حث فضيلة الشيخ رضوان بن عبدالكريم المشيقح رئيس هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بمدينة بريدة المسلمين وخاصة الشباب منهم على النكاح لتسود بينهم المودة والرحمة والتعاون على تكوين أسرة تسودها السكينة والاستقرار تحقيقا لقول الله سبحانه وتعالى: (فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم)، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام، قال: (يامعشر الشباب من استطاع منك الباءة فاليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) وفي حديث آخر، قال صلى الله عليه وسلم: (من رغب عن سنتي فليس مني وان من سنتي النكاح، فمن أحبني فليستن بسنتي). وقال فضيلة الشيخ رضوان المشيقح في حديثه ل الجزيرة فما جاء الاسلام الا ليرفع كرامة الانسان ولذا اهتم الاسلام بتكوين الاسرة التي هي اساس تكوين الجماعة لكون الزواج من اهم اسباب بناء الاسرة، وهو سنة خاتم الانبياء والمرسلين من قبل، كما أن في النكاح امتثالاً لأوامر الله تعالى ورسول الله صلى الله عليه وسلم وما يحصل بامتثال امرهما من الاجر والثواب والفلاح في الدنيا والآخرة، كما ان من فوائده قضاء الوطر، وتحصين الفرج، وحماية العرض، وغض البصر والبعد عن الفتنة واسبابها. واضاف فضيلته في سياق حديثه قائلا: وفي النكاح تكثير لأمة الاسلام، وتحقيق مباهاة النبي صلى الله عليه وسلم كما ان فيه تكوين الاسر وتقريب الناس بعضها لبعض، كما ان النكاح سبب للغنى وكثرة الرزق، ففي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم انه قال: (ثلاثة حق على الله عونهم، وذكر منهم الناكح يريد العفاف)، كذلك في النكاح حصول الاجر والثواب بالقيام بحقوق الزوجة والاولاد والانفاق عليهم. وحذر الشيخ المشيقح من الاعراض عن الزواج وخاصة لمن يقدر على تبعاته؛ لان ذلك يضر بهم وبمجتمعهم وبالامة التي ينتسبون اليها ضررا بليغا؛ لانه يشتمل على تحصين الدين، وتحصين المرأة وحفظها والقيام بها، وايجاد النسل، وتكثير هذه الامة، وتحقيق مباهاة النبي صلى الله عليه وسلم، كما قال: (تناكحوا تكاثروا، فإني مباه بكم الامم يوم القيامة). واكد فضيلته ان الرجل اذا كان قادرا على الزواج ومطالبه وخائفا من الوقوع في الفاحشة لو لم يتزوج، فان الزواج يكون واجبا في حقه، فاذا لم يتزوج كان آثما، لان الانسان مطالب وجوبا بصون عرضه، وتجنب مواقع الشبه والمحرمات، ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، حتى ولو لم يكن خائفا من الوقوع في الفاحشة فإنه يجب عليه الزواج عند بعض العلماء استدلالا بظواهر النصوص التي امرت بالزواج، فقد روى ابو يعلى في مسنده حديثا عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال لعكاف بن وداعة الهلالي: (ألك زوجة ياعكاف؟، قال: لا، قال ولا جارية، قال: لا، قال وأنت صحيح موسر؟ قال: والحمد لله، قال عليه الصلاة والسلام: فأنت إذا من إخوان الشياطين، اما ان تكون من رهبان النصارى فأنت منهم، واما ان تكون منا فأصنع كما نصنع، وان من سنتنا النكاح شراركم عزابكم، واراذل موتاكم عزابكم، ويحك ياعكاف تزوج، فقال عكاف: يا رسول الله اني لا أتزوج حتى تزوجني من شئت، قال صلى الله عليه وسلم فقد زوجتك على اسم الله والبركة، كريمة بنت كلثوم الحميري). كما نبه فضيلته في حديثه ل الجزيرة عن المغالات الزائدة في المهور، والاسراف البالغ في الولائم، والقيام بالاعمال والتصرفات الشاذ المنحرفة في الزفاف، كل هذه الامور جعلت الطرق مسدودة لكثير من الشباب الذين يرغبون الطهر والعفاف وتحصين الفرج، مشيرا فضيلته الى ان الكثير من السفهاء زادوا في المهور لكي يجعلوها محلا للمفاخرة بين النساء حتى بلغت الى الحال التي هي عليها الآن، ولقد صار البعض من الناس يزيد في تطويرها، ويدخل في المهر اشياء جديدة تزيد الامر كلفة وصعوبة حتى اصبح المهر في الوقت الحاضر مما يتعسر او يتعذر على كثير من الناس ولا يطيقه الا القليل من الشباب وكثير من الشباب لا يحصل عليه الآن الا بديون تثقل كاهله وتشغل ذمته، وتأسر عزته لدائنه. وشدد فضيلة مأذون الانكحة على ان المغالات في المهور من اكبر العوائق عن النكاح والحوائل دون تحصين الفروج، وهذا خلاف السنة المطهرة، فان السنة تخفيف المهر وتقليله، وتخفيفه من اسباب البركة بركة النكاح والوئام بين الزوجين فأعظم النكاح بركة ايسره مؤنة، كما حذر فضيلته من الاسراف في ولائم الزواج الذي نهى الله عنه وانه يعرض العبد لكراهة الله تعالى، وكذلك عدول عن طريق عباد الرحمن الذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما، كما ان هذا الاسراف في الولائم ممقوت عقلا وعرفا عند كثير من الناس، فإن الناس وان حضروا الزواج يذمون عادة من يسرف في هذه الولائم، وينظرون اليه نظرة الساخر الناقص الذي يريد ان يكمل نقصه بمثل هذه الولائم المسرفة، اضافة الى ذلك فإن هذا الاسراف اتلاف للمال، واضاعة للوقت، وشغل البال واتعاب الابدان، وامتهان النعمة. وحذر الشيخ رضوان المشيقح من أن عزوف الشباب عن الزواج مؤذن بفتنة وفساد عريض مبينا ان الزواج يكون عونا لكل متزوج في جميع اعماله ومناشطه، لأن وراء الزواج الخير والبركة والطمأنينة، حاثا الشباب على الاقبال على الزواج والتأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث دخل على عائشة رضي الله عنها وعمرها تسع سنين، وكذلك آباؤكم واجدادكم من قبل تزوجوا صغارا ولم يضرهم في ذلك شيء. ونهى فضيلته اولياء امور البنات من رفض المتقدمين اليهم بطلب الزواج من بناتهم خاصة اذا كان المتقدم كفؤاً، لقول نبي الله عليه الصلاة والسلام: (إذا أتاكم من ترضون دينه وامانته فانكحوه الا تفعلوا تكن فتنة في الارض وفساد كبير) الحديث، موضحا فضيلته ان في منع المرأة من تزويجها الكفء اذا تقدم في ذلك عدة جنايات، منها جناية الوالي على نفسه بمعصية الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، جناية على المرأة حيث منعها من كفئها الذي رضيته زوجها لها وجناية على الخاطب، حيث منعه من حق أمر الشارع بإعطائه اياه. ونصح الشيخ المشيقح في ختام تصريحه اولياء الامور وبالاخص الاغنياء ووجهاء البلد واعيانهم ان يحرصوا كل الحرص الى محاولة نبذ هذه العادات وازالة كل العوائق واختصارها الى الحد المعقول خدمة لشبابنا وبناتنا وحرصا على تذليل العقبات والمعوقات في صون اعفاف ابناء مجتمعنا.