أكد عدد من أصحاب الفضيلة المشايخ والباحثين في القضايا الإسلامية أن تأخير الزواج له عواقب سيئة على المجتمع.وقالوا ل«الرياض» إن أسباب عزوف الكثير من الشباب عن الزواج يرجع إلى مغالاة بعض أولياء الأمور في المهور ووضع العقبات في طريق الشاب المقبل على الزواج. وأضافوا إن المغالاة تؤدي إلى كثرة العوانس وحصول الفساد الأخلاقي بين الشباب. بداية عن أهمية الزواج وما فيه من المصالح العظيمة: يقول د.عقيل بن عبدالرحمن العقيل عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية: - الزواج من سنن المرسلين أمر به رب العالمين في قوله تعالى: {فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع}. وحث عليه المصطفى صلى الله عليه وسلم بقوله: (تزوجوا الولود الودود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة) وطبقه صلى الله عليه وسلم واقعاً، وقال: «حبب إليّ من دنياكم الطيب والنساء وجعلت قرة عيني في الصلاة»، ولا شك أن هناك مصالح عظيمة للزواج يطول المقام بذكرها جميعاً ولعل من أبرزها: حصول الاستقرار للإنسان، والسكون وراحة البال يقول تعالى: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها...} الآية. واستمرار الجنس البشري بالتناسل وهذه المصلحة لا تتحقق إلا بالزواج. وحصول العفاف والبعد عن الزنا والخنا وصيانة المسلم عن النظر للحرام أو الوقوع فيه كما قال صلى الله عليه وسلم: «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج...» الحديث. وتحقيق رغبة المصطفى صلى الله عليه وسلم بالمكاثرة بأمته يوم القيامة كما مر في الحديث السابق «تزوجوا الولود الودود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة». وسد باب الفساد وقطع الطريق على المفسدين ومروجي الرذيلة. وحول المخاطر التي تحصل عند تعطيل الزواج وتأخيره يقول د.عقيل العقيل: لا شك أن هناك مفاسد ومخاطر عظيمة تحصل من أثر تعطيل الزواج أو تأخيره فإن الشارع الحكيم عندما طالب بالمبادرة إلى ذلك وخاطب الشباب حاثاً لهم على الزواج وطالب أولياء النساء بتيسير أمر الزواج كل ذلك تحصيلاً للمصالح ودرءاً للمفاسد أو تأخيره بدون سبب مقبول شرعاً مظنة للفساد وبوابة للشر والفساد، ولذلك يقول صلى الله عليه وسلم مخاطباً أولياء النساء: «إذا ما جاءكم من ترضون دينه وخُلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عظيم..». وتأخير الزواج سبب لعزوف الشباب من الجنسين عنه فإن الشاب والشابة في فترة فوران الشباب يتوق للزواج وكلما أخر وتأخر فترت همته وضعفت الرغبة لديه. وكلما تأخر الزوج زادت التعقيدات والمطالب في المواصفات التي يريدها الشاب والشابة فكل يوم يأتي هذا الشاب أو تلك الشابة بشروط أو مواصفات في الآخر. وأن تعطل الزواج تقليل للجنس البشري إذ أن من أسمى معاني الزواج المحافظة على التناسل وبقاء هذا الجنس البشري إلى الأجل الذي يريده الله سبحانه وتعالى. وعدم تحقيق رغبة النبي صلى الله عليه وسلم في تكثير سواد أمته لتحصل مفاخرته بذلك. ولو لم يكن في تعطيل الزواج أو تأخيره إلا أنه مخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم لكان ذلك كافياً في ذمه ومقته. وتحدث الشيخ عبدالعزيز بن صالح الكنهل من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية مبيناً معوقات الزواج لدى الشباب وكيفية علاجها فقال: أولاً غلاء المهور وتوابعها أو قل قواصم الظهور فكم منعت من راغب في الزواج وطالب للاستعفاف وكم عنست من فتاة بسبب غلاء مهرها وكم تعس من زوج بسبب إعساره عن سداد ديون زواجه فيها أيها الأولياء على البنات اتقوا الله في بناتكم وفي شباب المسلمين الذين يتقدمون إليكم واعلموا أنه لا يجوز لكم ردهم إلا لأسباب شرعية مثل سوء الدين والخُلق وتذكروا قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا أتاكم من ترضون دينه وخُلقه فانكحوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير» وتذكروا يوم تقفون بين يدي الجبار في يوم الحساب العظيم فيسألكم لماذا رددتم فلاناً الخاطب الصالح ولماذا آذيتم موليتكم فلانة بمنعها من الزواج. فماذا عسى أن يكون الجواب وتذكروا قول النبي صلى الله عليه وسلم: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فالرجل راع ومسؤول عن رعيته...». ثانياً: الحفلات الباذخة في القصور الفارهة أو الفنادق المشتهرة وكل ذلك من باب الإسراف المنهي عنه لأن فيه جملة من المنكرات منها الإسراف والخيلاء، والتبرج، وإيذاء الزوج بزيادة الديون عليه يضاف لذلك ما يصاحب بعض هذه الحفلات من غناء وموسيقى وخروج للزوج أمام النساء فيما يسمى بالتشريعة وغير ذلك من المخالفات الشرعية التي قد تكون سبباً في عدم البركة في هذا الزواج. ثالثاً: رد الخاطب الكفء بسبب عذر واه كالرغبة في إكمال البنت لدراستها وعدم تزويجها قبل ذلك. أو عدم تزويجها الآن لأن أختها التي أكبر منها لم تتزوج بعد أو بسبب الحاجة لمرتبها - ووضع البنت وأهلها شروطاً خيالية في الزوج وغير ذلك. ولا شك أن ذلك كله من أسباب تأخير الشباب والشابات عن الزواج بل من أسباب تعنيس الفتيات فكم من شاب تأخر في الزواج بسبب رده من عدد من الآباء للأسباب السابقة وكم من فتاة عنست وقعدت في بيت أبيها حسيرة كئيبة تندب حظها وتتأسف على زوال شبابها بدون زوج يسعدها وأطفال يدخلون البهجة على قلبها فأصبحت وكلمة عانس مثل الجبل العظيم الجاثم على صدرها. وأخيراً: أقول إن الخير كل الخير في اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم فقد رغب في الزواج وحث على تيسيره وزوّج رجلاً بما معه من القرآن وقال لآخر التمس ولو خاتماً من حديد، فينبغي لنا جيعاً أن نقف صفاً واحداً مع الشباب والشابات بإعانتهم على الزواج وتسهيله عليهم مبتغين بذلك الأجر والثواب من العزيز الوهاب. الشيخ حمود الدعجاني: الواجب على أولياء النساء أن ييسروا سبل الزواج ولا يغالوا في المهور بحيث يؤدي ذلك إلى عضل النساء. وقد قال صلى الله عليه وسلم في الحديث: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» والمهر قد جعل الله للمرأة رمزاً للتكريم ودلالة على عزم الزوج على تحمل الأعباء وأداء الحقوق. قال صلى الله عليه وسلم «خير الصداق أيسره» رواه الحاكم. وقال صلى الله عليه وسلم «إن من يمن المرأة تيسير خطبتها وتيسير صداقها» رواه أحمد. وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: «التمس ولو خاتماً من حديد» ولما تزوج علي رضي الله عنه فاطمة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعطها شيئاً قال ما عندي شيء، قال أين درعك الحطمية؟ قال: هي عندي قال: فأعطها إياه» رواه أبو داود، وقد تزوج عبدالرحمن بن عوف على صداق خمسة دراهم وأقره النبي صلى الله عليه وسلم وزوج سعيد بن المسيب - رحمه الله - ابنته على درهمين وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «ألا لا تغلوا في صدق النساء فإنه لو كان مكرمة في الدنيا وتقوى عند الله كان أولاكم به النبي صلى الله عليه وسلم. ما أصدق رسول الله امراة من نسائه ولا أصدقت امرأة من بناته أكثر من اثني عشر أوقية وإن الرجل ليغلي بصدقة امرأته حتى يكون لها عداوة في نفسه وحتى يقول: كلفت لكم علق القربة» رواه أبو داود أي يقول لها: تكلفت وتحملت لأجلك كل شيء حتى حبل القربة أحضرته لك. ومن الأسباب التي جعلت بعض الناس يغالي في مهور النساء ويضع العقبات في طريق الزواج الطمع والجشع لدى بعض الأولياء والتقليد الأعمى للغير، واسناد مثل هذه الأمور إلى النساء ممن يجهلن مقاصد الزواج وهذه المغالاة في المهور وعدم تيسير أمور الزواج للشباب جلبت مفاسد عظيمة للمجتمع منها: كثرة العوانس، وحصول الفساد الأخلاقي بين الشباب، وغش الولي لموليته وامتناعه من تزويجها للكفء وحصول العداوة للزوجة من قبل الزوج بسبب تكليفه فوق طاقته، فالواجب على الأولياء أن يتقوا الله ولا يمنعوا الخاطب الكفؤ ولا يضعوا في طريقه العراقيل والعقبات والشروط التعجيزية فهم مسؤولون أمام الله كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» وهكذا يجب على الشباب ألا يغالوا أيضاً في تكاليف الزواج مما يؤدي بهم إلى الإسراف المحرم، فالواجب الاقتصاد مما يكون به امتثال الأمر وحصول البركة للمتزوج. وعن السنن في الزواج يقول الشيخ نهار العتيبي باحث متخصص في القضايا الإسلامية هناك العديد من السنن التي يستحب فعلها قبل الزواج أثناء الخطبة أو في أثناء الزواج ومن أهم هذه السنن ما يلي: النظر من المخطوبة ما يدعوا إلى نكاحها: فإن من السنة أن ينظر الخاطب إلى ما يدعوه إلى نكاح مخطوبته كوجهها وكفيها وطول جسمها ونحو ذلك من الأمور قبل أن يدخل بها ويعقد عليها وهذه السنة تجعل الزواج أكثر نجاحاً لأن كلاً من الزوجين لا يقدم على هذا الزواج إلا بعد القناعة بشريك حياته ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن أرشد إلى ضرورة نظر الخاطب إلى مخطوبته «فإنه أحرى أن يؤدم بينهما» أي أكثر احتمالاً لنجاح الزواج وهذا أمر مشاهد. وتقليل المهر: فإن المهر واجب للمرأة المتزوجة وحق لها لكن من السنة أن يكون هذا المهر قليلاً ولا يكون كبيراً يثقل كاهل الزوج، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أعظم النساء بركة أيسرهن مؤونة» رواه أحمد والبيهقي بسند صحيح ومعنى أيسرهن مؤونة أي أيسرهن مهراً وكان صداق بنات النبي صلى الله عليه وسلم وزوجاته أربعمائة درهم أو خمسمائة درهم. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه «لا تغالوا في صداق النساء فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله لكان أولاكم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم». والزواج المبكر: فإن من السنة تعجيل الزواج وقد دل على ذلك آيات وأحاديث كثيرة منها قول الله عز وجل {فانكحوا ما طاب لكم من النساء} وقوله سبحانه وتعالى {وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله} وقول النبي صلى الله عليه وسلم «تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة» رواه أحمد وابن حبان ولكن بشرط أن يكون هؤلاء الفتية أهلاً لتحمل الزواج لقول النبي صلى الله عليه وسلم «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء» متفق عليه ولا يخفى على عاقل مافي الزواج من إعفاف للزوجين وحماية المجتمع من الجرائم الأخلاقية التي قد توجد في المجتمع بوجود أسبابها أو ما يثيرها من الصور المحرمة أو نحو ذلك مما لا يرضي الله عز وجل. وإعداد وليمة للعرس: فيستحب أن يكون هناك وليمة للعرس ولو كانت مبسطة إعلانا لهذا النكاح يدعى إليها الأقارب أو الجيران لقول النبي صلى الله عليه وسلم لعبدالرحمن بن عوف «أولم ولو بشاة» متفق عليه وإذا دعي إلى هذه الوليمة أحد وجب عليه الإجابة لقول النبي صلى الله عليه وسلم «من دعي إلى عرس أو نحوه فليجب» رواه مسلم. وإعلان الفرح بالنكاح: فيستحب أن يعلن الفرح بالنكاح ويستحب للنساء ضرب الدف والغناء الذي لا محظور فيه لقول النبي صلى الله عليه وسلم «فصل ما بين الحلال والحرام الدف والصوت» رواه أهل السنن إلا أبا داود. والدعاء للمتزوجين: فيستحب أن يدعى للمتزوجين لقول أبي هريرة رضي الله عنه: «إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفأ الإنسان ( إذا تزوج ) قال بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما في خير» رواه أبو داود. والدعاء عند الدخول على الزوجة: فيستحب للمتزوج إذا دخل على زوجته أن يدعو الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن يضع يده على ناصيتها ( مقدمة رأسها ) فيقول اللهم إني أسألك من خيرها وخير ماجبلتها عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه» رواه ابن ماجة وأبو داود. والتسمية عند إرادة الجماع: وهذه من السنن الهامة التي ينبغي أن يحافظ المسلم عليها لإرشاد النبي صلى الله عليه وسلم لمن أراد ذلك بأن يقول «بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا» قال صلى الله عليه وسلم فإن قدر بينهما في ذلك ولد لن يضر ذلك الولد الشيطان أبداً» متفق عليه. وعن كيفية المحافظة على نجاح واستمرار الزواج يقول الشيخ نهار إن استمرار ونجاح الزواج من الأمور التي ينبغي أن يحرص عليها كل من الزوج والزوجة على حد سواء فالسعادة الزوجية في الدين الإسلامي لا تقتصر على شهر يسمى شهر العسل بل تستمر على مدى استمرار حياة الزوجين ومن أهم هذه الأمور ما يلي: - أن يقوم كل من الزوج والزوجة بالحقوق الواجبة عليه من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيجب على الزوج أن ينفق على زوجته ويوفر لها المسكن المناسب ويبيت عندها ليلة من كل أربع ليال لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت» رواه أحمد وابن حبان. كما أن من حق الزوجة عليه أن لا يمتنع عن الجماع أكثر من أربعة أشهر لأن هذا من الإيلاء المنهي عنه شرعاً كما قال الله تعالى: {للذين يؤلون من نسائهم أربعة أشهر فإن فاؤوا فإن الله غفورٌ رحيم وإن عزموا الطلاق فإن الله سميعٌ عليم} (سورة البقرة 227) وعلى الزوجة أن تقوم بحقوق زوجها فتطيعه بالمعروف لقول الله تعالى: {فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً} (النساء 34) ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها» رواه الترمذي. وعليها أن تحفظ ماله وتصون عرضه وأن لا تخرج من بيته إلا بإذنه وأن لا تدخل أحداً في بيته إلا بإذنه قال الله تعالى: {فالصالحات قانتات حافظات الغيب بما حفظ الله} (النساء 4) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير النساء التي إذا نظرت إليها أسرتك وإذا أمرتها أطاعتك وإن غبت عنها حفظتك في نفسها ومالها» رواه أبو داود والنسائي وأحمد. وكذا يجب على المرأة إذ دعاها زوجها إلى فراشه أن تطيعه لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت أن تجيء فبات عليها غضبان لعنتها الملائكة حتى تصبح» متفق عليه. - حسن التعامل بين الزوجين ومراعاة المشاعر وإشاعة الحب والمودة في البيت: فإن الله عز وجل جعل بين الزوجين مودة ورحمة وهذا يعتبر من أهم الأمور التي تدعو إلى استمرار الزواج كما قال تعالى: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة} (سورة الروم 21) ولهذا وجب على الزوجين أن يتعاملا فيما بينهما بالمعروف من طلاقة في الوجه وتقدير واحترام متبادل وكف للأذى وبذل للخير وأن لا يعنِّف أحدهما الآخر أو يقسو عليه في المعاملة، وأن يتعاملا تلك المعاملة الحسنة التي تراعي حتى الكلمات التي تصدر من الزوج أو الزوجة مراعاة لمشاعرهما ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التقبيح حيث قال: «ولا يقبح» أي لا يقبح الزوج زوجته كما أرشد صلى الله عليه وسلم إلى الاهتمام بالمشاعر والمحبة بين الزوجين والعمل على تقويتها والحرص على استمرارها فقال صلى الله عليه وسلم: «استوصوا بالنساء خيراً» رواه مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي» رواه الطبراني بإسناد حسن وكان النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً ما يدلل زوجته فنجد أنه يقول لعائشة يا عائش. تقول عائشة رضي الله عنها كنت أنظر إلى الحبشة وهم يلعبون وأنا خلف النبي صلى الله عليه وسلم وألصق خدي على خده وما ذاك إلا لأنظر مقدار حبه لي أو قالت لأعرف قدري عنده. وكان صلى الله عليه وسلم يسابق عائشة فتسبقه ثم يسابقها مرة أخرى فيسبقها فيقول هذه بتلك وهذا يدعو كلا من الزوج والزوجة إلى جعل الحياة التي يعيشانها مملوءة بالبسمة والمحبة والتفاؤل فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الفأل ويكره التشاؤم. - أن يحرص الزوجان على تطبيق السنة في حياتهما ما أمكن سواء كان ذلك فيما يتعلق بالتعامل فيما بينهما في حياتهما الخاصة أو تربية أبنائهما مثل آداب النوم وآداب دخول المنزل والخروج منه وآداب التعامل مع الكبار وغير ذلك من الآداب التي لها أكبر الأثر في إسعاد الزوجين وأبنائهما وحفظهما من الشرور والمشاكل بإذن الله مع الحرص كل الحرص على المحافظة على العبادات الواجبة وتعويد أبنائهما على أدائهما. - أن يحرص الزوجان على حفظ أسرارهما ولا يبديانها للغير والأصل في ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم يُنشر سرها» رواه مسلم. وكما أنه محرم على الرجل فهو محرم على المرأة كذلك فالبيوت كما هو معلوم لا تخلو من المشاكل لكن إذا أسرَّ الزوجان ما يحصل بينهما دون إبدائه للناس كان هذا أسهل في حل ما قد يحدث بينهما بخلاف ما إذا خرجت تلك المشكلات خارج المنزل فربما تكبر وتتفاقم ويصعب حلها. - أن يحرص الزوجان على التعامل برفق في حياتهما وأن يبتعدا عن العنف والغضب حيث أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى الحرص على إدخال الرفق إلى المنزل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أراد الله بأهل بيت خيراً أدخل عليهم الرفق» وقال صلى الله عليه وسلم: «ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه وإن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف» وعندما جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: أوصني قال لا تغضب وكررها ثلاثاً قال: لا تغضب. - أن يحذر كل من الزوجين من الوشاية التي قد تفسد حياتهما فربما وصل إلى أحد الزوجين إشاعة مغرضة من أحد الحاسدين فيتخذ الزوج أو الزوجة قراراً دون ترو وتثبت مما سمع ثم يندم بعد ذلك أشد الندم ولكن قد يكون هذا الندم بعد فوات الأوان.