تواصل الأندية الأدبية احتفالها باختيار القدس عاصمة للثقافة العربية، فنظم نادي تبوك الأدبي أخيراً، أمسية شارك فيها عدد من المثقفين والمهتمين بالحراك الثقافي في المنطقة، وأدارتها هيفاء الأميلس، وشهدت حضوراً مميزاً. وفي بداية الأمسية قدم عبدالرحمن العكيمي ورقة نقدية بعنوان «القدس بوصفها نصاً»، تحدث فيها عن القدس «بوصفها نصاً قائماً وحاضراً في ذاكرتنا وفي وعينا الجمعي واللاوعي أيضاً»، وعرّف القدس في اللغة وكذلك النص ودلالته ومادته اللغوية في المعاجم العربية، مشيراً إلى أن النص «حدث ثقافي، وأن النصوص المهيمنة في الذات العربية هي نصوص دينية صرفة». وقال إن القدس بوصفها نصاً «هيمنت على أبناء الأرض المحتلة، وعلى أبناء الإسلام وعلى النصارى واليهود، وهي نص عريض لا حدود له، يهيمن بحركيته على المجتمعات في الشرق الأوسط»، مؤكداً أن القدس نص «أخذ سمة العلمية وتحول إلى مصطلح رئيسي في علم النحو». وتطرق المحاضر إلى الشعر في الأرض المحتلة ولغته النضالية، متسائلاً: «كيف أن القدس كنص أدبي مكتمل لم تحضر في نتاج الشعر الفلسطيني، ولم تأت بما يتناسب مع أهميتها وقداستها وتاريخها؟»، مشيراً إلى أنها غابت في شعر محمود درويش وسميح القاسم، «باستثناء أبيات متفرقة لا تليق بمكانة القدس». وقدّم الشاعر الكاتب محمد توفيق محمد ورقة عن تاريخ فلسطين شعباً وأرضاً، عنوانها «أوراق منسية»، ربط فيها بين التاريخ الفلسطيني وبين أناسه المتمسّكين بأرضهم على رغم الاحتلال الصهيوني، وضرب أمثلة في التضحية بالروح من أجل الوطن، والتشبث به وعدم التفريط مهما كانت النتائج، مشيراً إلى القفز التاريخي لليهود، «باستغلال فترة زمنية انقضت بالحكم التاريخي القاطع، فالعرب في فلسطين قبل اليهود وبعدهم». وفي الأمسية قرأت الشاعرة ندى العمراني قصيدتين بعنوان «صوتي المجروح» و«مركب من ورق»، وتضمنت الأمسية أيضاً مشهداً يمثل التمسك بالقضية الفلسطينية، لريم العطوي وانتصار إبراهيم. وفقرة تساؤلات مقدمة من نجوى عتودي وأميرة الصيعري. وأنشودة قدمتها فاطمة الحكمي عن القضية الفلسطينية.