السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الصداقة علاقة فكرية عاطفية بين شخصين تتم على اساس معين قد تكون لمصلحة معينة او ظروف اخرى كالعمل او الزمالة الدراسية او الجامعية وقد يكون السبب الاتفاق والالتقاء بين الافكار والمفاهيم المتعددة واسباب الصداقة كثيرة جدا. والصداقة ذكرت في القرآن الكريم في اكثر من موضوع وذكر ايضا الصديق الحميم وقد حث الاسلام على الالتقاء بين المسلمين وصحبة بعضهم لبعض وان يتآخوا فيما بينهم حتى يكون المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وأن يحب المرء لأخيه ما يحبه لنفسه وصلاة الجماعة خير دليل على ذلك, والإنسان في مراحل حياته المتعددة يمر بأصدقاء كثر منهم يخلد في الذاكرة وفي القلب وتبقى ذكراه، وقد تبقى العلاقة به سنوات وسنوات مبنية على الوفاء وهذا مهم والصدق في التعامل والمشاركة في السراء والضراء وغيرها كثير,, واعتقد ان هذا الصديق نادر الوجود ومن يجد مثله فقد وجد صديق العمر والسبب في ذلك يكمن فيما يتمتع به من اخلاق وافكار وتآلف فالنفوس جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تخالف منها اختلف كما أشار صلى الله عليه وسلم الى ذلك وبالتالي فالصديق مهم خصوصاً الجليس الصلح, وكثرت الكتب والنصائح التي تبين كيفية اكتساب الاصدقاء وفي مجملها تحث على الابتسامة وذكر الصديق باسمه المحبب اليه والحديث فيما يهمه هو, وقد حث الامام الشافعي ايضا على الصداقة عندما قال: سلام على الدنيا إذا لم يكن بها صديق صدوق صادق الوعد منصفا غير ان هناك من الاصدقاء ما يكون سببا في تعاسة صديقه بقصد او بغير قصد وربما لايدري الصديقان انهما سبب لتعاسة بعضهم الآخر فكم من شارب للدخان بسبب صديق وكم من مدمن مخدرات قال ان سبب ما هو فيه اصحاب السوء او الاصدقاء وكثيرة الشكوى من الاصحاب من غدرهم وعدم الوقوف عند الشدة كما قال الشاعر: لاخير في ود امرئ متلون اذا الريح مالت مال حيث تميل أو كما قال الشاعر الآخر: ومن يعرف الناس والأيام معرفتي رمي رمحه غير راحم ولهذا فقد يحتار الانسان حينما يبني علاقاته مع الآخرين حتى يكونوا اصدقاء صادقين مع تقلب الاحوال والايام وفي الواقع ان اصدق واعظم صداقة هي التي تبنى من اجل الله سبحانه وتعالى وان تكون المصلحة هي رضاء الله عز وجل وطاعة له وان يكون الاجتماع عليه (سبحانه) والفراق من أجله أي انه لا يفرق بينهما إلا خروج احدهما الى المعاصي وهذه هي الصداقة الحقة التي حث عليها الاسلم ودعا الى استمرارها حتى يظلهم الله بظله يوم لاظل إلا ظله سبحانه. مجيب الرحمن العمري الباحة