى فاق طاقة احتمالهم -حسب وصفهم- وقالوا: إنَّ الخطر يهدد صغارهم بانتشار الأمراض الصدرية والحساسية من جراء انبعاث هذه الروائح الكريهة. «المدينة» قامت بزيارة للحي، والتقت عددًا من الأهالي الذين عبَّروا عن مشكلاتهم وهمومهم.. ضيق التنفس محمد اليحياوي قال: منذ أن سكنت الحي قبل سنوات معدودة بدأت أعاني من ضيق في التنفس، ومشكلات في الصدر والأنف، ولم تقتصر المشكلة عليّ وحدي، ولكن أولادي أيضًا يواجهون نفس المشكلة، وأكد اليحياوي أن أبناءه يرغبون في الانتقال من الحي، الذي حوَّل سعادتهم إلى حزن بسبب الأمراض، التي بدأت تظهر عليهم سواء في الصدر والأنف أو مشكلات جلدية يعتقد أن سببها التلوث الصحي، الذي سببته محطة الصرف في أجواء حي الفيحاء.. وشاركه طلال حلواني قائلا: إنه يجد صعوبة كبيرة عندما يزوره أحد في المنزل بسبب الروائح الكريهة، التي تنبعث من المحطة، موضحًا أنه يضطر إلى استئجار استراحة عند إقامة الولائم الكبيرة خوفًا من تضايق الضيوف من الروائح، التي تعكر دائمًا صفو المناسبات السعيدة في المنزل، وأضاف: الوضع في الحي أصبح صعبًا للغاية ولم يعد سكانه يستطيعون الصمود بسبب الأذى، الذي طالهم وانعدام الراحة النفسية لدى سكان الحي.. وقال محمد عبدالقادر «إمام مسجد الحي»: إن البعوض حاصرنا بداخل المسجد ولا يمكننا فتح نوافذ المسجد بسبب الروائح الكريهة والبعوض واختتم حديثه بمناشدة الجهات المختصة بإنهاء معاناة السكان، لاسيما وأن استمرارها هذا الوقت الطويل ينذر بأمراض تهدد صحة الأهالي خلاف تعكيرها لصفو حياتهم وحالة الإرباك جراء الروائح المزعجة. في مهب الريح وكانت شركة المياه الوطنية قد صرحت في وقت سابق منذ عام 2011 أن محطات المعالجة الثلاثية لمياه الصرف الصحي في أحياء (الفيحاء، بني مالك، الإسكان) سوف تزال نهائيًا في خلال سنة !!. وقالت في تصريح سابق ل«المدينة»: هناك 11 محطة معالجة داخل مدينة جدة وأحدث محطة هي محطة المطار التي تم تشغيلها قريبًا، ولا ضرر من وجود هذه المحطات داخل النطاق العمراني للمحافظة، وهذا إجراء متبع في كل دول العالم وأوضحت أن هناك محطات معالجة مياه الصرف الصحي موجودة حاليًا في أحياء (الفيحاء وبني مالك والبغدادية) سوف تزال نهائيًا خلال عام -بإذن الله-، وكل مشروعات شبكات الصرف الصحي تسير بحسب الخطط الموضوعة، ويجري حاليًّا البدء بالتوصيلات المنزلية في المنطقة الشمالية الوسطى بجدة، بعد أن اكتملت الخطوط الرئيسة والفرعية فيها. خبير بيئي: وجود محطة لمعالجة مياه الصرف داخل الأحياء خطر كبير الخبير البيئي الدكتور علي عشقي حذر من تداعيات وجود محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي داخل الأحياء لما تصدره من غازات سامة وروائح كريهة ومواد كيمائية خطيرة على الإنسان، بالإضافة إلى أنها سبب لوجود كثيف لأنواع الحشرات الناقلة للأوبئة مثل البعوض. وبيّن أنه من المفترض أن تبعد محطات معالجة مياه الصرف الصحي عن النطاق العمراني على أقل تقدير 10 كيلومترات، والأخذ بالاعتبار اتجاهات الرياح عند تشغيلها بحيث لا تنقل الرياح الغازات الكيميائية، التي تصدرها المحطة نظرًا لخطورتها. ويرى د. عشقي أن أغلب محطات المعالجة في مدينة جدة غير صالحة.