كانت المملكة المغربية موعدنا في دارها البيضاء وفي حضن البيت السعودي حيث مؤسسة الملك عبدالعزيز للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية التوأم لمكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض والتي نظمت جائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة في عامها الثاني تحت رعاية خادم الحرمين وبحضور مستشاره رئيس أمناء الجائزة الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز. الحضور كان عالمياً وعربياً من مختلف أنحاء المعمورة.. الحضور إعلامي وثقافي ومعرفي ورسمي بل أيضاً من أولئك الذين شوقهم الحنين لشرقنا العربي أن يحضروا حفل الجائزة التي تناقلتها وسائل الإعلام المقروءة والمرئية التي تأتي ضمن رؤية خادم الحرمين الشريفين في توطيد الحوار مع الآخر والتلاقح الثقافي والمعرفي والفكري والتي تعد جائزته حفظه الله العالمية للترجمة سبيلاً لتحقيق هذه الرسالة السامية والرؤية العميقة الواعية لدعم الحوار الإنساني والتلاقح المعرفي. كانت المملكة تشرق بشمسها في السماوات الممطرة التي توشك أن تخلع معاطفها لترتدي الشمس والصيف، تسابق مراكبها موج المتوسط الذي تلألأ بالنوارس والنجوم.. وتلك المساءات الباردة لا يمكن أن تنسى حيث ترفرف نسائمها كأعلام فوق المباني التي شيدت تحمل في جنباتها المعرفة وتسري في شرايينها أوردة الثقافة والفكر.. أيام مضت كنا فيها منشغلين بين زيارات للجامعات المغربية في العاصمة واللقاءات بأساتذتها وجولات في رحاب مؤسسة الملك عبدالعزيز للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية وقد أذهلنا ما شاهدنا من كتب ومطبوعات ونصوص قديمة والكثير مما تضم هذه الدار من بصمات إبداعية كذلك المؤتمرات على هامش حفل الجائزة والتي أدارها معالي الدكتور فيصل بن معمر المشرف على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة ونائبه الدكتور عبدالكريم الزيد والأمين العام للجائزة د. سعيد السعيد والذي التقيته مع بعض الفائزين بالجائزة في حلقة خاصة من مرافئي التي صورت في استديوهات المملكة المغربية. ليس أجمل من شعورك بانتمائك لوطن يشع بفكره وثقافته أينما حلت رحاله.. واستقرت قوافله ومراكبه.. السعادة بمقدار الثقافة التي نملأ بها حقائبنا ونسير في دربها ننشد الحياة. محطات (1) عكاظية الجزائر للشعر والقدس هذا العام عنوان نسختها الثالثة مرفأ (ي) الشعري والإعلامي.. درويش كان حاضراً في قصائدنا.. على حناجرنا التي عزفته.. على أوراقنا التي أورقت زهر اللوز حيث ترك قطرات من دمه ونبضات من حبره.. تمخترت فيروز بثوبها الأميري الأبيض تصدح للقدس.. لمدائنها ومآذنها وكنائسها.. أنشدنا للغياب وكأنا بنا بين أزقة القدس القديمة.. حملتنا أوتار جميل التايه عازف العود الفلسطيني لفلسطينه.. تراءت لنا الجنة.. وتجلى لنا الحلم شاهقاً كسروات فلسطين.. عطراً كالصنوبر.. ندياً كالفجر.. فلسطين حملها الأطلسي ونثرها لؤلؤاً ومحاراً على أكتاف شواطئ الجزائر وفي سلال الذاكرة ولما عدنا.. عدنا بها على جناحي يمام. شكراً للجزائر.. حيث نزهو بها عرباً ومناضلين وشعراء.. شكراً للسفارة السعودية ممثلة بسفير مملكتنا الغالية سعادة الدكتور سامي بن عبدالله الصالح الذي كان لحضوره ودعمه عميق الأثر في إنجاح مساعينا.. والشكر لكل سفراء الوطن فيها. وكذلك في إنجاح سفري للمغرب لمواكبة جائزة خادم الحرمين للترجمة برسائل يومية، وتسجيل حلقة خاصة من مرافئي مشاركة الوطن عرسه الثقافي في الدار البيضاء. (2) زيارة يملؤها الحب والأخوة يفرح بها القلب.. فنقول أهلاً وسهلاً.. حياكم الله أحبتنا في اليمن على أرض المملكة.. حياك الله رئيس اليمن السعيد في دار أخيك عبدالله بن عبدالعزيز. حللتم أهلاً ووطئتم سهلاً.. الدار واحدة.. والقلب موطئ قلب.. والعين متسع الأحبة. آخر البحر بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان ومن نجد إلى يمن إلى مصر فتطوان فلا حد يباعدنا ولا دين يفرقنا لسان الضاد يجمعنا [email protected]