في تصريحات هي الأولى من نوعها، اعترف أربعة من قادة جهاز الأمن الداخلي السابقين في إسرائيل والمعروف باسم الشاباك بتنفيذ خطة تعذيب ممنهجة ضد الفلسطنيين بشكل عام والمسلمين منهم بشكل خاص من أجل الحصول على معلومات تخص المقاومة الفلسطينية وإجبارهم في آخر المطاف على الرحيل وترك أراضيهم ومنازلهم للمستوطنين. تصريحات المسؤولين الأربعة في صحيفة يديعوت أحرنوت واسعة الانتشار، جاءت في أعقاب اتهامات وجهها اليمين الإسرائيلي إلى الشاباك بتعذيب عدد من المتطرفين اليهود المتهمين بحرق عائلة الدوابشة الفلسطينية ما أسفر عن استشهاد ثلاثة من أفرادها في مقدمتهم الرضيع على الدوابشة. وكان عدد من عناصر الشاباك اعتقلوا المستوطنين الذين ارتكبوا تلك الجريمة للتحقيق معهم الأمر الذي أزعج اليمين الإسرائيلي الحاكم الذي تبنى حملة تستهدف منع أي جهاز أمني اسرائيلي من التحقيق مع مواطن يهودي بتهمة قتل أوإصابة مواطن فلسطيني. وطالبت الحملة التي يقودها عدد كبير من أعضاء الكنيست الإسرائيلي المنتمين لليمين الإسرائيلي بطرد كل مسؤول بالشاباك حقق مع المستوطنين اليهود المتهمين بقتل الدوابشة وهوالأمر الذي رد عليه كارمي جيلون الرئيس الأسبق لجهاز الشاباك بقوله: الجميع يعلمون أننا في الشاباك ننتهج الأسلوب الوعر في التحقيق مع المتهمين بارتكاب جرائم إرهابية وسبق أن مارسنا أساليب العنف والتعذيب آلاف المرات ضد الفلسطينيين والمسلمين منهم بشكل خاص فلماذا يلومون الشاباك اليوم؟ وأضاف إن ساسة إسرائيل أقاموا الدنيا ولم يقعدوها بسبب التحقيق مع عدد من المتطرفين اليهود رغم ثبوت التهمة في حقهم في وقت غض الجميع فيه البصر عن آلاف من حالات التعذيب تحدث في الشاباك لأن ضحاياها من الفلسطينيين. أما يعقوب بيري رئيس الشاباك الأسبق فزعم وجود حرب شرسة يتعرض لها الشاباك كمنظومة مخابراتية إسرائيلية وكان الأحرى باليمين الإسرائيلي عدم جر الجهاز إلى تلك الحرب الجانبية التي ستكشف أساليب عمله وهوما سيمكن الفلسطينيين من تفاديها خلال عملياتهم ضد الأهداف الإسرائيلية. أما الجنرال المتقاعد عامي إيلون رئيس الشاباك من عام 1995 وحتى عام 2000 فيزعم أن الشاباك يعمل ضد الإرهاب بكل أنواعه ولكن اليوم نفاجأ بساسة إسرائيل يريدون منا مطاردة الإرهابيين المسلمين وترك الإرهاب اليهودي حرًا طليقًا وهذا أمر يضر بالأمن القومي الإسرائيلي بشدة. أما يوفال ديسكين رئيس الشاباك من 2005 وحتى عام 2011 يقول من جانبه إنه يؤيد كل أعمال المنظومة المخابراتية الإسرائيلية التي تستهدف في الأساس أمن إسرائيل.