تظل مشكلة مواقع محطات معالجة مياه الصرف الصحي داخل أحياء محافظة جدة «هاجسا» يؤرق سكانها، وتظل دائرة المطالبات تتسع للوصول الى الجهات ذات العلاقة وتسبقها لتقف على اعتاب جمعية وهيئة حقوق الانسان، وقد وصف عدد من المتضررين في أحياء الفيحاء وبني مالك والنسيم والرويس / شارع حائل شمالا معاناتهم ب «مزمنة» مشيرا الى ان الجهات ذات العلاقة عالقة في مصيدة التصريحات البراقة والتي تتضمن في مجملها وعودا وعهودا بنقل تلك المحطات الى خارج النطاق السكاني في المحافظة. الى ذلك حذر خبراء البيئة من مخاطر وجود المحطات داخل الاحياء السكنية، لافتين الى حزمة من التداعيات الصحية المؤثرة على الانسان والتي تسببها ذرات مياه الصرف المنقولة عبر الهواء الذي يتنفسه الانسان. وكشف مدير وحدة أعمال جدة في شركة المياه الوطنية المهندس عبدالله العساف ان قرار ازالة تلك المحطات التي يشتكي منها السكان وصل الى مراحل متقدمة جدا، لافتا الى ان ال 4-5 سنوات المقبلة فقط ستكون كفيلة بحل هذه الاشكالية، مبينا ان هذا القرار بما فيه من ايجابية سيكون نافذا بمساهمة المحطات الجديدة في مشروعي المطار 1 والمطار 2 اضافة الى مشروع محطة المعالجة في الخمرة 4، وقال ان اعداد وايتات الصرف الصحي خفت كثيرا عن ذي قبل للتفريغ داخل المحطات في الاحياء والان تقوم بتفريغ حمولتها في محطة المطار 1 والخمرة. حقوق الإنسان يقول محمد بامرشد - حي الفيحاء - صباح مساء نتنفس ماتبثه محطة الصرف من روائح كريهة، وقد طالبنا بنقلها أكثر من مرة، ومنذ سنوات والى الان الحال هو الحال ولم يتغير اي شيء، وفي اجتماعاتنا مع بعض السكان في الحي اتفق بعضنا على ان نتقدم الى جمعية او هيئة حقوق الانسان في محاولة للوصول الى حل او دافع يحث الجهات ذات العلاقة بنقلها خارج الحي، ملمحا الى ان هذا الاتجاه في طور البدء وحين تتجمع تواقيع المتضررين سيتم الاتجاه نحو حقوق الانسان. النطاق السكاني أما سلطان السلمان - حي بني مالك - فطالب بنقل تلك المحطات بعيدا عن النطاق والتجمع السكاني في المحافظة، لافتا الى ان الدول المتقدمة تجرم وتفرض نظاما صارما يصون ويحمي السكان ونحن في المملكة لسنا بأقل منهم، حيث يدعو الدين الاسلامي على هذه المبادئ النبيلة في أكثر من موضع سواء في القرآن الكريم او السنة النبوية المطهرة. تكسير الشوارع ولفت حسن حامد - حي النسيم الجديد - الى تكسر الشوارع بسبب عبور الكثير من الشاحنات التي تقوم بإفراغ حمولتها من مياه الصرف الصحي في تلك المحطات، مشيرا في ذات الوقت الى ان الحي رغم حداثة بنائه الا انه اصبح يعاني من انقشاع الطبقة الاسفلتية وتعرج البنية التحتية، وطالب بسرعة التفاعل مع هموم المواطنين ومطالبهم من قبل الجهات المختصة. الصحة العامة تهاجمنا ليل نهار اسراب البعوض وجحافل الحشرات وتهدد الصحة العامة للسكان المجاورين لمحطات الصرف .. هذا ما قاله حامد مقبول - حي الرويس - مضيفا بقوله : رغم الاحتياطات القوية التي نقوم بها من عمليات رش بالمبيدات الحشرية وبالجهود الذاتية في منازلنا الا ان تلك الحشرات تتسبب في طفوحات جلدية خصوصا للأطفال وكبار السن وأمراض صدرية بسبب قوة الروائح «النافذة»، مطالبا بتكثيف الجولات الصحية لرش الشوارع المحيطة بالمحطات الى حين انتهاء ما وصفه ب «كابوس يجثم داخل الاحياء». بدون فائدة وفي سياق آخر .. وصف استاذ علم البيئة بجامعة الملك عبدالعزيز - كلية علوم البحار - الدكتور علي بن عدنان عشقي مشكلة وجود محطات معالجة مياه الصرف الصحي داخل الاحياء ب «أزلية»، لافتا الى ان سبب تضجر السكان من تلك المحطات وروائحها الكريهة المنبعثة منها ان مياه الصرف الداخلة من اجل المعالجة تخرج كما هي، ملمحا الى ان جميع المحطات في جدة تعمل بطاقة انتاجية ضعيفة جدا والبقية لا تعمل، معتبرا ان معظم المحطات عبارة عن هياكل وخرسانات دون فائدة تذكر، مبينا ان جامعة الملك عبدالعزيز وعبر عدد من خبراء البيئة في كلية علوم البحار حذروا واشاروا الى المشكلة التي تعاني منها محافظة جدة بسبب تعطل او توقف محطات الصرف الصحي وبثوا عددا من الدراسات المتخصصة في هذا الشأن وتم ارسالها للجهات ذات العلاقة للمساهمة في ايجاد حلول للمشكلة.