سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
د, صالح السدلان : الإعلام الوسيلة الأولى لنشر الإسلام بعد المسجد! الجزيرة تناقش أسباب عزوف الدعاة عن المشاركة في وسائل الإعلام
الذين لا يشاركون لم يفهموا حكم الشرع على وجهه الحقيقي
الإعلام بشتى صوره يجب الإفادة منه لأهميته الكبيرة في العمل الدعوي عزوف بعض الدعاة سببه عدم تهيؤ الفرص في وسائل الإعلام!! * كتب مندوب الجزيرة: نعيش في عصر اتضح فيه تأثير العلم والتكنولوجيا الحديثة في كل مجالات الحياة، والتطورات مستمرة ودائمة، لا بل إنها متسارعة ومتلاحقة، وهذا العصر الذي نحياه مازالت قضية الدعوة واجبة فيه، لا بل ملحة، وخصوصاً انه قد تعددت الحاجات والقضايا والأمور، وأصبح لزاماً على الداعية ان ينشر الخير والفضيلة وألا يقتصر ذلك النشاط الدعوي على المسجد، وألا يكون هناك عزوفاً من طلبة العلم عن المشاركة في وسائل الإعلام المتعددة لنشر الخير. الجزيرة بحثت مع عدد من رجال الدعوة أسباب عزوف الكثير من الدعاة وطلبة العلم عن المشاركة الإعلامية حتى يعم الخير والنفع للجميع. أثر الإعلام عظيم جداً! يؤكد فضيلة الشيخ د, صالح بن غانم السدلان الداعية وأستاذ الدراسات العليا بكلية الشريعة بالرياض ان وسائل الإعلام اليوم هي الوسيلة الأولى لنشر الإسلام بعد المسجد وانها من ابلغ الوسائل وقد تكون لبعض الناس أكثر تأثيراً من المسجد ومن المنبر ومن خطبة الجمعة وغير ذلك فوسائل الإعلام لا يستهين بأمرها واثرها وتأثيرها إلا من يجهل ذلك فأثر وسائل الإعلام لاشك انه عظيم وعظيم جداً وان له تأثير ولهذا فان الناس أمام وسائل الإعلام والمشاركة بها على أقسام منهم من يجهل فائدتها واثرها ويرى نفسه لا يتعامل مع وسائل الإعلام ويظن ان الناس كذلك لانه لا يتعامل لا مع جريدة ولا مع راديو ولا مع تلفاز ولا مع أي وسيلة من وسائل الإعلام وإنما هو رجل مؤمن فيه خير كثير يعرف المسجد ويصلي، من عمله الى بيته الى صلاته ولا يعرف وسائل الإعلام ولا يتعامل معها فتجد هذا النوع من الناس يرى أن وسائل الإعلام لا دور لها ولا أثر وكأنها لا شيء لأنها بالنسبة له وجودها وعدمها سواء، القسم الثاني من الناس مصاب بعجز داخلي في نفسه ولايجد مبرراً إلا ان يقول ان وسائل الإعلام لا أثر لها ولا فائدة، القسم الثالث من الناس من الذين لا يشاركون في وسائل الإعلام أناس لم يفهموا حكم الشرع على وجهه الحقيقي فظنوا ان وسائل الإعلام تلك التي تنشر اموراً غير مشروعة أو محرمة وانه لايجوز المشاركة فيها بأمور مطلوبة مشروعة لايجوز فيها التعليم بها الدعوة الى الله لأنها تنشر أشياء محرمة فلا يجوز سلوكها لنشر الخير وهذا فهم خاطئ لاشك في ذلك. ومضى السدلان في حديثة قائلاً أنه ولاريب وان الواجب على طلاب العلم المشاركة في وسائل الإعلام وأنت أيها الإنسان المسلم العالم إذا شاركت في وسيلة من وسائل الإعلام حتى ولو كانت من الوسائل التي تبالغ في نشر ما لا ينبغي نشره فأنت حال مشاركتك أنت ملكت الوقت ذلك الجزء من الوقت الذي تتكلم فيه وتبين فيه وتذكر فيه هذا كله ملكك وتقول فيه ما تشاء والآذان مصغية لك أو ماشاء الله منها وهي لا تسمع الشيء الآخر الذي يخالف الذي ماتقول ثم إذا ذهبت وغادرت هذه الشاشة وجاء من بعدك بكلام محرم منهي عنه فإما ان تكون أثرت في الشخص الذي استمع لك وإما ان تكون اوجدت عنده ترددا وشكا أو انك توجد عنده داع داخلي في نفسه ربما يأتي يوم من الأيام يكون هو المتغلب فلا يسمع لما لا يجوز سماعه ويتأثر بكلماتك التي قلت وبتوجيهاتك وارشادك فتكون أنت السبب في هداية هذا الإنسان. الدعوة واجب ديني بنص القرآن والسنة أما فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله العمار وكيل وزارة الشؤون الإسلامية لشؤون المساجد والدعوة والارشاد فيقول: إن الدعوة الى الله سبحانه وتعالى من افضل الأعمال وهي رسالة الأنبياء، والله سبحانه وتعالى جعل هذه الخيرية في الأمة التي اخرجها للناس لان الدعوة سمة من سماتها، قال تعالى كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر , والدعوة الى الله هي تبليغ الإسلام للناس، وتعليمهم إياه وتطبيقه، وموضوع الدعوة هو الإسلام لشموله وكماله، والدعوة الى الله سبحانه وتعالى منذ نشأتها وهي تقوم على الكتاب والسنة، فإن أصول الدعوة لابد لها ان تكون شرعية قائمة على أصل شرعي في مناهجها وخططها وأساليبها ووسائلها، والدعوة لابد لها من داع ومدعو ووسيلة للدعوة. والداعي هو الركن الأول لهذا الدين لأنه هو المبلغ للإسلام والمعلم له والساعي لتطبيقه، يقول الله تعالى: يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيرا . والدعوة الى الإسلام واجب ديني بنص القرآن، والحديث، والإسلام فرع من قيمة الإنسان وكرمه ويهدي للتي هي أقوم، وينشر الفضيلة والطهر والمحبة. وقال الشيخ العمار: إن الإعلام بشتى صوره الإذاعية والتلفازية والصحافة من الوسائل التي يجب الإفادة منها لأهميتها الكبيرة في العمل الدعوي والتأثير في نفوس المتلقين، فهي تظهر للعالم سماحة الدين الإسلامي وعقيدته الصافية وتعاليمه السمحة بلغات مختلفة، وان الإسلام هو المثل الأعلى للإنسانية، كما يتم عن طريق وسائل الإعلام الرد على حملات أعداء الإسلام، وبيان ما في هذه الحملات من زيف وأباطيل، وقد استفاد منها الكثير من الدعاة والعاملين في هذا المجال. وهناك تلازم بين الإعلام والدعوة من حيث مقومات كل منهما، لأنه لابد للدعوة من الداعية والمدعو والدعوة وهذه هي العملية الدعوية وكذلك الإعلام لابد له من ملق ومتلق وموضوع. لذا فإن الداعية وهو الذي يقوم بتبليغ رسالة الله الإسلام الى الناس عليه ان يستغل وسائل الإعلام الحديثة بجميع صورها في نشر دين الله، وتبصير الناس بحقائق الإسلام الناصعة والانتفاع بهدي الإسلام لمعرفة طريق الرشاد، وحماية المسلمين من الانحراف والانخداع بما يروجه أعداء الإسلام من دعايات مغرضة وأباطيل ملفقة للتشويش على الدعوة الإسلامية، وإظهار ان الإسلام دين يتفق مع الفطرة وأنه النظام الإلهي الكامل لإسعاد الإنسانية. مؤكداً انه إذا وجد عزوف من بعض الدعاة عن المشاركة في وسائل الإعلام فقد يكون بسبب عدم تهيؤ الفرصة لهم في وسائل الإعلام، لذا ندعو وسائل الإعلام المتعددة تهيئة الفرص للدعاة للمشاركة في نشر دين الله ونشر الخير والفضيلة. المشاركة مطلوبة أما الدكتور فالح بن محمد الصغير الاستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض فقال: لقد أصبح العالم اليوم كالقرية الواحدة هكذا يقولون ولا شك ان ذلك بعد فضل الله سبحانه وتعالى بسبب وجود وسائل الإعلام والاتصال المختلفة والتي يزخر بها العالم يومياً، فأصبح من الضرورة بمكان أن يوجد صوت الإسلام قوياً في هذه الوسائل ليصل الى اسماع المعمورة كلها، وهذا يتطلب من العلماء وطلاب العلم والدعاة المشاركة الفاعلة في هذه الوسائل المتاحة اليوم كل بحسب اختصاصه وميوله ورغباته، ولكن الناظر في هذه الوسائل وبرامجها يجد أن الغالب عليها لا يخدم الإسلام ولا يمت له بصلة بل إن كثيراً من هذه البرامج تهدم فضائل الإسلام، وتخدش مكارمه، وتسيء إلى مبادئه. ومما يجده المتأمل فيها يدرك أن مشاركة المعنيين من العلماء وطلاب العلم أقل من الواجب، ولعل لقلة هذه المشاركة أسباب متعددة، بعضها محل نظر وتأمل، وبضعها تخوفات لا محل لها في الواقع ومن أهمها ماينظر اليه البعض من النظرة الشرعية بمعنى ان هذه الوسائل تبث من خلال برامجها كثيرا من المحظورات الشرعية فلا يرى خلط المواد الشرعية مع هذه البرامج، وهناك من لا يستطيع المشاركة بمعنى أنه ليس لديه القدرة على الكتابة ان كانت الوسيلة صحفية، أو الإلقاء والمشاركة ان كانت مسموعة أو مرئية، وكثير منهم غلبت عليه المشاغل العلمية كالأبحاث والفتاوي وغيرها وهناك من يرى أنه ليس عنده أهلية، ويوجد رغبة لدى عدد منهم لكن لا يرى التشجيع المناسب من القائمين على هذه الوسائل، ويتداول البعض ما يسمع من بعض المسؤولين عن الصحف من تغيير وتحريف لبعض المقالات ومن ثم لا يشارك بشيء مما لديه لئلا يغير ويحرف. وقدم د, الصغير مجموعة من الاقتراحات وهي: أن يعمل القائمون على المؤسسات الإعلامية ممثلين بالمسؤولين عن البرامج الشرعية والصفحات الإسلامية بالمكاتبة الجادة والمتابعة الفردية لمن يرى أهليته لذلك. ان يحتسب أهل العلم والمعرفة في المشاركة بقدر الاستطاعة ولو لم تنجح هذه المشاركة النجاح المؤمل والمطلوب ولكن مايدرك كله لا يترك جله. ان يتم التعاون بين المسؤولين الإعلاميين بالتعاون والتنسيق فيما بينهم فان في التعاون خيرا وفائدة للمسلمين بعامة. على المسؤولين عن الصحافة الإسلامية والبرامج الشرعية تنويع تلك البرامج والأشخاص فلعل ما لا يقبل من فلان يقبل من الآخر. على الجامعات والدور العلمية والتربوية الأخرى ان تشجع منسوبيها وان تطالب المؤسسات الإعلامية بإيجاد صفحات وبرامج لها تبث من خلالها ما يفيد الناس، ومن ثم تشارك الجامعة وغيرها في خدمة المجتمع.