أمكن للصفويين الجدد الذين يحكمون إيران، وبتحالف رجالهم في الأحزاب الطائفية العراقية التي أنشؤوها في إيران وتربت على الأفكار الخمينية، بتحالف هذه الأحزاب ووضعها قادتها أنفسهم في خدمة المخططات الأمريكية البريطانية التي كانت تعمل لغزو العراق وإسقاط نظام صدام حسين، مبررين عملهم تحت مظلة الأمريكيين والغربيين ب(ضرورة التخلُّص من نظام صدام حسين) الذي دفعت تصرفاته الهوجاء - وبالذات احتلاله للكويت - إلى جمع أعداء الأمس (الغربيين والإيرانيين وعملائهم) في تحالف ضده انتهى بسقوط نظام بغداد العربي التوجُّه رغم كل أخطاء صدام، ليدخل رجال الخميني وأحزابهم تحت عباءة الاحتلال الغربي، وتؤول إليهم الأمور وحكم العراق الذي أخذ يبتعد عن محيطه العربي؛ ليتحقق أحد أهداف (الصفويين الجدد) في إيران بالتمهيد لقضم قطر عربي آخر والتأسيس لإمبراطوريتهم التي يحلمون بها، ويُبعدون بلداً عربياً مهماً عن الإسهام في العمل العربي المشترك، خاصة في الحفاظ على المصالح العربية في إقليم الخليج العربي, وتحصين الأمن القومي العربي في هذا الإقليم المهم. ولكي تتحقق الأطماع والأهداف الصفوية التي يعمل نظام طهران على تنفيذها وفق مراحل مخطط لها وبأدوات هُيِّئت منذ وقت ليس بالقصير اعتماداً على إشعال النعرات الطائفية، كان لا بد من إشغال الدولة العربية الأكثر قدرة على التصدي لهذه الأطماع، ولذلك فقد تركزت أفعال هؤلاء الصفويين وعناصرهم على إشغال المملكة العربية السعودية من خلال إحاطتها ببؤر طائفية تأخذ أوامرها من جماعات صفوية داخل إيران، بعضها من داخل دوائر الدولة وأخرى تابعة لتنظيمات استخباراتية مرتبطة مباشرة بما يسمى بمرشد الثورة الخمينية، وبعد أن عجلت عملية احتلال العراق من تكوين الأحزاب والجماعات الطائفية التي تعمل على إشاعة مناخ معاد للسعودية ولأهل السنة العرب عموماً، اتجهت الجهود إلى تكوين جماعات وبؤر طائفية خاصة بالدول المجاورة للمملكة العربية السعودية وحتى داخلها، وليس سراً القول إن هناك خلايا نائمة في جميع دول الخليج، وقد كشف أخيراً عن وجود أفراد يعملون في دولة الإمارات العربية ويجمعون أموالاً لحزب الله اللبناني، وجميعهم من اللبنانيين ومن طائفة محددة قامت دولة الإمارات العربية المتحدة بإبعادهم أخيراً. وتذكر مصادر صحفية أن هؤلاء الأفراد متواجدون أيضاً في جميع دول الخليج، ويقومون بجمع الأموال لحزب الله لتمويل أعمال الحزب وتقوية فروعه وتنظيماته داخل دول الخليج، وهو نفس العمل والتكتيك الذي كان يقوم به تنظيم القاعدة في المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى، وهذا أيضاً يدخل في المخططات التي وضعها الصفويون الجدد لتطويق المملكة العربية السعودية (أقوى كيان عربي مسلم يستطيع مواجهة أطماع الطائفيين)، كما أن هذه المخططات تشمل مد النفوذ الإيراني الصفوي إلى اليمن الذي ازداد اتساعاً منذ عام 1990 عندما استغلت أجواء الانفتاح التي أعقبت الوحدة، فمد الصفويون نفوذهم عبر سفارتهم في صنعاء التي أقامت اتصالات مباشرة مع بعض القبائل والقيام بنشاط للتشيع وفق الفكر الصفوي؛ حيث التقط حسين بدر الدين الحوثي وأُرسل إلى قم، وهناك أُعد أيديولوجياً وفكرياً ليعسكر قبيلته ويوجه الحوثيين إلى اعتناق الفكر الصفوي الذي فجَّر حروباً متوالية وصلت إلى ست في صعدة اليمن امتدت إلى عمران، ويسعى الحوثيون والصفويون إلى توسيع نيرانها لتشمل قبائل ومناطق مجاورة أخرى لتهديد الأمن القومي العربي وبالذات أمن المملكة العربية السعودية واليمن معاً. [email protected]