تحط قوافل الشعر من كل مكان في دمشق.. وتحضر فلسطينوالقدس وشعراء الأرض المحتلة في حمص وحلب وحماة يحتفلون بالقدس والشعر وما تبقى من هذا العام الذي توّج القدس عاصمةً للثقافة العربية عام 2009 رغم ما بها من الآلام وسعي المحتل لاحتلال ثقافتها وفرحها وبهجة الحياة من كل ملامحها. تهطل سماء دمشق مطراً وشعراً وينبت ياسميناً فوق عرش القصيدة وغيماً في سمائها يرافق قوافل الشعر أينما اتجهت بالقدس محملة على حناجر الشعراء، شهدت شتاءً مبكراً احتفل بكل من حضر دمشق وكأنه أراد أن يقول هذه السماء تخضب الأرض بحناء المطر وتبارك القدس بخيرها، وترحب بشعراء عالمنا العربي وشعراء الأرض المحتلة الذين قدموا من هناك محمّلين بما حملوا من عناء وألم يكمده هذا الجمع من الشعر وبهجة لقاء الأحبة على أرض دمشق أقدم عاصمة في التاريخ وأرض الأمويين ومهد صلاح الدين. ما أعذب فلسطين حين قلّدها الشعراء قصائد من بنفسج وطوّقتها دمشق بأكاليل الياسمين الدمشقي.. ما أسعد فلسطين وقد التم شمل القصيدة العربية في ليالي اجتمع بها شعراؤها القادمون من أرضها وأولئك الذين أبعدتهم سلطات الاحتلال ليجمعهم منبر الشعر ومدن لطالما اشتاقت تلك الديار وأهلها ففتحت أذرعتها لفم القصيدة التي قطرت شهداً وحباً.. افتتح معالي وزير الثقافة السوري د. رياض نعسان آغا مهرجان الشعر الفلسطيني ولبست القدس ثوباً طرزته الكلمات والأشواق وكان للقادمين من هناك من أرضها زوادتهم الشعر والمحبة كلمات وقصائد من حنين وأمل. كان لي شرف التقاء من قرأت لهم وسمعت عن نضالهم وقد وسمتهم فلسطين بوسام المجد والبطولة.. الشاعر الفلسطيني الكبير يوسف الخطيب هذا الإعلامي الذي قطع عمره ما بين الشعر والوطن الذي احتفظ به في شرايين نبضه يسعفه كلما تكاسل العمر ووهن الأمل، خالد أبو خالد الشاعر والمناضل الثوري كذلك قصائده وكذلك لهجته التي لم يضعفها تقدم السنوات أو يخبو بها الأمل يوماً المتوكل طه الشاعر ثم رئيس اتحاد أدباء فلسطين ووكيل وزارة إعلامها، مراد السوداني رئيس بيت الشعر الفلسطيني وكل من حضر يلملم ذكرياته وأشجانه وأشواقه ويسكبها في آنية الشعر. شرف عظيم لي أن أحلّق كشاعرة في فضاءات أبت على الانكسار وهزيمة الشاعر الذي يجدد الوطن حضوره كلما طغى الألم ونكبة الاحتلال على أفراحه. هذه فلسطين التي تنهض كالفينيق تنفض الرماد وتعود تحلّق عالياً ويحلّق بها أحبتها. المملكة تستعد في الأيام القادمة لاستقبال قوافل الشعر واحتضان أيام مقدسية فلسطينية تنظّمها وزارة الثقافة والإعلام السعودية.. تستعد لاحتضان الشعر والشعراء وتلك القوافل التي سوف تأتي من فلسطين قاصدة أرضها تحط رحال الفنون الفلسطينية وتعانق الأحبة في المملكة. هذه فلسطين وتلك القدس التي تحضر إن عزَّ علينا أن نكون على أرضها بسبب القيد والحصار وهذا هو الأمل الذي يبقى فينا يتجدد كلما حضر الشعر وبسط أجنحته محلقاً بأرواحنا إلى حيث بيت المقدس وكل المدن الفلسطينية العصية على الانكسار والهزيمة. آخر البحر من ديواني.. نوارس بلون البحر غنّي.. أحبك أن تغني فاعطني ناياً.. أغني وأعطني قلباً أخبئُ فيه همّي والحكايا.. أعطني روحي ترفرف في قباب القدس والأقصى فأخلُصُ من حنيني إنَّ قيدي من حنينٍ واشتياق.. غنّي مواويل الحنين يا ميجنا يا ميجنا ويا ميجنا [email protected]