منذ الثورة الخمينية في طهران، انتهجت إيران نهجا معاديا للعرب، خصوصا جيرانها في الضفة الغربية من الخليج العربي، إذ سعت إلى تصدير الثورة «الإسلامية» للبلدان المحيطة، وكان من ضمن أدوات التصدير، دعم وتمويل ميليشيات عسكرية خارجة عن نطاق الدولة ومفهوم السيادة الوطنية. «حزب الله» في لبنان، «حزب الله الحجاز» في السعودية، الميليشيات الطائفية في العراق، الحوثيون في اليمن، العصابات الإجرامية في البحرين، وخلايا التجسس في دول الخليج، كلها كانت امتدادا لمخطط إيران لتصدير الثورة والعنف إلى الدول العربية، بيد أن دولا كالسعودية استطاعت كبح جماح عصابات الإرهاب المدعومة من إيران في وقت مبكر منتصف تسعينيات القرن الماضي. العراقولبنان وسورية واليمن، دول غرقت بالاقتتال، عقب حقن طهران أراضيها بميليشيات الدم، كما يسميها السكان المحليون في محافظات غرب العراق، وباتت العراق على سبيل المثال عقب سقوط نظام رئيسها الأسبق صدام حسين في 2003، مركزا لعمليات الإرهاب والاقتتال الطائفي المدعوم بالمال الإيراني، كما أن لبنان بات مرهونا تحت تهديد سلاح «حزب الله» لإيران، وأصبحت سياساته مؤازرة لمخطط طهران العدائي تجاه محور الاعتدال في المنطقة.