شهد تجمعنا الطلابي، قبل أسابيع قليلة، في كل من أستراليا ونيوزيلندا، تجربة تعليمية تنموية رائدة حين نظمت الملحقية الثقافية في أستراليا عملية انتخاب رؤساء الأندية في كل من أستراليا ونيوزيلندا، لترشيح رؤساء الأندية الطلابية، في تلك القارة. ولتلك التجربة، التي تعبر عامها الثاني هناك، عوائد مهمة على مسيرتنا التنموية الشاملة؛ فقد أصبح من المستقر عند المهتمين وذوي الاختصاص..... ......أن العوائد المباشرة لبرامج الابتعاث تتمثل في التحصيل العلمي وامتلاك الشهادة العليا بنسبة لا تتجاوز عشرين في المائة من العوائد الكلية لبرنامج الابتعاث، في حين تبقى النسبة الأكبر (80%) تقريبا لعوائد غير مباشرة يتمايز فيها الطالب المبتعث عن غيره من الطلاب الذين لم تتح لهم فرصة الابتعاث. كما تختلف الفرص المتاحة أمام الطلاب لتحقيق درجات متقدمة من هذه النسبة حسب مكان الابتعاث وفاعلية بيئته الإدارية والتعليمية والثقافية والاجتماعية. وتتمحور هذه العوائد غير المباشرة فيما يكتسبه الطالب من معلومات ومعارف ومهارات وسلوكيات وتصورات عن الكون والحياة مرتبطة بالحدود الجغرافية والسياسية للدولة المبتعث إليها. لقد تحقق لطلابنا هناك تجربة فريدة، تمخض عنها صعود عدد من الطلاب عبر عملية الترشح والانتخاب الجمعي إلى مقاعد إدارات الأندية. فعبر تجربتها للعام الماضي، ولهذا العام، تبرهن ملحقيتنا الثقافية في أستراليا عزمها الرشيد على إتاحة الفرصة أمام طلابنا لينهلوا من مواطن التجربة الإنسانية المحيطة، وليشاركوا بفعالية في اتخاذ القرارات الأقرب لهم والأهم لدعم ومساندة برنامجهم العلمي، ولتحقيق احتياجاتهم المعرفية المتعددة من بلاد الغربة والابتعاث. وحسب تجربة شخصية؛ حيث شرفت بإدارة نادي الطلبة السعوديين في مونتريال فيما بين الأعوام 1994 - 1997م، خلال دراستي هناك لمرحلة الدكتوراه في الإعلام، أستطيع أن أؤكد أن أندية الطلاب ليست مجرد أماكن لقضاء وقت الفراغ، لكنها مواطن فكرية وثقافية واجتماعية مهمة جداً، ترنو إليها أفئدة الطلاب، وتأوي إليها أرواحهم وأجسادهم، من حين إلى حين، لتجد فيها حنين الوطن، بعد عناء الغربة، وأنس الأهل وما استقر من أنماط العيش من العادات والتقاليد. وكانت التساؤلات تتركز دائماً حول من هو ذاك الطالب (النجيب) الذي يمكنه أن يقود دفة النادي فيحقق آمال وطموحات الطلاب الآخرين وعوائلهم؟ إن التوظيف الأمثل للتقنيات الإلكترونية المعاصرة، التي استخدمتها الملحقية الثقافية في أستراليا، متغير مهم في دعم تجربة الشباب من الجنسين للدخول باقتدار في هذه التجربة الإنسانية المعرفية المصلحية المهمة، ولخوض غمار المنافسة الشريفة، وللتحفيز على المشاركة الفاعلة، التي أثبتت حيويتها، هذه المرة، بدخول المرأة وفوز إحدى الطالبات؛ لأن المعيار هنا هو الكفاءة والثقة والقدرة على إثبات الذات. هنيئا لمجتمعنا ببرامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، وهنيئا للبرنامج برجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه. وشكر خاص للدكتور علي البشري، وأمثاله من رجالات وطننا العزيز، الذين يتابعون بعناية كبيرة تلك البرامج التي تجعل طلابنا يعودون وقد تمرسوا في فنون إدارة الحياة. [email protected]