أكدت دراسة اقتصادية حديثة أن تجار التجزئة العقارية بدأوا في 2016 بإعادة النظر في خططهم السوقية التوسعية للتقليل من مخاطر الاستثمار خصوصاً في قطاع التطوير العقاري وتوجههم نحو الصناديق العقارية نتيجة للتباطؤ الاقتصادي والترشيد الحكومي وتقليل المصروفات، جراء انخفاض اسعار النفط لأكثر من 50%، لكن تلك الدراسة توقعت بانتعاش القطاع مستقبلا، خاصة مع الخطط الحكومية وزيادة عدد الحجاج والزوار ومضاعفة القدرة الاستيعابية لمطار جدة بوابة الحرمين وثاني أهم مدن المملكة لنحو 30 مليون مسافر سنوياً. وقالت «سنشري 21 السعودية» في تقرير لها حول نظرة عامة على السوق العقاري في جدة 2016: إن النشاط العقاري في مدينة جدة اتسم بشكل عام ببطء كغيره في مناطق المملكة نتيجة انخفاض في عدد صفقات المتاجرة في الأراضي بفعل تداعيات الضريبة الجديدة التي فرضت على الأراضي البيضاء التي أوجدت حالة من الحذر في السوق. وارجعت الدراسة المحفز الرئيس للطلب بقطاع التجزئة العقارية السابق واللاحق بمدينة جدة إلى ازدياد نسبة السكان الشباب بالمملكة وما ستتبعه من زيادة الوعي بالعلامات التجارية الشهيرة وتحسن القوة الشرائية في الفترة السابقة والمستقبلية المتوقعة. وأشارت إلى أن السياحة الداخلية تعتبر عنصراً هاما في حفز الطلب على مساحات التجزئة، مستدركة أن استراتيجية الحكومة بزيادة الإيرادات من القطاعات غير النفطية بزيادة فرص الحج والعمرة وتشجيع السياحة الدينية سوف تؤدي إلى زيادة الطلب على مساحات التجزئة في السنوات القادمة في ثاني مدن المملكة من حيث السكان وبوابة الحرمين، بإيجاد سوق مزدهر للزوار من رجال الأعمال والحجاج والمعتمرين. وأضافت:»إن الخطة الحالية لتوسعة مطار الملك عبدالعزيز الدولي ستزيد سعة المطار إلى 30 مليون مسافر سنويا يسافرون من وإلى جدة لإغراض دينية أو تجارية مما يتطلب توسع سوق التجزئة من حيث المساحات القابلة للتأجير والإيرادات. وألمحت إلى استقرار إيجارات محلات التجزئة في أغلب مناطق مدينة جدة، مع وجود انخفاض طفيف في بعض مراكز التجزئة القديمة والعقارات العتيقة، بالإضافة إلى تغيير طفيف في فئات الإيجار بكل أنواع مراكز التجزئة، مع زيادة بنسبة %4 في إيجارات المراكز الإقليمية خلال العام بينما بلغت تلك النسبة أقل من %8 بالنسبة للمراكز الإقليمية الكبرى. وذكرت أن معدل المساحات الشاغرة يتراوح ما بين %5 إلى %8، مع زيادة معدل المساحات الشاغرة بمراكز التسوق العتيقة بسبب انتقال تجار التجزئة من تلك الأسواق القديمة إلى مواقع إستراتيجية حديثة وسط المدينة. وعن إيجارات قطاع محلات التجزئة الفاخر فبينت أنها تتراوح ما بين 1,800 ريال و 2,600 ريال للمتر المربع بسبب مزيج العلامات التجارية الفاخرة التي تضمها والموقع الإستراتيجي الذي تحتله وأعداد المتسوقين التي تؤمه، أما مراكز التجزئة والمولات الصغيرة فإنها تؤجر مساحات التجزئة بها بأسعار ما بين 1500 ريال و 2000 ريال للمتر المربع.