يواصل النظام الإيراني انتهاك وخرق قواعد وقرارات الشرعية الدولية من خلال المضي في بناء منظومة الصواريخ الباليستية التي تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة، وتستمر في مشروعها النووي الذي يشكل خطورة ليس على أمن المنطقة فحسب بل على أمن العالم. وجاءت تهديدات قائد الحرس الثوري الإيراني علي جعفري بزيادة حجم ومدى الصواريخ الباليستية، لتؤكد مجددا أن المنظومة الصاروخية والنووية الإيرانية تمثل تهديدا بالغا لدول المنطقة في إطار أهداف الملالي لاستمرار التخريب والتدمير ونشر الفكر الطائفي والتدخل في شؤون دول المنطقة، كما يحدث في اليمن عبر ميليشيات «الحوثي»، وفي سورية من خلال ميليشيا «الباسيج»، وفي لبنان عبر ميليشيا «حزب الله».. هذه الممارسات التخريبية تؤكد ضرورة التصدي للتهديدات الإيرانية ليس فقط بالتصريحات بل بالحسم والحزم وعبر عقوبات أشد قسوة ضد نظام ولاية الفقيه، خصوصا أن الرئيس الأمريكي ترمب، اتهم طهران بانتهاك روح الاتفاق النووي بسبب تجاربها الصاروخية الباليستية، كما رفض أخيرا التصديق على التزامها بالاتفاق، فضلا عن ضرورة التزام طهران بمطالب قرار مجلس الأمن 2231 الذي صدر في أعقاب الاتفاق النووي عام 2015، بعدم تطوير صواريخ باليستية قادرة على حمل رؤوس نووية، وهو الأمر الذي لم تلتزم فيه طهران وضربت به عرض الحائط. وأصبح وضع الحرس الثوري في قائمة الإرهاب مطلبا عالميا، في ضوء الاتهامات الموثقة بتورطه في جرائم إرهابية، خصوصا بعد إعلان إستراتيجية ترمب إزاء إيران أخيرا، وتأكيد أن الحرس الثوري يستحوذ على جزء كبير من الاقتصاد الإيراني لتمويل الحرب والإرهاب في الخارج، وبالتالي يجب على الإدارة الأمريكية استخدام صلاحياتها لعرقلة النشاطات التخريبية للحرس الثوري الإيراني، مع إصرار طهران على بسط نفوذها ودعم ميليشياتها الطائفية في العراق وسورية واليمن، وتأكيدها على المضي قدما في برنامجها الصاروخي المهدد لأمن المنطقة والعالم وانتهاج سياسة إرهابية طائفية بعيدة كل البعد عن القوانين والأعراف الدولية واحترام دول الجوار. ولعل ما جاء في بيان مجلس الوزراء السعودي أمس الأول، بشأن إدانة إيران ودعمها للميليشيات الحوثية بالأسلحة والذخائر، وتحميل النظام وأدواته مسؤولية العبث بأمن المنطقة، ما هو إلا رسالة قوية مفادها أن السعودية لن تسمح بأية تجاوزات إيرانية تحت أي ظرف من الظروف.. ومن هنا فإن وضع الحرس الثوري الإيراني على قائمة الإرهاب سيكون بمثابة بداية النهاية لهذه الميليشيات الإرهابية التي تعيث فسادا وقتلا في الأرض.