أكد السفير بلومفيلد المساعد السابق لوزير الخارجية الأمريكي فى تصريحات ادلى بها ل»المدينة» من باريس:أن الصمت الدولى شجّع النظام الايرانى على مواصلة انتهاكاته دول الجوار وتدخلاته فيها مشيرا الى ان الاكتفاء بتوجيه اللوم للمليشيات العميلة له ليس كافيا وقال بلومفيلد: إنه من الطبيعي أن تشعر السعودية بالقلق من جراء التهديدات التي توجّه إليها من حدودها الجنوبية مع اليمن، وانه ليس من المستغرب أن يكون ردّها عسكريًا على سيطرة الحوثي على صنعاء وهذا حق من حقوقها الذى لا جدال فيه وشدد على انه ينبغي أن يكون هناك صوت موحد من قبل الدول المجاورة لإيران والمجتمع الدولي لدفع طهران عن التوقف لتدخلاتها العدائية في الشؤون الداخلية لجيرانها. المجتمع الدولى مطالب بإيقاف السلوك العدوانى لطهران وحول الدور المطلوب من المجتمع الدولي لقطع الطريق أمام الهيمنة الإيرانية في سوريا والعراق، أجاب بلومفيلد أنه لا يوجد سبب يجعل المجتمع الدولي يغض الطرف عن استهداف الأقلية السنية في إيران، وأن تتحدى كل من الشعب السوري والمجتمع الدولي من خلال دعمها لنظام بشار الأسد الديكتاتوري في دمشق. وقال: إنه ينبغي أن يكون هناك صوت موحد من قبل الدول المجاورة لإيران والمجتمع الدولي لدفع طهران عن التوقف لتدخلاتها العدائية في الشؤون الداخلية لجيرانها. واستطرد: إن نظام الملالي يرفض بشكل دائم ويقاوم مثل هذه الضغوط، ولكن إذا التزمت الدول الأخرى بالصمت، فإن إيران ستواصل تماديها في ممارسة سلوكياتها العدوانية في المنطقة والعبث بأمنها واستقرارها، دونما أيما اكتراث بقتلاها من الحرس الثوري والمبالغ الطائلة التي تنفق في دعم حلفائها في المنطقة من الأنظمة الموالية لها ومن الميليشيات الشيعية التابعة لها. ولاية الفقيه وداعش وجهان لعملة واحدة بلومفيلد مضى قائلا: ينبغي أيضًا بذل الجهود لإيصال الرسالة للشعب الإيراني حول ما تنفقه حكومته من أموال طائلة لزعزعة استقرار دول الجوار. كما يتطلب الأمر أن يواجه الرئيس الإيراني ووزير الخارجية بانتهاكات الحكومة الإيرانية المتواصلة للمعايير الدولية وللقانون الدولي، وما يتطلبه ذلك من تركيز الانتباه على ممارسات تلك الحكومة العدوانية وغير المشروعة، وهو ما من شأنه أن يدفع بقية العالم إلى ممارسة المزيد من الضغوط على النظام الإيراني للتصرف بمسؤولية أكبر. وفي سؤاله عن تقييمه للدور السعودي في التصدي للهجمة الإيرانية عن طريق عميلها الحوثي لإسقاط الشرعية في اليمن وتحويله إلى منطقة نفوذ تخضع لولاية الفقيه، أجاب أنه من الطبيعي أن تشعر السعودية بالقلق من جراء التهديدات التي توجه إليها من حدودها الجنوبية مع اليمن، وانه ليس من المستغرب أن يكون ردها عسكريًا على سيطرة الحوثي على صنعاء. واستطرد أن هناك فرقا كبيرا بين نظام الحكم في المملكة الذي يعتبر الواجبات الدينية في مقدمة أولوياته، وبين نظام ولاية الفقيه الذي يجمع بين سيادة الدولة والسلطة الدينية ممثلة بشخص واحد فقط، وهو نفس النظام الذي ينتهجه تنظيم داعش الإرهابي، وهو نظام لم يظهر في المنطقة منذ مئات السنين حتى جاء آية الله الخميني وطبقه في إيران بعد ثورة 1979 ضمن ما يعرف ب «الديكتاتورية الدينية». وأضاف بلومفيلد أنه لن يحل الاستقرار في الشرق الأوسط حتى يتم الفصل بين هاتين السلطتين في إيران، وأيضًا في اليمن. ردع التمدد الإيراني في المنطقة ضرورة في إجابته على سؤال حول أفضل السبل لمواجهة تمدد النظام الإيراني في اليمن وسوريا والعراق قال بلومفيلد: بداية ينبغي على الإدارة الأمريكية دعوة إيران إلى وقف عدوانها على دول الجوار، مضيفًا: إن توجيه وسائل الإعلام اللوم لفيلق القدس وقوات الحرس الثوري الإيراني في سوريا والميليشيات الشيعية الموالية لها والتي تضم ميليشيات حزب الله وأخرى عراقية وأفغانية ليس كافيًا، وانه ينبغي بذل المزيد من الجهود لوقف الدعم الإيراني للحوثيين في اليمن وشحنات الأسلحة السرية التي تهرّب إليهم من قبل الحرس الثوري الإيراني. كبح طموح إيران النووى أولوية «المدينة» طرحت السؤال الأخير لبلومفيلد حول تصوره لموقف الادارة الامريكية الجديدة إزاء إيران، فرد قائلا: انه رغم العديد من الانتقادات التي وجهت للاتفاق النووي الإيراني، إلا أن الاتفاق يضع بعض القيود على قدرات إيران النووية لبناء سلاح نووي خلال مدة سريان الاتفاق. كما أن الاتفاق النووي لم يحدد كيفية استخدام إيران لأموالها التي ستفرج عنها الولاياتالمتحدة. والطريقة الوحيدة لمواجهة التهديدات الإيرانية والتي ينبغي للإدارة الأمريكية الجديدة أخذها في الحسبان تتمثل في جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات المفصلة حول كيفية إنفاق إيران لهذه الأموال وحث كافة دول العالم على إدانة طهران لممارساتها لكافة تلك الانتهاكات، ومطالبتها بمسؤوليتها أمام المجتمع الدولي عن تلك الانتهاكات. واختتم بلومفيلد حديثه ل»المدينة» بالقول انه إذا ثبت انتهاك إيران لاتفاقها النووي مع دول الغرب فإنه يجب مطالبتها باتخاذ إجراءات علاجية كاملة، أو مواجهة احتمال اتخاذ دول (5+1) الوسائل الأخرى لكبح طموحاتها النووية.