نحن ننشغل بالنتائج ولا نجتهد بشكل مواز بالبحث عن الأسباب! ماتت طفلة متأثرة بإصابتها وهلعها وانكسار براءتها وسقط ابن من رصاص بندقية وهربت فتاة وصرخت امرأة من سياط التعذيب والتهشيم خمسة وعشرين مليونا بلغ عددنا إننا إزاء تغيرات زلزلت ميزان القيم، لم يعد العنف الأسري ملفا يمكن تجاهله!! إنني متألمة كثيرا لكل الأطفال الأبرياء الذين يتعرضون للعنف ممن يفترض أن يكونوا مصدر الأمان لهم. كما أنني متألمة على أب يفقد بوصلة عقله فينهال على طفلته ضربا فيميتها ألف مرة!! انشغل كثيرون بأن هذا الأب داعية والحقيقة أن هذا أمر لا يعني لي شيئا فأكثر ممن يسمون أنفسهم دعاة يعانون من تاريخ مرضي نفسي واضح وظاهر! على المجتمع أن يفرق بين العالم الجليل الذي أخذ مكانته من نضجه واتزانه ووعيه العلمي الشرعي المؤصل وبين فئة الوعاظ والدعاة من التائبين الذين عانوا من انحرافات ثم هداهم الله ولكن نحن لسنا ملزمين بأخذ ديننا على يديهم فديننا قد أتمه محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه أرحم من طلعت عليه الشمس وأرفقهم بالنساء والأطفال. وحتى حاملي الشهادة في تخصصات دخلوها لأنها الكليات الوحيدة التي قبلتهم ولم تمنحهم شيئا يذكر!! لقد اختلط الأمر على كثير من الناس فظنوا أن كل من فتح كتب المفسرين وقرأ منها عدة صفحات على الأسماع صار هو حجة الإسلام التي لا تبارى! دعونا نتحدث في الأهم لماذا وكيف يحدث العنف الأسري؟ تقول الدراسات إن 42% من حالات العنف الأسري ناتجة من ضغوط الفقر وشعور الأب بالعجز عن تلبية متطلبات حياة كريمة لأولاده ينتج عنه الاتجاه إلى تعنيفهم. كما أن 90% من الفتيات المعنفات إنما كان بسبب الفقر ومنعهن من الانخراط في دورة العمل الاقتصادي بمبررات متعددة اجتماعية كانت أو ودينية! وتضيف بعض الدراسات الجريئة القليلة لتتحدث أن ما يضاعف حالات العنف الأسري الناتجة عن الفقر وتدني مستوى الدخل للأب هو كثرة الإنجاب وتضخم عدد الأطفال إذ مازال متوسط عدد الأطفال في الأسرة عال جدا في السعودية على الرغم من اختفاء دور الأسرة الممتدة التي كانت تساعد في تخفيف الضغوط المادية لكن الأسرة اتجهت اليوم إلى الأسرة النواة أو المستقلة، ولذلك يتحمل الأب وحده أعباء المعيشة والسكن وكل مستلزمات الحياة ومع بقاء كثير من النساء على فكرة ارتباط كثرة الإنجاب بالصبا والشباب والحب بين الزوجين! خاصة في البيئات الفقيرة وغير المتعلمة فإن الوضع يتفاقم سوءًا حيث تزداد الضغوط الاقتصادية مما يؤدي إلى ضغوط نفسية تؤدي إلى زيادة طردية بحالات العنف الأسري تجاه الزوجة والأطفال!! قانون تجريم العنف الأسري مهم لكن الأهم منه تضافر الجهود لتحسين مداخيل الأسر الفقيرة و تنمية وعيها ومساعدتها لتساعد نفسها. [email protected] Twitter @OFatemah