لعل من أكثر الدول التي تكثر فيها مؤسسات خيرية وإنسانية.. للأيتام والأرامل وذوي الاحتياجات الخاصة ومؤسسات خيرية للأسر الفقيرة والمحتاجين هي المملكة العربية السعودية، وقد تشرفت في العمل التطوعي مع عدد من هذه المؤسسات التي اطلعت على آلية عملها وكيفية توزيعها للمعونات والمساعدات اللازمة على أصحاب الحاجة، وكذلك أذكر أيادي بيضاء تقدم المعونة والمساعدة دون ذكر اسمها أو مصدرها لأسر فقيرة. ناهيك عن احتضان جهات حكومية عديدة لأسر الشهداء وأسر المساجين ولعل هذا أمر طبيعي في بلد أنعم الله عليه فلم يتوان في تقديم المساعدة سواء محليا أو عالميا وفي مجالات عدة، لكن غير الطبيعي أبدا أن تكتظ شوارع مملكتنا بالمتسولات سواء على إشارات المرور أو في محطات البنزين بشكل غير لائق بل يكاد يكون مقززا على مدار العام وتكثر هذه الظاهرة في الأعياد. المؤلم والمثير بالموضوع استخدام الأطفال كوسيلة للتسول وكسب قلوب الناس.. فكثيرا ما نشاهد البسطات على الأرصفة وفي أماكن قد تجود ببعض الظل والكثير من هجير الشمس في نهارات الرياض الحارقة وتكاد تكون عليها عائلة بأكملها من الأم وأطفالها. هل من باب (علموا أطفالكم فن الشحاتة والتسول؟؟!!) أي إنسانية هذه تلك التي تسول لنفس أم أن تستخدم فلذات أكبادها كوسيلة لاستعطاف جيوب الآخرين؟ أو لربما أطفال استعارتهم من هنا وهناك لاستخدامهم في هذه المهنة ( المقززة)!! لا بد من قوانين وروادع وجهود مكثفة تقف في وجه هذه الظاهرة اللاإنسانية والغير حضارية، لا بد من استنكار ما يقوم به المتسولون الجوالة وعدم منحهم أي مساعدة مالية من باب ردعهم عن تشويه منظر شوارعنا بهذا الشكل أو إهانة كرامة الإنسان، وتشريد الأطفال وتعليمهم مهنة غير لائقة لكسب عيشهم وكذلك عرقلة حركة المرور وإزعاج السائقين والبشر يمكن توجيههم أو إرشادهم لقصد المؤسسات الخيرية أو الجهات التي يمكنها إيواءهم أو مساعدتهم ماديا وكذلك تلك التي يمكنها الاستفادة من طاقاتهم بتشغيلهم في مصانع أو مؤسسات مهنية يمكن لدخلهم منها أن يسد حاجتهم ويقيهم سؤال الناس. لكن تكمن المشكلة في أن يكون تسولهم كعادة أدمنوها ووسيلة سهلة لكسب المال وهنا المصيبة أعظم لأننا سنكون بحاجة لجهد أكبر وحملات إرشادية توضح ضرر هذه الظاهرة وتفشيها في المجتمع. من آخر البحر من ديواني نوارس بلون البحر شوق.. يهرم الوقت في ساعة الانتظار.. فيتكئ الشوق حزينا على خاصرة الرمال يثيرُ زوابعها فتبلعه الصحراء رويدا فرويدا.. ولما يثقلُ به رحمُ الأرضِ تلفظُ ما بلعتْهْ تلقُفُهُ الريحُ وترحلُ بهْ.. [email protected]