أشهرٌ قليلة وينتهي عقدا نجمي الكرة السعودية عبده وأحمد عطيف مع نادي الشباب، وإذا لم يتم الاتفاق مع ناديهما الشباب فسيتم وضعهما على لائحة الانتقال، وهنا على الراغب بهما أو بأحدهما أن يقدم عرضاً بما فيهم نادي الشباب ويتم فتح المظاريف ويفوز باللاعبين أو أحدهما صاحب العرض الأعلى، بحيث يكون نصيب الشباب 70% من قيمة العرض و30% للاعب أي حين يقدم الشباب عرضاً ب33 مليون ريال فإن القيمة الحقيقية التي يدفعها للاعب هي 10 ملايين والباقي 70% يعود لخزينة النادي، بينما يجب أن يقدم أي نادٍ آخر هذا المبلغ كاملاً وهذا مسار نظامي ولا غبار عليه في عصر الاحتراف. ولكن إذا كان الوضع واضحاً بهذا الشكل فلماذا كل هذه الضجة والسجالات الإعلامية حول هذا الموضوع؟ وما الذي دفع الرئيس الشبابي خالد البلطان للتحذير من أن هناك من يحرض النجمين ويخرب مفاوضاته معهما؟.. كلام البلطان وهو الأقرب لهذا الموضوع والأدرى بتفاصيله، يؤكد دخول أطراف في مفاوضة اللاعبين قبل نهاية عقديهما، وهي مسألة جدية وليست مجرد توجس وتوقعات، كما حدث من قبل حين تمت مفاوضة اللاعب الشبابي يوسف الموينع وهو مسجل هاوٍ في كشوفات اتحاد الكرة كلاعب شبابي.. كما أن القريبين من البيت الشبابي والمطلعين على دهاليز أنظمة الاحتراف يعون تماماً أن هناك ثغرات في نظام الاحتراف يمكن أن تستغل وأن هناك من (يعزف) على أوتار القانون، ولا يتوانى عن استخدام الأساليب غير الرياضية، خصوصاً أن وكيل أعمال الأخوين عطيف الأستاذ إبراهيم موسى ستنتهي مدة عقده معهما قبل نهاية عقدهما مع ناديهما، وسيتهافت العديد من وكلاء اللاعبين للتوقيع معهما للحصول على 10% من قيمة العقد الجديد، وبعض هؤلاء الوكلاء الجدد مدفوعون من ناد أو أكثر للتحايل على النظام بطريقة (الكبري) وهي طريقة معروفة تبدأ برفض اللاعب المحترف لكل العروض المقدمة له سواء من ناديه أو غيره وهذا يعني رفضه للاحتراف، وعندها يحول إلى لاعب هاو حسب النظام، وهنا يبدأ المنعطف الخطير حيث يحق للاعب الهاوي أن ينتقل لنادٍ خارج السعودية بدون موافقة ناديه ولكن بشرط موافقة اتحاد الكرة وبشروط ميسرة (أحياناً) ثم يعود لنادٍ سعودي آخر بطريقة (الكبري) وبذلك يضيع حق ناديه الأصلي (70%) ويأتي اللاعب على طبق من ذهب للنادي الآخر، وتتم تسوية الأمور المالية معه من تحت الطاولة، بنصف تكلفة المسار النظامي!!. وهذا برأيي الشخصي ما استشعره الرئيس الشبابي ودفعه للتحذير من المتربصين والمتلاعبين سواء كانوا أندية أو وكلاء أعمال أو وسطاء عاديين، ورغم ثقة الجميع وثقتي الكبيرة بالأخلاقيات الرفيعة للأخوين عطيف، وثقتي برفضهما لمثل تلك الأساليب، إلا أنني أجزم بأن هناك من قدم لهما هذا العرض رغم خطورته، فالوسيط سيكسب بالملايين لو نجحت هذه الحيلة، ولن يخسر شيئاً لو انكشفت اللعبة سوى سمعته التي قد لا تكون أصلاً في وضع جيد، بينما سيخسر اللاعب كل شيء، ولكنني أيضاً أثق تماماً بأن اتحاد الكرة السعودي يملك من الدراية والإحساس بالمسؤولية، ما يكفي لإحباط مثل هذا المخطط أو غيره، وسيعاقب المتسبب كائناً من كان، حماية لسمعة الرياضة السعودية وحفظاً لحقوق الأندية ومستقبل العملية الاحترافية، إضافة لمعرفتي التامة بأن الرئيس الشبابي خالد البلطان قدم الكثير لنادي الشباب وسيواصل العطاء بالتجديد للنجمين أحمد وعبده عطيف بالطرق النظامية، ليضرب بسيف النظام هامة التلاعب والمكر. وخلاصة الكلام أن الرئيس الشبابي لم يتكلم من فراغ ولم يحذر بدون سبب بل أحسن صنعاً حين أطلق تحذيره مبكراً حرصاً على حماية حقوق ناديه.. فرسالته واضحة وجاءت في الوقت المناسب، وعلى دروب التنافس الشريف نلتقي.